الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كتّاب إماراتيون يقرؤون الخلاصات والدلالات من زيارة البابا فرنسيس إلى أبوظبي

كتّاب إماراتيون يقرؤون الخلاصات والدلالات من زيارة البابا فرنسيس إلى أبوظبي
31 يناير 2019 02:53

شارك في الاستطلاع: غالية خوجة، عبير زيتون، محمد عبد السميع، إبراهيم الملا، فاطمة عطفة، عصام أبو القاسم

الحدث: قداسة البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم، في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وقلبها النابض.
الخاصية: إنها أول زيارة يقوم بها بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى منطقة شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام الحنيف، والرسالات السماوية السمحة، من البوابة الإماراتية. الظروف: تأتي هذه الزيارة، في وقت يرزح فيه العالم، بشرقه وغربه، تحت تهديد يطال أمنه وسلامه واستقراره تسببه جماعات، من هنا وهناك، ارتضت الارتكاس إلى عنصريتها وانعزاليتها، وتسلحت بخطاب الكراهية، وتدججت بأدوات القتل والتدمير. التوقيت: يحل بابا فرنسيس في الإمارات، بلد التسامح، في مطلع عام التسامح الذي أعلنته تتويجاً وترسيخاً لنهج تأسست عليه الدولة قبل أكثر من أربعة عقود، وأرادت أن تقدمه للعالم نموذجاً يحتذى. النتيجة: هنا مجموعة من الخلاصات والدلالات يقدمها كتّاب ومبدعون ومثقفون إماراتيون، من خلال مقارباتهم للحدث الاستثنائي، رداً على سؤال وجهه إليهم «الاتحاد الثقافي»، يقول: كيف تقيّمون زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات، وما هو الأثر الذي تتوقعونه منها على صعيد تعزيز الحوار مع الآخر، بما يرسّخ قيم التسامح والتفاعل الثقافي؟

الفطرة الإنسانية
قال د.عارف الشيخ: إن تقبل الآخرين والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر في هذا الوقت مهم جداً، والتفاهم مع الناس هو ما تدعو إليه الفطرة الإنسانية، لأن الله لما خلق الناس ما خلقهم أمة واحدة، بمعنى أن الخلاف مولود مع ولادة أول إنسان. وإذا كان هناك برنامج زيارة لقداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية فلا غرابة في ذلك، ففي دولة الإمارات كنائس ومعابد لغير المسلمين، وقانون دولة الإمارات المرن لم يعارض مبدأ التعايش السلمي بين الطوائف. ولكي تتبلور فكرة التسامح أكثر، أطلق صاحب السمو رئيس الدولة عام التسامح على عام 2019، ومطلوب منا في دولة الإمارات اليوم على جميع المستويات والمؤسسات أن نحقق الانفتاح الفكري التسامحي الأكثر على شعوب العالم، ونجعل دولة الإمارات عاصمة للتسامح من خلال سلوكات مجتمعية وعلاقات دولية، ونبرهن على ذلك من خلال إقامة مبادرات ثقافية مجتمعية، ونعزز قيم التسامح الديني أكثر، ونغير حتى من شكل الخطب، بحيث تحث الناس على تقبل الآخرين.
واختتم الشيخ: أؤكد أن وجود قداسة البابا فرنسيس على رأس المشاركين في الحوار العالمي وفي أبوظبي مع علماء الإسلام والمسلمين، يبعث بالتفاؤل أكثر، لأن قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية ثقلاً عالمياً، وهو رمز من رموز السلام والتسامح، والعالم اليوم متعطش للتقارب من أي وقت آخر، فليبارك الله في صلواتنا ودعواتنا جميعاً.

