الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصينيون «يبدعون» في تطوير صناعة تقليد الساعات السويسرية

الصينيون «يبدعون» في تطوير صناعة تقليد الساعات السويسرية
6 يوليو 2012
برن (وكالات) ـ لأوّل مرّة، تضع الفيدرالية السويسرية لصناعة الساعات، يدها على ساعات مزيّفة على درجة عالية من الدقة والتركيب مصنّعة في الصين. وتُباع هذه النسخ المزوّرة في بعض الأحيان بنفس السعر الذي تباع به القطع الأصلية، مما يتسبب في خسائر كبيرة، وإساءة بالغة إلى سمعة الساعات السويسرية الأصلية، بحسب تقرير لوكالة الأنباء السويسرية. إذا نظرنا عن قرب إلى هذه الساعات المزوّرة، ثم اقتربنا منها أكثر فأكثر، نقف في النهاية على بعض الإخلالات والنواقص: فتحة مسمار أوسع من المطلوب بقليل، وقطعة من العلب الكاربونية استبدلت بالبلاستيك، وغياب الطبقة المانعة للانعكاس على الغطاء الزجاجي. ولكن، بصرف النظر عن هذه التفاصيل، التي يجد حتى الخبراء صعوبة في الكشف عنها منذ الوهلة الأولى، فإن ساعات “هيبلوت” المزوّرة التي احتجزتها الجمارك السويسرية خلال ديسمبر 2011 تؤكّد إلى أي حدّ استطاع المقلّدون تطوير صناعتهم حيث كادت تتماهى مع النماذج الأصلية. فالمظهر الخارجي، والوزن، بل وحتى الرائحة (لأن سوار اليد مخلوط بمادة الفانيلاّ المميزة)، كانت مثل نموذجها الأصلي تماما. والمثير للعجب فعلا هي الدقة البالغة في صناعة محرّك الساعة. ويشرح ميشال أرنو، رئيس قسم مكافحة الغش والتقليد في الفيدرالية السويسرية لصناعة الساعات، مصدر هذا الاستغراب فيقول: “هذه هي المرة الأولى تقريباً التي أحمل في يدي ساعة توربيون وهمية، وهي ساعة آلية على درجة عالية من الدقة. وهذا يدلّ على أن المزوّرين قد أصبحوا متمكّنين من تصميم أكثر الحركات تعقيداً”. وعند سفح الجورا، في هذه المدينة الصناعية التي تشغّل 50 ألف عامل، حيث يوجد مقرّ مجموعة “سووتش”، أكبر مجموعة لصناعة الساعات في العالم، تتم متابعة تطوّر الصناعات المزيّفة في الصين بدقة وعناية واهتمام مشوب بالقلق، فهذه الصناعة باتت تلحق خسائر بالغة بقطاع الساعات الرفيعة ذات الدقة العالية. على عكس ساعات “رولكس” التي تباع ببضع عشرات من الفرنكات في الأسواق الآسيوية وأمريكا الجنوبية، فإن الساعات المزوّرة، والتي تباع مقابل آلاف الفرنكات، في غفلة من المستهلك، تمثّل خسارة كبيرة للعلامات التجارية المعنيّة. ولا يخفي رجال الأعمال الذين يغامرون بالحديث حول هذا الموضوع الحساس قلقهم وانزعاجهم، حيث إن “الصناعات المزيّفة تلحق بصناعة الساعات خسائر تقدّر بالعديد من المليارات كل عام”. وهذا ما أكّده نيك حايك، رئيس مجموعة “سواتش” ويقول: “والأسوأ من كل شيء، هو أن النسخ المزوّرة قد أصبحت مع الوقت أكثر فأكثر احترافاً”. هذا التوجّه المُسجل لدى المقلدين للساعات الفاخرة مرتبط بلا ريب بالطفرة التي يشهدها هذا القطاع، ولكن أيضاً، وكما يشير ميشال أرنو إلى أنه “عقب الأزمة التي مرّ بها قطاع الساعات خلال سنتيْ 2008 و2009، فإن صانعي الساعات الفاخرة والمركبة من الصينيين قد أجبروا آنذاك، من أجل بيع منتجاتهم، على تخفيض أسعارها. بالتوازي مع ذلك، تسعى مجموعات صينية (من المافيا) إلى إيجاد فرص جديدة لاستثمار مبالغ مالية ضخمة حصلوا عليها من المراهنات الرياضية عن بعد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©