الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سراقة بن مالك يلبس سواري كسرى

10 يوليو 2013 22:37
القاهرة (القاهرة) - مكرت قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأجمعت على قتله، فخرج مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه مهاجراً إلى المدينة، فبثت قريش عيونها في سبل مكة وشعابها بحثاً عنهما، فنفضوا الصحراء نفضاً فما وقعوا له على اثر وحينما يئست قريش أن تعثر على النبي وضعت جائزة مئة رأس من الإبل لمن يأتيها به حياً أو ميتاً. وروى ابن إسحاق وابن هشام وابن كثير وغيرهم أن سراقة بن مالك، وهو فارس من بني مدلج، كان في بعض قومه قريباً من مكة، فإذا برجل يدخل عليهم، ويذيع فيهم نبأ الجائزة، فما كاد سراقة يسمع بالنوق المئة حتى اشتد حرصه عليها، ولكنه كان ذكياً، فضبط نفسه ولم ينطق بكلمة، وقبل أن ينهض من مجلسه، دخل رجل يقول لقد مر بي الآن ثلاثة رجال وإني لأظنهم محمداً وأبا بكر ودليلهما فقال سراقة إنهم بنو فلان مضوا يبحثون عن ناقة لهم أضلوها يريد أن يصرف الناس عن هذه الجائزة، فقال الرجل لعلهم كذلك. مكث سراقة قليلاً حتى دخل القوم في حديث آخر وانسل من بينهم، وأسرع ولبس درعه وتقلد سلاحه، واعتلى فرسه وانطلق ليدرك محمداً صلى الله عليه وسلم، ومضى، لكنه ما لبث أن عثرت فرسه، وهمّ بالرجوع وما رده إلا طمعه في النوق، فلم يبتعد كثيراً حتى أبصر النبي فمد يده إلى قوسه، ولكن يده جمدت في مكانها ثم غاصت قوائم فرسه في الأرض، فدفع الفرس، فإذا هي قد غاصت ثانية، فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وقال ادعوا لي ربكما أن يطلق قوائم فرسي ولكما عليّ أن أكف عنكما فدعا له النبي فأطلق الله له قوائم فرسه. تذكر سراقة المئة ناقة، فتحركت أطماعه من جديد، فدفع فرسه نحوهما فغاصت قوائمه أكثر، فاستغاث للمرة الثانية، وقال إليكما زادي ومتاعي وسلاحي ولكما عليّ عهد الله أن أرد عنكما من ورائي من الناس، فقالا لا حاجة لنا بزادك ومتاعك، ولكن رد عنا الناس ثم دعا له النبي فانطلقت فرسه، فلما هم بالعودة ناداهما قائلاً والله لا يأتيكما مني شيء تكرهانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما تبتغي منا»، فقال والله يا محمد إني لأعلم أنه سيظهر دينك ويعلو أمرك فعاهدني إذا أتيتك في ملكك أن تكرمني، واكتب لي بذلك، أريد كتاب أمان، فأمر عامر بن فهيرة فكتب له في رقعة من جلد. ولما همّ بالانصراف قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى»، فقال سراقة: كسرى بن هرمز؟ قال الرسول: «نعم كسرى بن هرمز». عاد سراقة فوجد الناس قد أقبلوا ينشدون رسول الله، فقال لهم ارجعوا فقد نفضت الأرض نفضاً بحثاً عنه فلا ترهقوا أنفسكم فيما لا طائل من ورائه، وكتم خبره مع النبي وصاحبه حتى أيقن أنهما بلغا المدينة، وأصبحا في مأمن عند ذلك أذاع الخبر، فلما سمع أبو جهل بخبر سراقة وموقفه وجه له اللوم على تخاذله. وتأخر إسلام سراقة حتى سنة ثمانٍ من الهجرة أي بعد فتح مكة، ثم غزوة حنين وبعد عودة الرسول من الطائف، يقول سراقة لقد أتيت النبي بالجعرانة فدخلت في كتيبة الأنصار، حتى غدوت قريباً من رسول الله، وهو على ناقته، فرفعت يدي بالكتاب، وقلت يا رسول الله أنا سراقة بن مالك، وهذا كتابك لي، فقال عليه الصلاة والسلام: «يوم وفاء وبر ادنه ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» فأقبلت عليه وأعلنت إسلامي بين يديه. دارت الأيام دورتها، وآل أمر المسلمين إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتحققت نبوءة النبي وهبت جيوش المسلمين على مملكة فارس تدك الحصون، وتهزم الجيوش، وتحرز الغنائم وقدم على المدينة رسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يبشرون بالفتح. دعا الفاروق رضي الله عنه سراقة بن مالك فألبسه قميص كسرى وسراويله وخفيه وقلده سيفه ووضع على رأسه تاجه وألبسه سواريه عند ذلك هتف المسلمون الله أكبر الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله، وقال عمر الله أكبر والحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول أنا رب الناس وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابياً من بني مدلج، ثم أركب سراقة فرسا طاف به المدينة المنورة احتفاء والناس حوله وسراقة يردد قول الفاروق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©