الأسرة الإبراهيمية
واعتبرت الشاعرة الهنوف محمد أن دولة الإمارات العربية المتحدة كدولة مسلمة مؤمنة جزء من الأسرة الإبراهيمية والآدمية والإنسانية، وهي تحترم الآخر، وإنسانيته، ودينه، وذلك، دليل على إخلاص الإمارات للتسامح والتعامل مع الآخر بتسامح مهما اختلفت ديانته، عرقه، جنسيته، جنسه، لغته، ثقافته، وتعاملها يتسم بالحضارية.
وأضافت: أعتقد أن هذه الزيارة ستجعل الآخر أكثر تسامحاً مع الدين الإسلامي والثقافة العربية، ومن المتوقع أن يكون هناك تعزيز للاحترام وتبادل ثقافي معرفي وفني، وتقارب أكثر بيننا والشعوب، لأن الهدف الأساسي هو هذا التقارب الحضاري الإنساني من بوابة الإمارات التي تحتضن العالم، وهي في قلب العالم.

بداية جديدة
ورأى التشكيلي مطر بن لاحج إن الفن سفير السلام دون تعقيدات، وضوابط الديانات الأخرى تتلخص بأنها جميعها تُجمع على التسامح والمحبة، وهذه الزيارة تعني رمزية للقادم، وتؤكد أن عام التسامح ليس عشوائياً، لأن المجتمع العالمي يشهد «الشخبطة»، ولا بد من أن تكون المثل والقيم هي بداية جديدة للعالم، أي لا بد من التسامح، وأتوقع تبادلاً ثقافياً وفنياً جميلاً مع الفاتيكان، تواصل من خلاله دولة الإمارات العربية المتحدة حضورها المتألق على الصعد، ومنها العالمي.

نظرة اجتماعية
وقال الشاعر نايف الهريس: الإمارات عنوان التسامح والمحبة بين الأديان والحضارات والشعوب، وهذه الزيارة تؤكد الانطباع بأن كلاً منا ولد إنساناً، ويجب أن يبقى إنساناً دون أي انتماء إلاّ للتسامح وأن نسعى للمحبة والأخلاق، لأن الخلاف لا يفسد للود قضية، ويجب أن تفتح هذه الزيارة أذهان المثقفين على النظرة الاجتماعية في الحياة الإنسانية، وعلى المزيد من التواصل بين الناس.

الأمن والاستقرار
ورأى التشكيلي خليل عبد الواحد أن هناك أوجهاً إيجابية كثيرة لهذا الحدث التاريخي الذي يعكس دلالات متعددة، في مقدمتها أهمية الإمارات وسياستها التسامحية الموجودة، والانفتاح على العالم، ووجود بابا الكنيسة الكاثوليكية يؤكد مكانة الدولة التي لم يتجاوز تأسيسها الخمسين عاماً.
وأكد أن موقع الإمارات حساس، والإعلام الخارجي، دائماً، يسلط الضوء على الأحداث غير الدقيقة، لذلك، فإن هذه الزيارة، تؤكد الأمن والاستقرار والوعي السائد في بيئتنا، تماماً، كما تؤكد أخلاقنا وثقافتنا الإسلامية المبنية على احترام جميع الأديان، والاحترام المتبادل بين الناس، وبالمقابل، نريد الآخر أن يرى الواقع العربي والإسلامي والثقافي بطريقة مختلفة وصحيحة.

تعايش تاريخي
واعتبر الكاتب محمد شعيب الحمادي، أن الحدث يختصر أننا دولة ذات حضارة تتعايش مع الثقافات الأخرى، ومكونها الاجتماعي واحد سمته التسامح.
وأضاف: الإمارات منذ القدم تحتضن المعابد، ولا يخفى على أحد المكتشفات الأثرية لمعابد تاريخية، منها اكتشاف دير مسيحي في جزيرة بني ياس يعود للقرن السابع الميلادي. إذن، هناك تعايش سابق، وزيارة البابا فرنسيس تدعم المساحة الثقافية بين الإمارات ودول أوروبا بشكل عام، والفاتيكان بشكل خاص، وهذا ما هو موجود، لكنه سيتسع أكثر، ويكون له برامجه الثقافية الفنية التوعوية.

