الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسيلمة بن حبيب.. الكذاب

13 يوليو 2015 18:55
محمد أحمد (القاهرة) مسيلمة بن حبيب ولد في اليمامة، ذهب إلى القدس عام 601 وتعلم اللغة اللاتينية، وكان يتردد على كنائسها فسمع من بعض رهبانها أنهم ينتظرون ظهور النبي الذي تحدث عنه الإنجيل. بعد عامين عاد مسيلمة من القدس وعمل بحاراً في السفن التجارية بين عُمان والهند، وفي عام 608 تزوج هاجر بنت سعد من بني تميم وأنجب ثلاثة هم حبيب وشرحبيل وثمامة، وعاد إلى اليمامة عام 628. قدم وفد بني حنيفة ليبايع الرسول، وكان قد أسلم منهم قبل ذلك ثمامة بن أثال، ثم عاد إلى قومه، وأتى بقومه ليسلموا على يد الرسول، وكان من عادة رسول الله أنه إذا جاء قوم يبايعونه أن يعطيهم عطاء، حتى يؤلف قلوبهم، فأعطاهم، فقالوا: يا رسول الله إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وفي ركابنا يحفظها لنا. مبايعة الرسول وكان مسيلمة بن حبيب هو الذي ظل مع متاعهم ليحرسه لهم، فأمر له رسول الله بمثل ما أمر به للقوم، وقال: «أما إنه ليس بشَرّكُمْ مكاناً»، أي لحفظه ضيعة أصحابه. وجاءوا لمسيلمة بما أعطاه النبي، فقال لهم: إني قد أشركت في الأمر معه. وقال: ألم يقل لكم حين ذكرتموني له: أما إنه ليس بشركم مكاناً؟، ودخل يبايع الرسول في المدينة، فجلس مع أحد الناس من قبيلته، ولم يكن الرسول قد أتى بعد فقال له: ألا تبايع رسول الله؟، فقال: أبايعه أن يجعل لي الأمر من بعده، وكان النبي يمر من ورائه، فسمعه، فقال له، وكان في يده عود من جريد، أو سواك، فقال له: «يا مسيلمة، واللَّه لو سألتني هذا العود ما أعطيته لك، وأعرض عنه». عاد مسيلمة إلى بني حنيفة، وأخذ يدعو بدعوته أنه نبي، وقد أُشرك في الأمر مع النبي فآمن له بعض قومه، وأراد أن يكتب خطاباً إلى رسول الله، ليُثبت دعائم نبوته الكاذبة في الجزيرة العربية، قال فيه: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، إني قد أُشركت في الأمر معك، فلنا نصف الأرض، ولكم نصف الأرض، أو تجعل لي الأمر من بعدك، ولكني أعلم أن قريشاً قوماً يعدلون. نهار الرجال ورد النبي برسالة قال فيها: «من محمد رسول اللَّه إلى مسيلمة الكذاب - وهذه أول مرة يطلق عليه الكذاب - السلام على من اتبع الهُدَى، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين». وارتد مع مسيلمة ما يقدَّر بعشرة آلاف، وقرر الرسول أن يرسل إليهم من يردهم للإسلام، ويُعلمهم، فاختار رجلاً منهم؛ لعلهم يستجيبون له، اسمه نهار الرجال، أو نهار بن عنفوة، فأتى مسيلمة الكذاب في خيمته، فاجتمع بنو حنيفة حول الخيمة، ليعرفوا ما الذي يسفر عنه اجتماع مبعوث محمد إلى مسيلمة؟، وكان القوم يزعمون أن مسيلمة أُشرك في الأمر مع النبي، ثم كانت فتنة أكبر حين خرج عليهم مبعوث النبي بكذب مسيلمة، فارتد هو الآخر، بعد أن وعده مسيلمة الكذاب بإمارة ووزارة، فقويت شوكة مسيلمة الكذاب. ثمار اليمامة انتقل رسول الله إلى الرفيق الأعلى، ووصلت الأنباء إلى بني حنيفة، فارتدت بقية القبيلة، فوجه أبوبكر الصديق لها جيشين، الأول فيه عكرمة بن أبي جهل، والآخر على رأسه شرحبيل بن حسنة، ثم مدهما بجيش خالد بن الوليد. وفي الوقت الذي توجهت فيه هذه الجيوش لمحاربة مسيلمة الكذاب كان جيش سجاح التي ادعت النبوة متجهاً إلى بني حنيفة لقتالهم أيضاً، وعندما علم مسيلمة الكذاب أن سجاح جاءته بجيوش عظيمة، وهو ينتظر خالد بن الوليد من الناحية الثانية، خشي أن تجتمع عليه الجيوش، فذهب مسيلمة ليتفاوض معها، فبدأ يتلو عليها بعض آياته المزعومة: فقالت: أشهد أنك نبي، وعرضت عليه أن لا تحاربه شريطة أن يعطيها نصف ثمار اليمامة، ثم عرض عليها أن يتزوجها، وعادت إلى قومها تنبئهم أن مسيلمة قد تزوجها، واكتشفت أنه لم يعطها مهراً، فعاد له فريق من قومها يقولون له: وما صداق سجاح، ففكر مسيلمة وأرسل إلى المؤذن، وقال له اذهب إلى قبيلة بني تغلب قبيلة سجاح، وقل لهم: إني وضعت عنكم صلاة العشاء، وصلاة الفجر، وكان من قبل قد أحل لهم الخمر والزنا. وبدأت موقعة اليمامة ووصل إلى مسيلمة الكذاب وحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبدالمطلب، الذي أراد أن يكُفّر عن ذنبه، فحمل رمحه، وسدده إلى قلبه فقتله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©