الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فـشـلٌ يحتضرْ

فـشـلٌ يحتضرْ
3 فبراير 2020 02:37

تستيقظ أماني صباحاً، تحلق فوق رأسها الأماني السعيدة، وتحاول النجاح في الحياة وخلق حياة مليئة بالشغف والتحدي، فيقابلها العدو السيئ (الفشل).
الفشل: صباح الخير أماني، لا داعي للاستيقاظ مبكراً، لن تنجحي صدقيني، فهذه الحياة متعبة جداً، مليئة بالتحديات المتعبة، خذي قسطاً من الراحة واجعلي يومك هادئاً، خالياً من الأعمال الشاقة والمتعبة.
أماني: أما سئمت يا فشل من ترديد هذا الكلام كل صباح، دعني أذهب لأرى مستقبلي، لأصنع لنفسي حياة ملؤها النجاح والسعادة والإصرار.
حضّرت أماني لنفسها كوب قهوة، ثم اتجهت مباشرة إلى سيارتها لتذهب لنادي التدريب الدولي، للحصول على نتيجة الاختبار النهائي، خرج فشل مسرعاً إلى أماني، ثم أسند يده إلى سيارتها وقال: سيخيب ظنّك يا أماني، صدقيني.
أماني: لكل مجتهد نصيب يا فشل، هيّا ابتعد أريد أن أكمل طريقي، قالت أماني وهي تُحدّث نفسها: متى تذهب أيها الصديق السيئ؟ أريد أن أطردك من حياتي، بدأت تسيطر على أفكاري وتزعجني بكلامك السلبي.
دخلت أماني إلى نادي التدريب الدولي بكل حماس لرؤية النتيجة، للحصول على الاعتماد الدولي، وإذا بها تتفاجأ بعدم رؤية اسمها ضمن القائمة، دخلت أماني على مدير النادي قائلة: أهلاً أستاذ خالد، أسعد الله صباحك، أود أن أسأل عن نتائج الاختبار النهائي حيث إن اسمي لا يوجد ضمن القائمة.
أ. خالد: أعتذر منكِ يا أماني، فلم نجد ورقتك للاختبار، فكان الناتج F رسوب، ولا يمكن حصولك على الاعتماد نعتذر منكِ.
أماني: ولكن أستاذ خالد هذا ظلم أطلب إعادة الاختبار، لقد أبليت حسناً.
أ. خالد: عذراً يا أماني أرجو منكِ تفهم الموقف، الأمر خارج عن إرادتي.
خرجت أماني تجُر خيباتها وحزنها وإذا بها ترى الفشل ينتظرها عند مواقف السيارات قائلاً: أماني هيا أخبريني ماذا حدث، هيا بسرعة!
أماني: لقد حصلت على علامة F بسبب ضياع ورقتي للاختبار، لقد عملت بجد لقد كان حلماً على وشك التحقق.
فشل ضاحكاً: أوه ألم أقل لكِ هيا، بربك ماذا الآن البكاء والألم والندم لقد حذّرتك.
أماني: أغرب عن وجهي هيا.
اتجهت أماني بسيارتها إلى محل قهوة، كانت تفضل الجلوس فيه بمفردها، فإذا بها ترى (بروشور) الإعلان وقد كتب فيه: (هل تودون النجاح والتعرف على أهم ما يمكننا القيام به لنصل لتلك الدرجة من النجاح. لقاؤنا بصديقنا نجاح لا تفوتوا فرصة الحضور)، ذهبت أماني لدفع الفاتورة وشراء تذكرة اللقاء بالنجاح.
عادت إلى منزلها والفرحة تغمر محيّاها، فشل مندهش من فرحة أماني قائلاً: يا إلهي ماذا بك ما كل هذا السرور؟!
أماني: سوف أحضر لقاء مع عدوك النجاح.
الفشل: ذلك الأحمق، يريد أن يحل مكاني، يريد تغيير الناسِ لجعلهم أشخاصاً طموحين، حالمين، ساعين له، ولكن هيهات، لن أسمح له، سأقف له بالمرصاد.
أماني: يا فشل كفاك غرور، كلنا نعرف من يكون النجاح وكيف هو الطريق المؤدي إليه.