بناء الإنسان
وقالت الشاعرة صالحة غابش: هذه الزيارة تعكس توجه دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً إلى قيمة الحوار في المجتمع العالمي الإنساني، خاصة في حوار الأديان والحضارات والثقافات المختلفة.
وأكدت: بالطبع، بابا الفاتيكان متأكد من أنه سيلاقي ترحيباً لائقاً على مختلف المستويات والصعد، وتطلعاتنا وطموحاتنا أن تسهم هذه الزيارة في نشر الوعي بالعلاقات الإنسانية على مستوى العالم بعيداً عن الفوارق والاختلافات.
واختتمت: أهم الأهداف في هذا العالم هو بناء السلام والإنسان، لأن المجتمع العالمي يريد أن يعيش بسلام على هذه الكرة الأرضية.

جسور حقيقية
ويقول الشاعر والروائي عادل خزام: «يمكن النظر إلى أهمية زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات من عدة أبعاد ووجوه، أولاً: أنها تأتي في عام التسامح الذي خصصته الدولة ليكون عاماً حافلاً بالمبادرات الإيجابية وبرامج العمل المشجعة على تحقيق التعايش بين الأعراق والديانات المختلفة، وثانياً، أن الزيارة تهدف إلى بناء جسور حقيقية مع العالم قائمة على التفاهم والحوار الحضاري المثمر والفعّال، وثالثاً أن الزيارة تحمل بشائر كبيرة فيما يتعلق بجهود التنوير الثقافي التي تبذلها دولة الإمارات، وتسعى لنشر هذا التنوير النوعي وتعميمه من أجل خلق بيئة تنموية نتجاوز بها المرحلة الصعبة السابقة التي عصفت بمقدرات الشعوب في المنطقة»
وأضاف خزام، إن الإمارات تعكس في خطابها العربي والإسلامي أبهى التجليات الحضارية والمتمثلة في المتاحف الكبرى والمؤسسات الثقافية المهمة والمعابد والكنائس بجانب المساجد، وتابع: «نحن لسنا منغلقين، ونعرف أن حرية العبادة التي يمنحها الغرب للمسلمين، يجب أن تكون حرية مكفولة عندنا أيضا تجاه المسيحيين في بلادنا وتجاه الأديان والمذاهب الأخرى، بشرط ألا أن يتعدى أحد على قوانين البلد، وألا يعمل على تخريب نسيجها الاجتماعي القائم على المحبة والتعاون المشترك والتبادل الاقتصادي والتواصل المعرفي الإيجابي والمثمر».

حديث الوثائق
وقال الكاتب والباحث بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي: تعد زيارة البابا فرنسيس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ترجمة حقيقية وصادقة لما يشعر به العالم من أن الإمارات بلد التسامح. فالإمارات منذ القدم تعيش هذا الانسجام، فلم يشعر الغريب يوماً بأنه بعيد عن بلده وأهله. وكل من جاءها أحبها واستوطنها، وقبلته بكل رحابة صدر.
وتابع: تشير الإحصائية السكانية التي تضمنتها الوثائق البريطانية عن عدد السكان في كل من دبي والشارقة عن وجود أعداد من البانيان والإيرانيين، وذلك خلال الفترة من 1894 – 1903 ما يدل على وجود هؤلاء من منتصف القرن التاسع عشر. كما تذكر الروايات أنه كان في دبي معبد هندوسي في النصف الأول من الخمسينيات، ومن أوائل المدارس الخاصة التي افتتحت في بداية ستينيات القرن الماضي «مدرسة الراشد الصالح لراهبات الوردية»، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد الكنائس على اختلاف مرجعياتها... كل ذلك ما هو إلا دليل على التسامح الديني والتنوع الثقافي والفكري الذي تمتاز به الإمارات، والذي ينطلق من قوله تعالى، «لكم دينكم ولي دين» وذلك ما أهل الإمارات لأن تكون دولة تعايش وتسامح وسعادة.

