الخميس 30 مارس 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ثقافة

السرد الإماراتي قدم حياة البحر والصحراء وأبرز التحولات المعاصرة

السرد الإماراتي قدم حياة البحر والصحراء وأبرز التحولات المعاصرة
16 يوليو 2011 22:42
الشارقة (الاتحاد) - جاء العدد الجديدة من مجلة “الرافد” حافلاً بالعديد من الدراسات العلمية والأدبية، فضلاً عن الاستطلاعات والإبداع، والموضوعات التي طرقت مختلف أبواب الثقافة العامة والخاصة. وشمل العدد الجديد من المجلة التي تصدر عن قسم الدراسات والنشر بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ملفاً خاصاً عن السرد الإماراتي؛ مقدماً خمس دراسات نقدية تناولت النص النثري الإماراتي، بمختلف تجلياته، من قصة ورواية، وجاءت الدراسة الأولى بعنوان “وقفة مع كتاب.. فضاءات النص الإماراتي” للدكتور أحمد الزعبي، تناول فيها الناقد محمد سيف الإسلام بـوفـلاقـة، الكتاب المذكور، الذي يغوص عميقاً في فضاءات النص الإماراتي، وكان من أهم اكتشافاته أنه تناول “النص” الإماراتي عبر مرحلتين؛ ركز الأدباء في المرحلة الأولى على عالم البحر والصحراء، وما عاناه ذلك الجيل من أخطار وآلام من ركوب البحر طلباً للرزق، وما عاناه من أوجاع ومرارات من جفاف الصحراء وقسوة الطبيعة، وشظف العيش، كما ركّزوا في المرحلة الثانية على عالم الانفتاح والتطور والتكنولوجيا وتداخل الأجناس وتخلخل القيم. وفي الدراسة الثانية من الملف يتناول الناقد عبد الفتاح صبري رواية “مخطوطات الخواجة أنطوان” للكاتبة فاطمة عبدالله، موجزاً منظور الرواية بأنها “عملية ترويض الزمن”، ويتساءل: “هل تحاول فاطمة عبدالله تسمية الأشياء بأسمائها؟ وأن تعلن سخطها على الإنسان المعاصر الذي دجنته الأيديولوجيا وعصفت به ثقافة الاستهلاك والتنميط؟ وعلى آلة إعلامية جديدة خلقت فراغات إرهابية تقطن بيننا لتخيفنا على الآتي والمستقبل، فدخلت بروايتها “مخطوطات الخواجة انطون” حلبة الجدل حول فزاعة الإرهاب.. لتقول لنا إن هناك إرهاباً آخر مستتراً تمارسه جهات رسمية دينية في الضفة الأخرى، رغم هذه الهالة من التستر والتعتيم”. أما الدراسة الثالثة للدكتورة رشا ناصر العلي، فتعالج “تحولات الجسد في نص “مزون وردة الصحراء”، حيث “مزون هي إشارة إلى التمرّد على الأنساق الثقافيّة الظّالمة للأنثى، وهي بشارة هذا العالم الجديد وإتاحة المجال أمامها لتحقيق وجودها البشريّ والعمليّ، وتأسيس معرفة تخصّها، تتلمّس بداياتها ونهاياتها بالتجربة العمليّة، بعيداً عما رُسم لها من دور. وكتب الدراسة الرابعة محمّد محيي الدين مينو، عن “فضاءات الواقع في القصّة الإماراتيّة القصيرة.. محمّد المرّ نموذجاً”، ليتوصل إلى أن “قصص محمّد المرّ تأخذ من الواقع ـ ولا سيّما الواقع المحلّيّ ـ اتّجاهها الفنّيّ، بل تسعى إلى توثيقه صورةً صورةً ومشهداً مشهداً، حتّى ليغدو المرّ واقعيّاً، تهيمن النزعة التسجيليّة على كثير من قصصه القصيرة..”. وختاماً تناول عزت عمر ما سماه “العالم المادي وفوق المادي في مجموعة “أبدو ذكية”، حيث في العالم فوق المادي أو “العالم النوراني أو الفردوسي، تستطيع الساردة أن تتحرر من الأوامر والنواهي الاجتماعية، وفي الوقت نفسه تتخلّص من أسر المكان المحدد بجغرافية المنزل، وفيه أيضاً ستكتشف جمالها تماماً كما اكتشف نرسيس صورته في الأسطورة المعروفة”. كما كان من أبرز ما احتوته المجلة دراسة عن “إشكاليات الثقافة العربية في المهجر”، والتي توصل كاتبها الدكتور حسين الأنصاري، إلى خلاصة مفادها أن برامج الاندماج الثقافي التي تقوم على مبدأ الذوبان في ثقافة الآخر، باتت تواجه فشلاً واضحاً، ولا بد للقائمين على هذا الشأن أن يضعوا في حساباتهم أن المهاجرين قادمون من ثقافات متنوعة، تكاد تتناقض مع ثقافة بلد المهجر، وهذا يتطلب الاعتراف بالهويات الثقافية والتعرف إلى خصوصيات المهاجرين بصورة منصفة، بعيداً عن الاستعلاء عليها، وقبولها وإتاحة الفرصة لتقديمها وفق أشكال وأساليب ثقافية مختلفة. وفي بحث آخر كتبه الفرنسي ألبير جاكارد وترجمه شوقي بغدادي، بعنوان “كيف نُعَرِّف الإنسان اليوم؟!”، نحلق مع الكاتب إلـى عوالم فلسفية جديـدة، تتحدى تفكيرنا في كينونتنا الإنسانية، في ضوء التطورات الهائلة للعلم التجريبي، فتطرح أسئلة من قبيل: أترانا صانعين كل ما نقدر على صنعه مهما كانت النتائج لمجرّد أن نرى ماذا يعطينا ذلك؟ أم ترانا رافضين بعض الإمكانات، فنسد مختارين بعض الطرقات؟ ولكن باسم ماذا في هذه الحال؟ وبأيّ من الحقوق سوف نمضي إلى أن نرفض صنع أشياء باتت ممكنة، في حين أننا احتجنا إلى وفير من الطاقة، وكثير من الذكاء والثراء كيما نبلغها؟ ومن الفلسفة والفكر إلى الإسهامات الأدبية؛ التي زخر بها العدد، إذ ينشر حواراً مع الشاعر فاروق شوشه، صاحب البرنامج الإذاعي الشهير «لغتنا الجميلة»، والذي يتولى الآن الأمانة العامة لمجمع الخالدين في القاهرة. ويركز الحوار على مجالات اهتماماته الواسعة، من تجربته الشعرية .
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©