واشنطن (وكالات) - أشادت الولايات المتحدة باتفاق السلام الذي وقع أمس الأول بين الحكومة السودانية ومجموعة متمردة في إقليم دارفور بغرب البلاد، ودعت الفصائل المسلحة الأخرى للانضمام إلى طاولة المفاوضات. وأعربت الولايات المتحدة عن امتنانها لقطر التي لعبت دور الوسيط لتوقيع هذا الاتفاق بين الرئيس السوداني عمر البشير وحركة التحرير والعدالة بوجود أربعة قادة أفارقه آخرين.
واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في بيان أن “هذا الاتفاق هو خطوة إلى الأمام نحو حل دائم للازمة في دارفور”. وأضاف “سوف نواصل ممارسة الضغط على الفصائل المسلحة الأخرى التي ترفض المشاركة في المفاوضات خصوصا جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد نور ومجموعة الزعيم ميني اركوي ميناوي كي تلتزم كليا بعملية السلام”. وحث مارك تونر الخرطوم على “التعبير بوضوح عن رغبتها” في مواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى سلام كامل في دارفور.
ووقع السودان أمس الأول اتفاق سلام مع حركة التحرير والعدالة لكن جماعة أخرى أكبر منها رفضت الاتفاق واعتبرته دعاية لن تضع حدا للصراع في دارفور. وأدت حملة على المتمردين من غير العرب الذين يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي في دارفور عام 2003 إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، الأمر الذي دفع أكثر من مليوني شخص إلى الفرار. وتقول الأمم المتحدة إن ما يصل إلى 300 ألف شخص قتلوا في الصراع بينما تقول الخرطوم إن عدد القتلى عشرة آلاف فقط. وتراجع العنف منذ ذلك الحين، لكن عدة جولات من محادثات السلام فشلت في تحقيق هدنة بسبب الانقسامات في صفوف المتمردين واستمرار العمل العسكري.
واستضافت قطر محادثات السلام، لكن جماعتي المتمردين الرئيسيتين رفضتا توقيع اتفاق. وانقسام المتمردين والقتال المستمر يمثلان أكبر عقبتين أمام محادثات السلام المستمرة منذ عام 2003 في تشاد ونيجيريا وليبيا قبل انتقالها إلى الدوحة.
وبعد ساعات من مراسم توقيع اتفاق الدوحة هون فصيل من جيش تحرير السودان توقيع الاتفاق ووصفه بأنه دعاية ليس لها قيمة. وقال إبراهيم الحلو المتحدث باسم جيش تحرير السودان إن هذا الاتفاق لن يحقق السلام في دارفور؛ لأن ما وصفه “بالإبادة الجماعية” مستمر. ووصفت وسائل الإعلام الحكومية السودانية الاتفاق بأنه حل نهائي للصراع لكن المحللين والدبلوماسيين لا يرون له تأثيرا يذكر لان حركة التحرير والعدالة لم تكن بين جماعات القتال الرئيسية.
وقال روجر مدلتون بمؤسسة تشاتام هاوس في لندن “لا أعتقد أن هذا (الاتفاق) سيجلب السلام إلى دارفور. إنها (حركة التحرير والعدالة) ليست بين الجماعات المهمة” مضيفا أن التوقيع يمكن أن يثير ردود فعل غاضبة من الجماعات الأخرى الأكثر أهمية. وكانت حركة العدل والمساواة وهي أقوى الجماعات عسكريا قد انسحبت من المحادثات بعد أن كشفت الحكومة عن خطط لإجراء استفتاء بشأن التشكيل الإداري للمنطقة. ويحجم بعض المتمردين الذين جرأهم انتقاد نشطاء دارفور الغربيين للخرطوم عن توقيع اتفاق مع البشير اعتقادا أنه يمكنهم التوصل إلى اتفاق أفضل في المستقبل. ويقول دبلوماسيون إن الاتفاق مهم للبشير لإظهار استعداده للتعامل مع قضية دارفور لانه قد يتخذ موقفا أكثر صرامة الآن مع المتمردين الرئيسيين.
وقال محللون إنه لا توجد مؤشرات تذكر على أن الاتفاق سينفذ مثل اتفاقية سلام فشلت في عام 2006.