السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«القدوة».. جسّر بين الموهوبين والمحترفين

«القدوة».. جسّر بين الموهوبين والمحترفين
4 أكتوبر 2018 01:04

نوف الموسى (دبي)

توج معرض «قدوة» الفني الافتتاح الرسمي لـ «الجليلة غاليري» في مركز الجليلة لثقافة الطفل، مساء أول من أمس، معلناً بذلك احتفاءً نوعياً بـ لغة الطفل، لكونها المنشأ الأول للحظة الفنية.
واللافت في البعد الفلسفي وراء تأسيس فضاء مفتوح يتحرك فيه الطفل عبر عوالم بصرية متعددة، هو أن «الجليلة غاليري» ينطلق من «الحوار» كأسلوب في تفعيل المشهدية البصرية بين الأطفال والمجتمعات الفنية من جهة، وهو ما تجسد في مشاركة نحو 20 فناناً، ينتمون لمستويات وعي مختلفة قائمة على تجربتهم الفنية، وخلق بيئة عرض تفاعلية من جهة ثانية، وهذا ما جسّمته المساحة الفنية في «الجليلة غاليري» التي تتوسط المركز، ما يجعله في البنية التكوينية متأهباً لإثراء العرض الفني، والمتلقي أيضاً لكونه جزءاً من العملية الإبداعية. وجميعها محاور رئيسة تؤشر على ما يمكن أن يقدمه فضاء مرتكز على منهج القدوة الفنية، في توسيع خيارات الفنانين اليافعين والأطفال أمام مسألة التزامهم وانضباطهم في الاستمرار لبناء التراكم الفني.
أصر الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، المدير التنفيذي لمركز الجليلة لثقافة الطفل، أثناء حديثه لـ «الاتحاد»، على أنَّ لـ «المتابعة الصحافية» دوراً حقيقياً في تغير موجة الفعل الفني في الفضاءات الإبداعية، وذلك من خلال المساهمة في قراءة نبض هؤلاء الأطفال، وتخفيف الحس الرسمي، والانتقال نحو الانصات لأحلام الفنانين الصغار، ومحاولة إدراكها، والوعي بما يمكن أن يتشكل من استشفاف بصري، يساهم في تعميق الأثر في مجتمعاتنا المحلية، وصولاً إلى العالمية، مؤكداً أن رؤية مركز «الجليلة لثقافة الطفل» لا تتوقف عند مسألة خلق فرص عرض للفنانين، وإنما إعادة منهج «الاكتشاف» إلى مكانته الطبيعية، والانتقال بالموهوب وعائلته إلى فضاء متنامٍ، وصفه بن لاحج، بمنطقة حب كبيرة، قادرة على الاستيعاب والتمدد والتفاوض والتشكل، والتدرج مع صراعات التطور في شخصية الفنان وعناصر بيئته الأولية.
الخوض في معترك تجربة العمل الفني يرتكز في المجمل حول سؤال الفنان أو طبيعة المكنون الداخلي الدافع للعمل نفسه، فمثلاً عند اللقاء بالفنانة الشابة عائشة البلوشي، وهي تقف أمام مشروع الدمى الذي أطلقت عليه عنوان «مُيَتّم»، فإنها تتحدث عن سؤالها الخاص: «لماذا تتجسد أفكاري عبر الدمى؟»، محاولةً في لحظة حيّة، أن تستنطق تلك الدمى لتجسد الألم واللذة، في دهشة تستفز المشاهد. في الجانب الآخر، كان المصور الفوتوغرافي خالد الحمادي يتأمل تفاصيل أعماله، ويتحدث عن معنى اقتناص الفرصة في الفوتوغرافيا، ولكن ما يمكن أن يستوقف المتابع أحياناً، أن ما يود الموهوبون الشباب «البوح» به، في لوحاتهم، لا يشترط السؤال، وإنما محاولة لخلق السؤال، فالفنانة الشابة خولة حسين حمد، رسمت الشخصيات في لوحات واقعية بمهن مختلفة دونما رؤوس، لكأنها تريد منّا كمتلقين أن نقف لأول مره أمام أشخاص ولا نصنفهم بحسب الصورة النمطية للوجوه! وتجربة الفنانة الشابة خولة حسين، لا تقل أهمية عن ما فعله الموهوب الطفل آدم طلعت، عندما رسم نفسه، قائلاً: «رسمت نفسي من دون أن أنظر إلى المرآة»، ما يدعونا للبحث كمتلقين، حول ما يؤسس عليه الأطفال رؤيتهم للعالم وللحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©