واحة الطمأنينة
واعتبرت د. موزة غباش، رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي، أن الإمارات العربية المتحدة، ومنذ تأسيس للاتحاد حافظت على مساحة كبيرة من الود والتآلف والتسامح مع جميع الأديان، وبنت الكنائس، ومراكز العبادات بكل أطيافها، وأنواعها، واحترمت الممارسات الدينية للجميع، كما وحددت الإجازات المناسبة لكل العاملين بالدولة من جميع الجنسيات، وسنّت القوانين والتشريعات التي تمنع التمييز، والتحريض على الكراهية، وفرضت أقسى العقوبات على كل من تسوّل له نفسه الإساءة للأديان، أو الطوائف، أو الأقليات العرقية والإثنية.
وأضافت: الإمارات اليوم بإماراتها السبع، واحة خضراء للأمن والاستقرار والطمأنينة والسعادة، لكل مقيم، أو زائر، أو من اختار الإمارات ليقضي سنوات التقاعد فيها.

المنظومة القيمية
وقال الباحث عبدالله عبدالرحمن في قطاع دار الكتب بدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي : هذه الزيارة هي الشعلة الأولى لعام كرسته قيادتنا الرشيدة ليجلو مظهراً لأحد المقومات الرئيسة لنموذج مجتمع الإمارات الفريد، ألا وهو (التسامح).
وأضاف: إن الدور القيادي الذي تضطلع به دولة الإمارات يجعل منها رائدة ليس في الجانب العمراني والتكنولوجي فحسب، بل في إثراء (المنظومة القيمية) وقيادة المنطقة بأسرها نحو مزيد من ثقافة التقبل والتعايش السلمي بين كل الطوائف والأديان.
وختم: إن التعايش بين المكونات الثقافية المتجاورة في المنطقة من مسلمين ومسيحيين هو أمر حتمي ولازم لاستقرارها وازدهارها، ولنا في واقع التعايش والتعارف المبني على التسامح المستمر بين الأديان والثقافات المتعددة على أرض الإمارات وانصهارها متجهة نحو رقي البشرية مثال يحتذى.

الشرط الإنساني
ويقول محمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بالشارقة: أعتقد أنّ الإمارات، وهي تستقبل قداسة البابا فرنسيس، وتبحث معه سبل تحقيق السلام والوئام بين الأديان واحترام الخصوصيّات الدينيّة في إطار التكامل الإنساني بين بني البشر، لمنع سيل الدماء الصارخ بسبب من هذا الأمر، إنّما تقدّم مثالاً على الدولة الناجحة المتصالحة مع كلّ مكوناتها ونسيجها المجتمعي، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لأنّ ثقافتنا العربيّة الإسلاميّة تشكل نموذجاً في الثقافات في تحقيق مطلب التعايش والوئام بين الأديان وتأطير هذا التعايش بالمساحة الإنسانيّة والدينية في حريّة المعتقد لأهل الذّمة والكتاب بما لا يوقع ضرراً، أو يؤدي إلى بلبلة، فالتسامح والوفاء بالشرط الإنساني لبني البشر أمرٌ حثّت عليه الإمارات في تعاملها مع رعاياها من الأجانب، وتأكيدها هذا من خلال تعاملها مع الدول الصديقة واحترام البيئة الدينية لهذه الدول، وهو أمرٌ قديم منذ أن كانت رحلات الإماراتيين التجاريّة في البحر إلى الجوار الإنساني تشكل صورة رائعة يعرفها الجميع عن بلدنا في التآخي والتآزر، يزيد هذا وضوحاً ما قدّمته الدولة من إعانات للأسر المنكوبة في الدول الآسيوية والإفريقيّة والغربية بشكل عام في حالات المجاعات والكوارث، وتلبية النداء الإنساني الملحّ أمام هذه المستجدات التي تضع بلدنا، والحمد لله في الطليعة من دول العالم في هذا الأمر.

استدراك الخلافات
وترى الكاتبة صالحة عبيد، في الزيارة، وما يرتبط بها بأنها فرصة لمعرفة الآخر التي تكون بالاقتراب منه بكافة الأشكال الممكنة والمتاحة، وتقول: «من شأن هذه الزيارات أن تكون أحد أشكال غرس ثقافة التسامح مع الآخر، التي أتمنى أن ترافقها حوارات وجلسات للتعرف على الاختلافات بيننا وبين الآخر، كما أتمنى أن نستدرك اختلافات الآخر ونتجاوزها، فنحن نستدرك اختلافاتنا البسيطة فيما بيننا، ليس بالضرورة اختلافات في الديانة، قد يكون في الأفكار الثقافية، في الأدب، في السرد والشعر، نحن نتداركها ولا نحولها لخلاف، ونتسامح مع اختلافاتنا اليومية في الحياة، فلماذا لا نتسامح في الأفكار الأكثر تعقيداً، والتي تؤدي إلى نشوب عصبيات وحروب مع الآخر؟!».

