عدد اليوم
سيد الحجار (أبوظبي)
توقع مسؤولون بشركات نفط وغاز محلية نمو أعمالهم خلال العام المقبل بمتوسط 20% لاسيما بعد إعلان المجلس الأعلى للبترول، مؤخراً اكتشافات وزيادات في احتياطيات النفط والغاز في إمارة أبوظبي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، على هامش مشاركتهم في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2019»، إن الإعلان مؤخراً عن اكتشاف وإضافة احتياطيات هيدروكربونية جديدة، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية، بإجمالي احتياطيات يبلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، يسهم في توفير المزيد من الفرص للشركات المحلية ويعزز من نمو أعمالها.
وأكدوا أهمية توفير المزيد من الدعم لاسيما للشركات الناشئة والصغيرة الوطنية العاملة بقطاع البترول، فضلا عن إقرار المزيد من الإجراءات لمساعدة الشركات الوطنية الكبرى العاملة بمجال البترول على مواجهة المنافسة غير المتكافئة أحيانا من الشركات الأجنبية التي تسعى لحرق الأسعار.
وقال نبيل العلوي الرئيس التنفيذي لمجموعة المنصوري للخدمات البترولية إن الاكتشافات النفطية الجديدة بأبوظبي تعزز من فرص نمو أعمال الشركة بنحو 20 إلى 30% العام المقبل، موضحا أن الشركة حققت نموا في أعمالها العام الحالي مقارنة بعام 2018.
وأكد العلوي حاجة الشركات الوطنية العاملة بقطاع البترول لمزيد من الدعم، لاسيما الشركات الناشئة والصغيرة العاملة بالقطاع.
وأضاف «عندما تم تأسيس مجموعة المنصوري عام 1977 وجدت الدعم الكامل من القيادة الرشيدة ومن شركة «أدنوك» عبر منحها المزيد من الأعمال والعقود، حتى أصبحت اليوم تنتشر أعمالها في أكثر من 26 دولة، وتضم نحو 3 آلاف موظف، وتسهم في تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية»، مؤكدا أن الشركات الناشئة اليوم بقطاع البترول لا تجد الدعم الكافي لاستمرار أعمالها».
وأوضح أن مجموعة المنصوري تمثل حالياً نحو 77 شركة أجنبية بالسوق المحلي، كما تضم عدداً من الشركات الفرعية التي تتوزع أعمالها بمختلف قطاعات البترول، مشيرا إلى أهمية زيادة الدعم الحكومي لمساعدة الشركات الوطنية على رفع نسبة التوطين لديها، لاسيما أن الشركات الوطنية تعمل في بيئة منافسة، وتعد تكلفة العمالة عنصرا هاما في حساب تكاليف التشغيل.
مورد عالمي
ومن جانبه، أشار شامس بن علي خلفان الظاهري العضو المنتدب لمجموعة شركات علي وأولاده إلى أهمية الإعلان مؤخرا عن اكتشافات نفطية جديدة بأبوظبي في تعزيز مكانة الإمارة كمورد عالمي وموثوق بقطاع الطاقة، متوقعا ارتفاع أعمال المجموعة بمجال النفط والغاز بنحو 10% العام المقبل بفضل الاكتشافات والمشاريع الجديدة بالإمارة، والتي تسهم في تحريك السوق بطريقة إيجابية، ما يؤدي لتحسن الأداء بكافة القطاعات الاقتصادية.
وأوضح أن أعمال النفط والغاز تشكل نحو 25% من أعمال مجموعة شركات علي وأولاده، موضحا أن العام الحالي شهد نموا في أعمال النفط والغاز بالمجموعة بنحو 30% مع تركيز المجموعة على تطوير خدماتها في مجال الخدمات المساندة للحفر، ما عزز من الحصول على أعمال وعقود طويلة المدى.
ولفت الظاهري إلى أهمية برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة الذي أطلقته شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» العام الماضي، في تشجيع الشركات الوطنية على ضخ المزيد من الاستثمارات بمجال الصناعة المحلية، بجانب تشجيع الشركات المحلية على الاهتمام بخطط تأهيل وتدريب المواطنين لتولي مناصب قيادية في مجال النفط والغاز، مؤكدا أن المجموعة تسعى لزيادة نسب التوطين بمعدلات مرتفعة خلال السنوات المقبلة.
إلى ذلك، قال يوسف النويس، رئيس مجلس إدارة شركة «الإنماء العربية» إن الإعلان مؤخراً عن اكتشاف وإضافة احتياطيات هيدروكربونية جديدة، ما يضع دولة الإمارات في المركز السادس عالمياً من حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية، يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، ويعد بمثابة حافز رئيس للقطاع الخاص.
وأوضح أن تعزيز النشاط بقطاع النفط والغاز ينعكس على الوضع الاقتصادي ككل، ويسهم في تحريك العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وأشار النويس إلى أهمية الخطط الاستراتيجية لأدنوك في تعزيز النمو للقطاع، مع خطة العمل الجديدة لـ «أدنوك» العام الماضي، التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس من 2019 إلى 2023، فضلا عن اعتماد المجلس الأعلى للبترول خطط زيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030.
وأكد أن برنامج القيمة المحلية المضافة جاء في الوقت المناسب لدعم السوق، حيث يعد من أفضل المبادرات التي تم إطلاقها، ما يشجع كثيرا من الشركات بالقطاعات الأخرى لتكرار التجربة، وبما يعزز من زيادة مساهمة المنتج المحلي.
دعم الشركات
بدوره، وأكد عاطف عريقات المدير التنفيذي لشركة الغيث للتوريدات وخدمات حقول النفط المحدودة أن الشركة تتوقع نمو أعمالها بنحو 30% بعد الكشف مؤخرا عن زيادة احتياطيات النفط والغاز بأبوظبي، بإجمالي احتياطيات يبلغ 105 مليارات برميل من النفط، و273 تريليون قدم مكعبة من الغاز التقليدي، ما يوفر فرصا جيدة لأعمال الشركات بالقطاع.
وذكر أن حجم أعمال الشركة يقدر بنحو مليار درهم، حيث تنتشر أعمالها بالإمارات والجزائر والسودان، وهناك دراسة للعمل ببعض الدول مثل ليبيا والعراق والكويت، كما تعمل الشركة ممثلا لنحو 92 شركة من مختلف دول العالم.
وأضاف أن بعض الشركات الأجنبية فضلا عن شركات محلية أحيانا تلجأ لحرق الأسعار، عبر تقديم أسعار ربما تقل عن التكلفة أحيانا للحصول على أعمال بالدولة، وهو ما يؤثر على جودة الأعمال ويؤدي لتأخير في مواعيد التسليم أحيانا.