جاء اليوم المنتظر واللقاء الحاسم، وضبّت أماني أمتعتها لحضور اللقاء بينما فشل يكاد ينفجر غضباً وغيظاً.
حضر الكثير والكثير من الناس من أجل لقاء النجاح، بدأ اللقاء وكان مليئاً بالحماس والدهشة.
مقدم اللقاء: أهلاً وسهلاً بالحضور والجمهور الغفير، أتمنى أن تستمتعوا مع صديقنا النجاح.
النجاح: أهلاً ومرحباً بأصدقائي اللطفاء الطامحين لي، المتحدين والعازمين للوصول إليّ، أود أن أُعلمكم أن لكل شخص ساعٍ وطامح نصيباً، وبإذن الله سيصل لمبتغاه، وأن الطريق إليّ حتى وإن لم يكن مفروشاً بالورد فلا بد وأن يكون في نهايته بستاناً من الورد.
وبدأ النجاح يتحدث ولاقى تفاعلاً من الجمهور، وعند انتهاء اللقاء بدأت فقرة الأسئلة، فسألت أماني النجاح قائلة: أود أن أطرح عليك سؤالاً: كيف أتخلص من الفشل؟ لقد سئمت منه، بدأ يسيطر على عقلي، كيف أسعى لحلمي الذي لطالما حلمت به، صدقاً نجاح، أريد خلطة سرية أو معجزة أو حتى مصباح علاء الدين السحري لأصل إلى ما أريد، لا أريد للفشل أن يسلب الحياة مني وأن يحرمني من لذة الفرح للوصول إليك، لا أريد الاستسلام له فما جوابك يا صديقي؟!
النجاح: اسمعوني جميعكم طالما أننا أحياء نرزق، علينا السعي وراء أحلامنا وتحقيق الأهداف التي حلمنا بتحقيقها، وثقوا بالله وبأنفسكم، عيشوا سلاماً داخلياً وتصالحوا مع ذواتكم، واعلموا أن كل فشل يصادفكم هو إحدى تجارب الحياة التي تسبق كل نجاح، فالنجاح سلَّم لا يمكنكم صعوده وأيديكم في جيوبكم، لا تنتظروا إلى من يدفعكم لي، أنتم اسلكوا الطريق لي، لا تتوقفوا عن المحاولات ولا عن الوصول لي، فمتعة النجاح والوصول جميلة جداً، ولا توهموا أنفسكم أن الوقت لم يحن أو أن الوقت مضى ولا يمكن تحقيق الأحلام، دائماً هناك وقت لتحقيق الأحلام والأهداف، والنجاح ليس حكراً على فئة معينة أو عمر معين.
خرجت أماني من اللقاء بابتسامة لا توصف بهجتها، فكتبت رسالة إلى فشل قائلة: مرحباً أيها الفشل، أما سئمت من السيطرة على عقلي والتغلغل فيه وجلب كل ما هو سيئ لي؟ لكن هذا الأمر لن يطول، سأتغير وسترى بنفسك، سوف أهزمك وأتغلب عليك وأطردك من حياتي للأبد، وأعدك بأنني سأصبح شخصاً يتحدى المستحيل ويقاتل من أجل حلمه، يعمل بحب وشغف، ويسعى ويطمح للأعلى، سأحب عدوك اللدود النجاح، وسأسعى للوصول إليه، سأبحث عن رسائل النجاح وأفتش عنها، سأرفع الشراع لتدفعني الرياح لأحلامي. ولتعلم أيها الفشل باتت أيامك معدودة، وقريباً ستدفن ويندثر ذكرك. ثم جلست أماني على كرسيها المتحرك تخطط لأهدافها المستقبلية وتصنع مجداً لحياتها القادمة.
أما فشل فبعد قراءته للرسالة ويأسه من السيطرة على أماني، فقد وضّب أشياءه وحمل أمتعته وقال لها: لقد حاولت مراراً وتكراراً إقناعك بعدم تحقيق الأهداف والأحلام، لكن لا فائدة منكِ سوف أرحل وأذهب لشخص آخر فربما أجد من يُكرمني ويرحب بي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©