القاهرة (الاتحاد)
«جدو عبده عامل إيه زارع أرضه زارع إيه، هزرعها بساتين بساتين، وجناين ورد وياسمين، أقطفها وادي الحلوين، كمثرى على مانجا وتين، انتوا تاخدوا تاخدوا وتدوا، يفرح جدو».. مقدمة الفوازير الرمضانية الشهيرة «جدو عبده» التي كانت علامة مهمة ومميزة من علامات شهر رمضان الكريم. ولا تزال الفوازير وتحديداً مقدمتها الغنائية محفورة في وجدان جيل الثمانينيات من القرن الماضي.
وارتبط بها الجمهور العربي من الكبار والصغار طوال تقديمها في عدد من السنوات خلال شهر رمضان، وكان الأطفال يتنافسون يومياً فيما بينهم لمعرفة ماذا زرع «جدو عبده»، حيث كان يقدم في كل حلقة فزورة تدور حول نوع معين من النباتات، ما على المشاهد، إلا أن يعرف ما هو النبات الذي يزرع في كل حلقة، وكان المسلسل يقدم مادة ثرية في كل حلقة عن مختلف أنواع النباتات والمحاصيل الزراعية.
«العمدة الآلي»
وركز المخرج محمد رجائي في هذه الفوازير على عنصر الإبهار والصورة والحركة الاستعراضية مستخدماً الأماكن المفتوحة، إلى جانب تقديم شخصية الإنسان الآلي الذكي جداً الذي يعبر عن فترة المستقبل في إشارة للتقدم العلمي حتى يلتفت الأطفال لهذا التطور من خلال شخصية «العمدة الآلي».
وكانت فوازير «جدو عبده» تقدم للأطفال في ذلك الوقت معلومات مختلفة في مجالات بعيدة عنهم مثل الزراعة تتسق مع أعمارهم، وبرع عبد المنعم مدبولي كعادته في توصيل المعلومة بخفة ظل، كما تميزت الفنانة نسرين التي شاركته بطولة هذه الفوازير. ويتذكر الجمهور أغنياتها سواء في تيترات العمل أو في داخل أحداثه ومنها «يا حلاوتك يا استفاندي يا ابن عم البرتقال، يا حلاوتك في الجنينة وانت طارح في الأوان، تدولي يستفاندي تدولي برتقال، البرد لسة عندي والوش في الودان» و«يا قطن يا حرايري يا حزام أبو إسماعين، اللي ما يزرعكش طول السنة حزين» و«شدو حيلكوا يا بنات، هات يا خولي الأجرة هات، الأجرة يوم التلات».
استعراض وحيد لنسرين
وتعد الفوازير هي العمل الاستعراضي والغنائي الوحيد لنسرين التي كانت شاركت بأدوار مهمة في العديد من الأعمال الفنية من بينها مسلسلات «المشربية» و«صيام صيام» و«رمضان والناس» و«أبواب المدينة» و«الشهد والدموع» و«أبو العلا البشري 1»، وكان من أواخر أعمالها التي شاركت فيها، حيث قدمت بعده فيلم «شباب على كف عفريت»، ثم مسلسل «حصاد الحب الذي اعتزلت بعده التمثيل عام 1992».
وشارك مدبولي ونسرين بطولة هذا الجزء عدد من الفنانين من بينهم أحمد راتب الذي جسد بخفة دم وبراعة شخصية «عم ريحان»، وسلوى عثمان، وعثمان عبد المنعم، ومحمد الصاوي، وأحمد عبد الهادي، وأحمد حسين عن قصة، وسيناريو وحوار وأغاني مصطفى الشندويلي الذي كتب عدداً من أجزاء فوازير «عمو فؤاد» لفؤاد المهندس، إلى جانب العديد من الأغنيات التي لحنها له سيد مكاوي ومحمد الموجي ومحمد سلطان، وقام بغنائها نادية مصطفى وإيهاب توفيق، وطارق فؤاد، وحسن عبد المجيد، وتوفي الشندويلي في 23 أكتوبر 1994.
فوازير ثقافية
وقدم مدبولي في العالم التالي جزء جديداً من فوازيره، ولكنها حملت عنوان «جدو عبده راح مكتبته» من خلال شخصية «أمين الآلي»، وشاركته البطولة المطربة عزة بلبع، ومن كلمات مقدمتها الغنائية: جدو عبده عامل إيه؟ راح مكتبته رايح ليه؟ هقرا وتقروا معايا كتير، وكمان هنفزر فوازير، هتسلينا وتخلينا نتعلم منها التفكير، فوازير فوازير».
وكان الهدف من هذه الفوازير تقديم نوع آخر من المعرفة من خلال الكتب والمكتبة، حيث كانت تحث على أهمية القراءة والمعرفة، والتي تزيد القارئ علماً عن العالم من حوله في مجالات متعددة، وأبرزت تلك الفوازير أهمية مخاطبة أعمار بعينها، ففي التوقيت نفسه الذي كانت تقدم فيه تلك الفوازير نهاراً كانت تقدم فوازير نيللي وشيريهان مساء.
عدد اليوم
