الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«عبور - نبات رحلة» عمل فني يعيد صياغة علاقتنا بالطبيعة

«عبور - نبات رحلة» عمل فني يعيد صياغة علاقتنا بالطبيعة
3 فبراير 2020 02:37

نوف الموسى (دبي)

دهشت الفنانة الإسبانية آسونثيون مولينوس جوردو، عندما شاهدت البذور الناجية من عملية الهضم لدى الإنسان، تنمو في محطة الصرف الصحي المركزي، لتقرر دراسة تلك العملية بإنشاء بيئة زراعية مناسبة، لشتلات انتقتها من مياه المجاري وقامت بتصنيفها وزراعتها، مشكلةً مساحة زراعية لنباتات معاد تدويرها، وقام مركز جميل للفنون بدبي، مساء أمس الأول، بعرض نموذج لها في حديقة فنان تحت عنوان «عبور- نبات رحلة»، على أن يتم بيان نتائج المرحلة المقبلة من المشروع ضمن «آرت دبي» في مارس 2020، وذلك في سياق التعاون مع برنامج آرت دبي للتكليفات الفنية. الأمر المثير في هذا المشروع كونه يبحث «الفجوة بين الثقافة والطبيعة»، من خلال الإضاءة على مفهوم «الترابط»، المستوحى من ما وصفه الفيلسوف البريطاني تيموثي مورتون بـ«الشبكة»، في إشارة إلى «ترابط» كل مكونات وكائنات الطبيعة في دورة الحياة.
أما الأمر الأكثر إثارة فهو أنه لا الفنانة آسونثيون، ولا غيرها، يعلم مصدر النباتات الموجودة في الحديقة، فالذين يقطنون في دبي تناولوا أطعمة من مختلف الأصناف والثقافات، وذلك يعكس بالطبع ما يتميز به مجتمع الإمارات على مستوى التعددية الثقافية التي ألقت بظلالها على عادات الطعام.
وفي لقاء «الاتحاد» مع آسونثيون، قدمت تعريفاً لأبرز النباتات في الحديقة، ومن بينها: الطماطم والبطيخ والفلفل الحار والباذنجان والشمام والكوسة والقطيفة والخردل والحمضيات وأزهار عباد الشمس والرمان واليقطين. لكن السؤال الجوهري الذي ظل يحوم بين زوار الحديقة: هل يمكن تناول ثمار هذه النباتات؟، لتجيبهم الفنانة بالنفي، لأنها تحتوي على بكتيريا موجودة نتاج عملية الهضم وإخراج السموم، ولكن إعادة نقل البذور إلى بيئة صالحة مرة بعد مرة قد يجعلها صالحة مع الوقت، والمشروع لا يزال يدرس إمكانية ذلك.
الحديقة تتجاوز المفهوم الاعتيادي والتقليدي لانتقال البذور، كما توضح الفنانة آسونثيون، فالإنسان المعاصر، بات ينقل عبر معدته آلاف الأشكال من البذور القادرة على النمو، في بيئات مختلفة عن الأرض الأم لكل بذرة، وهو ما يمكن أن نطلق عليه «كسر النمطية الرومانسية» لنظرتنا نحو الطبيعة، وهو بالتأكيد يدعونا إلى إعادة النظر لعلاقتنا بها، وبأننا لسنا جزءاً مفصولاً مستهلكاً، بقدر ما نمثل في أعماقنا الطبيعة بقدرتنا على احتضان دورة الحياة لكائنات أخرى.
عملت الفنانة على إنشاء الحديقة بالتعاون مع مهندسين وبستانيين في الإمارات، إلى جانب فريق «فن جميل»، لإبراز التركيب الأخير للمشروع ككل، والذي اعتمد على الاهتمام بالعلاقة بين كل نبتة وأخرى، فهناك نباتات تنسجم في ما يخص كمية المياه، بالمقابل هناك نباتات تستطيع أن تكون مع بعضها وتدعم بعضها، وعلى أساس ذلك تم توزيع النباتات في الحديقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©