الحياة الحقيقية
وتعتبر الشاعرة شيخة المطيري أن هذه الزيارات ليست إلا دليلاً على رسائل المحبة والتجاور بين الأديان، فإذا أردت أن أظهر ثقافة البلد والفكر الحقيقي للبلد، وكيف يفكر هذا الشعب، وكيف يرسمون خطوطهم المستقبلية، فعلي أن أكون أكثر تصالحاً مع الآخر الذي لا يشبهني. العلاقات أكبر من أن توصف وأن تقال، لكن الفعل الحقيقي هو ما يرسخ وأهمية هذه الزيارات ليست للأيام الآنية، وليست لتوثيقها في خبر، ولكنها تحمل رسائل أعمق للقادمين بعدنا، حتى لا يأتي من يظن بأن هذا مخالف أو خارج عن المألوف، لكنها الحياة الحقيقية، وهكذا عاش أجدادنا في ظل الدين الإسلامي الذي يحفظ كرامة الإنسان، ويدعو لقبول الآخر، ولا يهمشه، ودائما يفتح له كل مساحات الضوء حتى نستطيع أن نتعايش.

جواز السفر
ويقول الفنان جلال لقمان: هذه الزيارة هي أكبر دليل من قيادتنا على أننا شعب متسامح، ونطمح دائماً إلى بناء العلاقات القوية بين الحضارات والشعوب والديانات نحو مستقبل جميل. وأضاف: نحن شعب منفتح على العالم، ولسنا نعيش في قرية صغيرة وبمعزل عن الدول الأخرى وحضاراتها. إن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية هي تأكيد من القيادة في الإمارات على أننا شعب نتقبل الآخر ونحترمه ونؤمن بالتعايش، هذه ركائز سياسة دولتنا التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعيال زايد واصلوا هذا الطريق بمحبة واحترام الآخر. هذه السياسة الحكيمة جعلت جواز سفر الإمارات من أقوى جوازات السفر في العالم.

البلد الحاضن
وأكدت الفنانة د. نجاة مكي، أهمية هذه الزيارة قائلة: أعتقد أن الإمارات بلد السلام والمحبة والتسامح، فهي تحتضن على أرضها ثقافات وأدياناً متعددة. وهذا بحد ذاته يعطي الجميع الشعور بأن كل إنسان يعيش على أرضها ينعم بالأمان في ظل قيادتنا الرشيدة. وزيارة البابا فرنسيس تعتبر مداً لجسور المحبة بين شعب الإمارات والشعوب الأخرى دون تفرقة، ما يقوي العلاقات بين الشعوب، ويعيش الجميع في سلام ومحبة وتعاون.

قيم الاتحاد
وقالت الشاعرة شيخة الجابري: إن التسامح مبدأ إنساني وأخلاقي عظيم، تتبلور في مفهومه الشامل ثقافة التعامل والحوار مع الآخر بشكل معتدل ومتوازن يؤدي إلى مزيد من التواصل والإنجاز في سبيل تقدم الإنسان دون تمييز لجنسٍ أولونٍ أوعرق. ومن هنا، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أسّست على أركان إنسانية عالية ترتكز على تكريس قيم الاتحاد، وبناء الإنسان.
وأكدت الجابري: لأن الإمارات وطن يفتح قلبه للجميع، لأنه متسامح ومنفتح على ثقافات متعددة يحترم الأديان، ويرحب بمن يؤمن بها ويحملها، ولا ينتقص من الآخر، ولا يلغي دوره، بل يعمل معه من أجل بُعد إنساني طويل الأمد، يؤمن بالشراكة المتزنة لمستقبل أكثر إخاء واستقراراً ومساواة، واحتراماً، وعدلاً وتفاهماً وإحساناً.. لذلك، يستقبل وبكل اعتزاز قداسة بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس في زيارته التاريخية للدولة، ومشاركته في «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية»، تلبية لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون التي تميزت بها علاقة الإمارات بالفاتيكان، بما فيه خير للإنسانية وخدمة السلام العالمي.

