الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

"الترجمة في خدمة النهضة".. اللغة بوابتنا إلى الآخر

"الترجمة في خدمة النهضة".. اللغة بوابتنا إلى الآخر
2 أكتوبر 2018 00:59

فاطمة عطفة (أبوظبي)

بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، نظمت دائرة الثقافة والسياحة ــ أبوظبي مساء أول من أمس، في منارة السعديات ندوة بعنوان: «الترجمة في خدمة النهضة»، شارك في تقديها كل من: د. شهاب غانم، عمر الأيوبي مدير قسم الدراسات والترجمة في مجموعة معارف، وأدارها زكريا أحمد.
في مستهل حديثه تساءل د. غانم: أليست الترجمة دليلاً على قوة ثقافة ما ودليل قدرتها على الانفتاح على الآخر؟ واستحضر من قوله تعالى في سورة الحجرات/‏‏‏ الآية 13: [يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم]. وأشار د. غانم إلى أن هذا التعارف يتطلب الاتصال والتفاهم، ولا يكون هذا إلا بواسطة اللغة.
وتساءل د. غانم: «لماذا يترجم الآخرون ونحن لا نترجم»؟ وأوضح أن الإحصاءات المنشورة تؤكد أن ما نترجمه نسبة ضئيلة مقارنة بما تترجمه الشعوب الغربية. وأشار المحاضر إلى ضرورة تنوع الترجمات، لتشمل الطب والتكنولوجيا أو التسويق والإعلان والصناعة، والخدمات المالية والقانونية أيضاً، مبيناً أن بعض الجامعات تدرس مناهج هذه المواد باللغة الأجنبية، وقد تكون هناك استثناءات مثل سوريا، واليابان، وكوريا والنرويج.
وعن الدور التنويري للترجمة بالثقافة العربية القديمة وأي دور يمكن أن تضطلع به اليوم، قال: «دعوني آخذ نموذجاً للدور الذي لعبته الترجمة في الثقافة العربية الإسلامية القديمة، وهو ما حدث في مجال الرياضيات، فقد ترجم العرب في العصر العباسي الأول كتباً إغريقية مثل كتاب (مخروطات أبللونيوس)، وكتاب (كركريات مينالاوس)، وترجم ثابت بن قرة كتابه (أصول الهندسة)، وغيره الكثير. وقد استوعب العرب كل ما ترجموه ومحصوه ونقدوه وطوروه بشكل قفز بالرياضيات قفزة رائدة».
وتطرق غانم إلى أننا في عصر انفجار معرفي، ولذلك علينا أن نختار ما سيمكننا من اللحاق بركب الحضارة بأسرع وقت، والمساهمة في صنع الحضارة العالمية.
بدوره، تناول الأيوبي الظروف التي مهدت للترجمة، وسبل نجاحها في خدمة النهضة، مستعرضاً تطور العلم، ومؤكداً أن علينا اللحاق به ومجاراته، موضحاً كيف كانت الترجمة سبباً في ازدهار الكثير من الحضارات، ومنها الحضارة الإسلامية التي أدت الترجمة من اليونانية والفارسية في العصر العباسي إلى ازدهارها، وتصدرها المشهد العلمي والحضاري في العالم، وحديثاً أدت الترجمة في اليابان إلى تقدمها في المجال العلمي والتكنولوجي. واختتم الأيوبي حديثه بإطلالة سريعة على الظروف التي هيأت الفرصة لكي تحدث الترجمة الأثر المطلوب، كما استعرض واقع اللغة العربية أمام الثورة التكنولوجية، مبيناً أن الذخيرة اللغوية المتوافرة باللغة العربية لا تزال محدودة، لذا لا بد من إيجاد آلية للتنسيق بين المؤسسات المعنية بالترجمة في العالم العربي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©