الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإفراط في شرب «عرق السوس» مضر

الإفراط في شرب «عرق السوس» مضر
11 يوليو 2013 21:58
رنا سرحان (بيروت) - يرتبط اسمه كثيراً بالموسم الفضيل، وهو شراب يصنع من نبات السوس، ينبت في مصر، إسبانيا، وتركيا، واليونان ومشهور في البلاد العربية منذ أقدم العصور. وينمو نبات السوس في الأراضي الجرداء دون رعاية أو عناية، ويبلغ طوله حوالي نصف المتر تقريبا وتتغلغل جذوره في باطن الأرض لعدة أمتار، تقتلع جذور هذا النبات من الأرض وتترك أكواما لتخمر قليلا وليزداد لونها إصفرارا ثم تنظف من الأتربة العالقة بها وتصدر إلى أمريكا أو أوروبا في صورة قطع صغيرة أو مطحونة، ومنها يصنع شراب «عرق السوس». وصفات طبية ويعود العهد باستعمال شراب عرق السوس طبياً إلى زمن الفراعنة الذين كانوا يمزجونه بالأدوية والعقاقير المرة لتعديل طعمه ولمعالجة أمراض الكبد والأمعاء، كما استخدم عرق السوس مستخلصاً من نبات السوس منذ القدم بوصفة عشبية علاجية كشراب صيفا للتخفيف من آثار العطش، في حين استخدم هذا النبات منذ أكثر من أربعة آلاف سنة في مسلة حمورابي سنة 2100 ق.م، د وذكر أيضا ضمن الأعشاب التي استعملها الأشوريون وسجلها أبقراط، وذكرت آنذاك بوصفها أعشاباً لمعالجة القرحة والتشنجات المعوية، كما ذكره دسفوريس في وصفاته، وقد ذكر الطبيب اليوناني ثيوقراطيس عام 270 قبل الميلاد أن عرق السوس يمنع العطش ويفيد في علاج الربو والسعال الجاف. مادة حلوة وتقول إخصائية التغذية هند عبود: «يعتبر عرق السوس مادة حلوة تفوق بحلاوتها السكر العادي بنحو 50 مرة، وهو شراب رمضاني بامتياز لكن يحظر شربه بكثرة عن مرضى السكري. وينفع عرق السوس في تسكين السعال وتسهيل خروج البلغم لذلك نجده في تركيب كثير من أدوية السعال. وتتابع هند: «يقي شراب عرق السوس من العطش وينشط الكبد ويدر الصفراء ويناسب التهاب المعدة وأوجاع الصدر، كما ينفع في معظم أنواع السعال ويعتبر من أفضل الملينات الخفيفة التي لا تسبب مغصاً، وهو خير من المرطبات العادية إذ ينزل على أغشية الجهاز الهضمي الملتهبة والمتقرحة برداً وسلاماً وأفضله ما يحضر منزلياً». وتوضح أن الجزء المستعمل في عرق السوس هو جذوره التي تنمو تحت التربة ويجري تنقيعها لتحضير الشراب أو المستخلص ويحتوي عرق السوس على مركبات كيماوية عديدة مثل الصابونين، والكلسرزين، وحامض الكاسريك وغيرها في المواد. وتعتبر المادة الفعالة في السوس هي الكلتيسريتسن، كما ثبت أن عرق السوس يحتوي على مواد سكرية وأملاح معدنية، من أهمها البوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنسيوم، والفوسفات، ومواد صابونية تسبب الرغوة عند صب عصيره، ويحتوي كذلك على زيت طيار، لذلك يعتبر هذا الشراب مهماً طبياً، حيث يساعد على شفاء قرحة المعدة خلال عدة أشهر، ويسهل الهضم باستعماله بعد الطعام كما يجلب الشهية باستعماله أثناء الطعام. ويعد عرق السوس منشطاً عاماً للجسم ومروقاً للدم، كما يساعد على ترميم الكبد لاحتوائه على معادن مختلفة ويفيد في شفاء الروماتيزم». وقد ذكرت العديد من الدراسات والنصائح الطبية أن على الصائمين توخي الإفراط في شرب عرق السوس، حيث إن أقسام الطوارئ في الكثير من المستشفيات يزداد استقبالها لحالات مرضية ناتجة عن الإفراط في تناوله، وخصوصا بعد الإفطار في شهر رمضان المبارك، فقد يسبب ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، خاصة عند الأشخاص الذين يشكون من ارتفاع ولو بسيطاً في ضغط الدم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©