ترسيخ الوعي
وقال الممثل والمخرج عبدالله راشد: زيارة رمز ديني مثل البابا فرنسيس إلى بلادنا، التي تعد الأولى في المنطقة، تأتي لتعبر عن انحياز المجتمع الدولي لقيم الإمارات ولتؤكد إيمان الجميع بقيمتها وأهميتها كبلد يدعو إلى السلام، ويناهض ثقافة التطرف والتشدد الديني.
وأضاف: «يعيش على أرض الإمارات أناس من مختلف الديانات، وهذا يحصل منذ زمن ليس بالقصير وتبادر الإمارات دائماً إلى اقتراح كل ما من شأنه أن يرسّخ ويعمق الوعي بأهمية تقبل واحترام الآخر المختلف، ولو نظرنا إلى الساحة الثقافية سنجد الكثير من البرامج المصممة على أساس الاحتفاء بالتنوع والتعدد في ثقافات الشعوب، سواء التي تقيم في الدولة أو سواها».

المسلم: تشكيل صورة ذهنية مغايرة عن العرب
يرى الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات فرصة حقيقية لتقديم صورة ذهنية مغايرة عن الشعوب العربية، تغاير الصورة النمطية التي وسمت العرب بسمات سلبية، بل قرنتهم بالإرهاب والعنف ونفي الآخر.
وأضاف المسلم: إن هذه فرصة تاريخية حقيقية يجب أن يشتغل عليها الإعلام العربي، بل يحاول أن يسوقها للعالم، حتى نقول لذلك العالم إننا شعوب متحضرة تتقبل الآخر وتحاوره الفكر بالفكر والكلمة بالكلمة، أما العنف والقتل والدم فهي ثقافة يرفضها الدين الإسلامي ولا يقبل بها.
وأكد المسلم أن هذه الزيارة تصب في معنى التسامح الذي أطلقته القيادة السياسية في الإمارات حين أعلنت أن عام 2019 هو عام التسامح، وهل هناك معنى أكثر إنسانية من معنى التسامح؟ إنها فرصة لترسيخ معاني السلام وإبداء الاستعداد لفرص حقيقية للسلام والحوار بين الشعوب.

أبو الريش: نذهب إلى العالم من دون أفكار مسبقة
يقول الروائي علي أبو الريش: لا شك أن هذه الزيارة تندرج ضمن سياسة الإمارات بالانفتاح على الآخر، والذهاب إلى العالم بقلب صافٍ من دون أفكار مسبقة. وطبعا، فإن البابا هو رجل يمثل رسالة سماوية، ونحن كمسلمين أيضا نؤمن بكل الرسالات السماوية، وبالتالي فإن الزيارة ليست غريبة على سياسة الإمارات وأخلاق الإمارات وقيم الإمارات ومبادئها السامية التي تسعى دائماً بالاتجاه نحو الآخر بقلوب مفتوحة وعقول منشرحة، دون أن تغشيها غاشية انحياز إلى قيم معينة متزمتة ومتعنتة، وإنما هي مبادئ أهل الصحراء المنفتحة على الفضاء دائما، وكما علمنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فإن الإمارات هي وطن العالم كله، وهي دولة تمثل مجمعاً إنسانياً عالمياً يضم كل الديانات، وكل المبادئ وكل القيم الإنسانية السامية التي تدعو إلى المحبة والانسجام والتضامن ضد التطرف، وضد الحقد والكراهية.

