الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الرفاهية الفرنسية وتراث الإمارات».. تناغـم الإبداع

«الرفاهية الفرنسية وتراث الإمارات».. تناغـم الإبداع
13 نوفمبر 2019 00:02

نسرين درزي (أبوظبي)

انطلقت أمس، «حوارات المهارات والحرف اليدوية» في «بيت الحرفيين» بقصر الحصن، والتي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة، بالتعاون مع «لجنة كولبير» في مشهدية متفردة تكشف للمرة الأولى التماهي التراثي الملموس بين ما يعرف عن أشهر العلامات التجارية الفرنسية وأدوات الموروث الشعبي لمجتمع الإمارات، ويعتبر بيت الحرفيين محوراً رئيساً للمحافظة على التراث غير المادي لدولة الإمارات، ويسعى إلى حماية الحِرف التقليدية، وتعزيز وجودها بين الأنشطة الثقافية المعاصرة، كما يستضيف مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل التعليمية، وغيرها.

جلسات مفتوحة
تأتي هذه المبادرة ضمن جلسات مفتوحة يشارك فيها حرفيون من الجانبين، يتبادلون أسرار الصناعات الجلدية وأعمال التطريز والرصع لدى دور «لوي فيتون» و«ديور» و«شانيل» و«إيرميس»، والحرف الشعبية المتمثلة في الخوص والسدو والتلي والبشت والخط العربي.
وتستمر هذه الفعاليات حتى 28 نوفمبر الجاري، تحت عنوان «الرفاهية الفرنسية في القرن الحادي والعشرين»، في تأكيد واضح على الاستراتيجية الوطنية لنقل الصورة الحضارية لمجتمع الإمارات المتمسك بأصالته وخيوط التاريخ.
وتم تدشين ورش العمل، بحضور معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وسيف سعيد غباش وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ولودوفيك بويل سفير فرنسا لدى الدولة، وإليزابيث بونسول دي بورت الرئيسة والمديرة التنفيذية للجنة كولبير، وجيوم دو سين رئيس مجلس إدارة لجنة كولبير.

تعاون إبداعي
تحدث معالي محمد خليفة المبارك عن مسيرة النجاح التي يحققها بيت الحرفيين تماشياً مع أهدافه الرئيسة، ومن ضمنها تعزيز أوجه التعاون بين الحرفيين والفنانين الإماراتيين ومصممي العلامات الفرنسية الفاخرة، إذ إن حماية المستقبل لا تتحقق إلا بصون التراث العريق، وذكر أن ورش العمل وما يصاحبها من فعاليات وعروض تساهم في تمكين المواهب وصقل مهاراتها، كما ترفع الوعي والمعرفة حول التراث الإماراتي المعنوي، والإضاءة على تقاليد وحرف الأسلاف وكيفية صونها عبر قوة التعاون الإبداعي.
وقالت إليزابيث بونسول دي بورت إن «لجنة كولبير» تعكس من خلال برنامج «فلانيري أبوظبي» عدة جوانب من المؤسسات والعلامات التجارية التي تمثلها، لاسيما أنها تشكل مزيجاً من التراث الحرفي غير المادي مع الإبداع للاحتفاء بالحرف التقليدية الإماراتية ومنتجات الرفاهية الفرنسية الفاخرة، موضحة أن «كولبير» هيئة مجتمعية تمثل الرفاهية الفرنسية، وبمثابة منصة مثلى لإقامة حوار بين مختلف الحضارات والثقافات.

الخط العربي
بداية الجولة في بيت الحرفيين كانت مع منصة «الشعر على طريق السفر - لوي فيتون: الرسم والخط»، لتوضيح مفهوم العلامة التجارية العريقة، ويشارك في الورشة المستمرة حتى 15 نوفمبر الجاري الخطاط الإماراتي محمد مندي ضمن عرض تفاعلي يجمعه مع إحدى خبيرات الرسم الصينية لدى الدار الفرنسية، حيث ينسج فنون الخط العربي وإبداعاته ويطبعها بحرفية على سطح حقيبة «لوي فيتون». وذكر المندي أنه يسعى من خلال فنون الخط العربي إلى إيصال رسائل ثقافية عن تاريخ تطور الفنون الإسلامية.

«ليدي ديور» و«القرقور»
المحطة التالية كانت مع منصة «حقيبة يد ليدي ديور والقرقور»، التي تستمر حتى 16 نوفمبر الجاري، وفيها كشف الخبير الإيطالي ماركو بيتشي، في دار كريستيان ديور، عن أسرار صناعة حقيبة ليدي ديور، الأيقونية التي شكلت مصدر إلهام للكثير من الفنانين حول العالم، حيث يجلس إلى جانبه الحرفي سالم محمد الفلاسي وفي يده أيقونة «العسق» التي تخرج على شكل قرقور في نسيج رباعي أقرب ما يكون إلى طبعة «ديور». وأكد الفلاسي أن حقيبة «ديور» إذا كانت رمز أناقة المرأة وترفها، فإن «القرقور» لطالما كان من أهم أدوات الصيد، ومن رموز البيئة البحرية في الإمارات. وبالوصول إلى منصة «مقتنيات ثمينة وقيّمة: تقنية الترصيع الغامض» يتداخل الإحساس المرهف بين حرفيي دار «فان كليف آند آربلز» وصناعة البشت الملكي، حيث تقدم هذه الفعالية عرضاً بديعاً حول تقنياتها الاستثنائية في الترصيع، ويرافقه عرض آخر حول صناعة البشوت الملكية، التي تحمل خصائص ودلالات وسمات جمالية متعددة تعكس المكانة المجتمعية، حيث يرتديها الرجال في بعض المناسبات، كالأعياد والاحتفالات الرسمية.

«شانيل» و«السدو»
بالتوقف عند منصة «بين البراعة الفنية والإبداع» المستمرة حتى 21 من الشهر الجاري، تتداخل تطريزات دار «ذا هاوس أوف لوساج» من «شانيل» وفنون السدو، وكما أن الأشكال التقليدية للنسيج تتناقله نساء البدو في الإمارات عبر مختلف الأجيال، ما يعكس الهوية المجتمعية ويجسّد ملامح البيئة المحيطة، كذلك تطريزات «لوساج» التي تعد تحفة فنية مدموغة في كل بيت فرنسي منذ عقود عدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©