الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هنيئاً لها رجوعها إلى بيتها

18 يوليو 2011 19:58
آثرت ترك عملها من أجل بيتها، اختارت أن تكون إلى جوار أولادها، خبرت العمل خارج البيت وذاقت أفراحه وأتراحه، عرفت فيه أوجاعاً وجراحاً، انتصارات وخيبات، لم يكن نجاحها المهني معجزة، بل مجاهدة لحد القتال لكي تظل صامدة في ميدان أمواجه متقلبة دائماً، عمل يدهم أوقات الراحة، ويقتحم البيت من دون استئذان، خصوصياته كثيرة، ويظل مختلفا عن كل المهن. هكذا اختارت أن تتحرر من قيوده، أن تخلو بنفسها وهي مدركة ألا أحد سيعكر صفو راحتها، ستتحدث مع أولادها وتستمع لهم، بعد أن كانت طاقتها تستنفد في الحديث مع الناس، تدون ما قيل في مسودات، ثم تعيد كتابته من جديد ليعرف طريقه إلى النشر، تكرار الاستماع لمواضيع ولألسنة مختلفة، ونظرها لعيون كثيرة، وطرقها للعديد من الأحاديث، يشبعها حد التخمة، فترفض تلقائياً حديث أولادها، وتسكت كل من يسألها منهم، فيعم الصمت البيت، رغم جلبة الصغار، وشغفهم اللامتناهي للحديث معها، وهي من تجب أن تحتويهم، وتعرف همساتهم وسكناتهم، لكن عملها غيبها عن اهتماماتهم، فعلق الحديث في جوفها، إلى أن نطقت يوما بعد صمت طويل، وقررت أن تكون إلى جانبهم، تتابع خطواتهم، تنتظرهم بشغف، تستمع لهم، تجعلهم يكشفون عن أوجاعهم وجراحهم، تسهم في بلورة أحلامهم، توجههم، وتسير بهم نحو الأمان النفسي، أما وجودها بينهم سيمنحها هي توازنا يرضي أنوثتها وغريزة الأمومة لديها. قرارها شجاع، كقرار كل من ترغب في الرجوع إلى البيت من أجل أسرتها، مكانها الذي يجب أن تضحي من أجله، مهمتها صعبة، لكن نتيجتها أكبر وأجمل، كقرار كثير من النساء اللواتي فكرن في التخلي عن العمل لفائدة البيت، بحيث ذكرت دراسة استطلعت آراء 100 امرأة عن رغبتها في التخلي عن وظيفتها من أجل البيت، حيث بلغت نسبة الإجابة بنعم 67 في المائة، أما الـ33 في المائة المتبقيات، فلا يفكرن في ذلك نتيجة لظروف معينة، كما أكد الاستبيان أن 68 في المائة من النساء خططن لترك عملهن عن طريق الاستقالة، في حين أن 32 في المائة منهن لا يتركن عملهن إلاّ ببلوغهن سن التقاعد، كما ذكر أن 70 في المائة من النساء يجدن أن تحقيق النجاح الأكبر يكون في البيت، بينما 30 في المائة منهن يجدنه في العمل. كذلك، تجد 60 في المائة منهن متعة أكبر في ممارسة دور ربة البيت، مقابل 40 في المائة يجدن المتعة في العمل. حلم نؤجله كثيرا، لأنه ليس سهلا اتخاذ هذا القرار أمام كثير من التزامات الحياة، لكنها اتخذته، قرارها قد يغير كثيرا في مسيرة حياتها، وبالتأكيد سيسعد أطفالها، سيجدون من يستمع لهم، وهذا أهم شيء ينقص أولادنا إذ تدربنا على إسكات الحديث في أفواههم وخنقنا أفكارهم، سيسكتون أبدا، فهنيئا لها برجوعها لمهمتها الفعلية، ولبيتها. لكبيرة التونسي | lakbira.to nsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©