إنها ملحمة إنسانية فوق أرض الإمارات
د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان
تعلمنا في الإمارات من قيمنا التي توارثناها جيلاً وراء جيل أن نفتح قلوبنا للآخر وأن نزرع في طريق البشر الخير والتسامح والعطاء.. تعلمنا أن كل إنسان على الأرض له حق الحياة دون النظر للونه أو دينه أو جنسه.. وها نحن نصل لعام التسامح لنرسّخ في يقين الأجيال القادمة، ليس في الإمارات فقط بل في كل العالم، أن السلام طريقه هو المحبة وقبول الآخر، وإيماننا بحقه في الحياة.
نحن جميعا شركاء في هذه الحياة نعيش تحت نفس السماء، ننحدر من بذرة واحدة نبتت على الأرض حين عمّرها الإنسان منذ فجره على الأرض.
مع بداية عام التسامح تستقبل الإمارات البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ورأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم ليشارك خلال زيارته في «ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوّة الإنسانية»، استجابة لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، تأكيداً على أننا مجتمع واع يقبل الجميع، ويحتوي كل إنسان يدرك قيمة الإنسانية وقيمة التعايش في سلام ومحبة.
منذ أكثر من خمسة آلاف عام بين تلال صحارينا مرّ ملايين البشر، منهم من عبر ومنهم من استوطن الرمال ونبتت جذوره في صحرائها وتناغم مع الطبيعة وأيقظ الخير الكامن فيها، وكل من مرّ بأرضها الطيبة، وعاش فيها وبين أهلها يقتسمون الحياة معا مهما كانت أرضه التي جاء منها، وما زالت تلك الملحمة الإنسانية مستمرة حتى يومنا هذا، فمعنا اليوم يعيش أكثر من 8 ملايين إنسان من جنسيات وأديان وثقافات وحضارات مختلفة، يقتسمون الحياة معنا يعيشون بيننا، يظلنا التسامح الذي ظل باقياً وراسخاً في ميراثنا الإنساني.. واليوم ونحن نستقبل زيارة البابا فرنسيس نقدم معه للعالم رسالة سلام تؤكد أن الإمارات ما كانت يوماً إلا نوراً يشرق على الإنسان بالسلام والمحبة.
إنها رسالة يحتاج إليها العالم وسط هذه الصراعات التي تؤلم ضمير الإنسانية علّها تكون رسالة تحمل معها الخلاص، وتخرج الإنسان إلى نور الحياة والسكينة.

المسعودي: فرصة حقيقية لتعميق الحوار بين البشر
محمد المسعودي
يرى الدكتور محمد المسعودي، مدير الشؤون الثقافية في الملحقية الثقافية لسفارة المملكة العربية السعودية بالإمارات أن زيارة بابا الفاتيكان، إلى دولة الإمارات، للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان، تمثل خطوة في غاية الأهمية للمنطقة والعالم، لأنها تعتبر فرصة حقيقية لتعميق الحوار بين البشر، وتعزيز التعايش السلمي بين الشعوب، ويبقى ازدهار السلام غاية تتحقق بالتآلف وتقبل الآخر.
وأضا: إن زيارة البابا فرنسيس لدولة الإمارات تأتي كخطوة عظيمة، سبقتها علاقة وثيقة بين الدولتين، توجت في عام 2007 بتدشين العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث أشاد الفاتيكان وقتها بالحرية الدينية التي تنعم بها دولة الإمارات، كما جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إلى الفاتيكان خلال عام 2016، تأكيداً لسياسة دولة الإمارات، التي عمادها تأصيل القيم الإنسانية المشتركة التي تجمعها للتعايش في سلام ووئام، وتجسيداً لتعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب.
وأكد المسعودي أن توقيت الزيارة وأهدافها في هذه المرحلة المهمة والحساسة في التاريخ الحديث تضفي عليها أهمية استثنائية بالغة، فلم يكن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، بحاجة إلى جهود نشر السلام والتعايش والتسامح، أكثر من الآن، حيث تعاني المنطقة العربية والعالم الكثير من الصراعات والأزمات، وتقف العلاقة بين اتباع الأديان فيها على حافة هاوية، تحتاج إلى الحكماء والقادة الدينيين الذين يؤمنون بدور الأديان الحقيقي في تحقيق التفاهم والتقارب والتعايش بين البشر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©