حتى لا نحصد الحسرة (1)

بعد أن باتت السيارات تشكل عصب حياتنا فيما يتعلق بحلنا وترحالنا اليومي، أصبح من الضروري أن نتعود نحن أولا على ربط حزام الأمان والوصول إلى قناعة بأن له دوراً كبيراً في التقليل من نسب الإصابات في الحوادث المرورية. خاصة أن القانون يلزم قائد المركبة والراكب في المقعد الأمامي بربطه أثناء السير على الطرقات. مبادرة تحسين وتحديث الأنظمة وقوانين السير والمرور التي جاءت من خلال التوصيات والمقترحات المقدمة من اللجنة العليا لحماية الطفل والجهات الأخرى المعنية بالسلامة المرورية، واطلعت عليها الإدارة العامة للتنسيق المروري، وتم الأخذ بعين الاعتبار بما جاء فيها تعد خطوة في الاتجاه الصحيح تهدف إلى حماية المجتمع. ولتطبيق هذه المبادرة لا بد من تضافر جهود المجتمع بكل أطيافه الرسمية والشعبية لإحداث هذه النقلة النوعية الإنسانية لحماية الأبناء من طيش وتهور الآباء على طرقات الدولة، حيث لا تمر أيام إلا ونسمع عن وفاة أطفال في حوادث طرق تجسده الإحصائيات المرورية؛ فعلى سبيل المثال بلغت وفيات الأطفال في الفترة من الأول من يناير حتى نهاية مايو من العام الحالي سبعة أطفال منهم اثنان قضوا دهسا، فيما بلغت الإحصائية للفترة نفسها من العام الماضي 2010 ثمانية أطفال منهم ثلاثة قضوا دهسا، وفق إحصائيات الحوادث المرورية في مدينة العين فقط. وتركز المبادرة الجديدة على أهمية وضع مقاعد خاصة للرضع والأطفال الذين يبلغ عمرهم سنة واحدة، مزودة بحزام أمان لمنع سقوط الطفل، أما بالنسبة للأطفال الذين يبلغ عمرهم من 6 - 9 شهور وأوزانهم لا تزيد على 10 كجم، فيكون المقعد مواجها للخلف، وأن يكون المقعد مواجها للأمام من سن 9 شهور - 4 سنوات والوزن يتراوح ما بين 9 - 18 كجم، واستخدام المقاعد الداعمة للأطفال من سن 4 - 6 سنوات والوزن يتراوح ما بين 15 - 25 كجم، وبالنسبة للوسائد الداعمة فيمكن استعمالها للأطفال من سن 6 - 11 سنة والوزن يتراوح ما بين 22 - 36 كجم. تطبيق هذه المبادرة أصبح اليوم ضرورة، خاصة أن دراسة حديثة أكدت أن كرسي الأطفال يقي من الإصابات الخطيرة في حالة الحوادث المرورية بنسبة تتراوح بين 50% و90%، إلى جانب دراسة أجريت داخل الدولة وكشفت عن أن 26% من الأمهات يعتقدن أن احتضان الطفل أكثر أماناً من كرسي الأطفال في السيارة، وهناك 24% منهن يعتقدن أن الأطفال ينزعجون من تلك الكراسي، فيما شكلت الوفيات نتيجة الحوادث المرورية نسبة 63% في إمارة أبوظبي حسب إحصائيات هيئة الصحة، دعونا لا نتهاون مع أطفالنا في المركبات حتى لا نحصد الحسرة. وللحديث بقية! جميل رفيع jameelrafee@admedia.ae