الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الكواسر» تحمي الفجيرة ومدن «الشرقية» من التقلبات

«الكواسر» تحمي الفجيرة ومدن «الشرقية» من التقلبات
6 نوفمبر 2019 02:34

السيد حسن (الفجيرة)

أكد عدد من المواطنين أهمية الآثار الإيجابية للمشروعات التي أنجزتها وزارة تطوير البنية التحتية قبل ثلاث سنوات، والمتمثلة في تشييد 7 كواسر مائية قبالة شواطئ مدينة كلباء، وذلك لحماية بنيتها التحتية من الأضرار التي تلحق بها نتيجة ارتفاع منسوب مياه البحر وخروجه لأكثر من مرة في العام الواحد.
وأشاروا إلى أن تكلفة مشروع كواسر الأمواج في كلباء بلغت 200 مليون درهم، وتم بالفعل تشييد 7 كواسر بحرية وتعميق المنطقة المحاذية للساحل بامتداد 8 كيلومترات، وهي تبدأ من مدخل مدينة كلباء وحتى منطقة خور كلباء، وتضم 6 كواسر رأسية من الشاطئ للعمق بطول 200 متر، بينما يصل طول الكاسر الرئيس الذي تم تشييده في منطقة خور كلباء 725 متراً، وكانت هذه المنطقة من أكثر المناطق عرضةً للفيضانات البحرية الناتجة عن الأعاصير الخفيفة، ما كان سبباً في غمر المياه لبعض البيوت السكنية الموجودة على الساحل مباشرة.
كما استخدم في مشروع كواسر الأمواج في كلباء ما يزيد على 2.5 مليون متر مكعب من الرمال، ومليون طن من الأحجار، ويصل وزن بعض القطع الحجرية إلى 5 أطنان، وتم تثبيتها على عمق 20 متراً في البحر لتكون الأساس للكواسر.
ومن خلال التجارب وعلى مدى السنوات الثلاث السابقة، وفرت الكواسر الـ7 حماية هائلة لشواطئ كلباء التي كانت تغرق بمجرد خروج البحر، وكانت المياه تصل إلى عمق 5 كيلومترات من البحر داخل بيوت المواطنين في جميع المناطق، وكانت تسبب مخاطر وخسائر فادحة لمئات المواطنين في المدينة سنوياً.
وأكد المواطنون أهمية مثل هذه المشاريع التي تحمي شواطئ المنطقة، وتضمن سلامة الأرواح والممتلكات، خاصة في ضوء تداعيات تقلبات الطقس، ومنها ما صاحب إعصار «كيار» الذي ضرب شواطئ إمارة الفجيرة، ومدن خورفكان وكلباء ودبا الحصن بإمارة الشارقة الأسبوع الماضي، وطالبوا بضرورة تأمين هذه الشواطئ بشكل كامل ضد أي أعاصير قد تضربها في المستقبل، وتؤثر في مشاريع البنية التحتية، من طرق وبيوت ومنشآت تكون في الغالب متاخمة للبحر مباشرة.
ولفتوا إلى أن إعصار «كيار» الذي ضرب شواطئ الساحل الشرقي الأسبوع الماضي، قد خلّف بعضاً من الأضرار المتباينة في مدن الفجيرة والمنطقة الشرقية، حيث كانت مدينة كلباء الأكثر تضرراً مع ارتفاع منسوب مياه البحر وخروجها للشوارع الرئيسة، ودخولها عدداً من البيوت الموجودة على الشاطئ، كما كانت له بعض الأضرار في مدينة الفجيرة وخورفكان ودبا بخروج المياه إلى الشوارع والساحات والمتنزهات الواقعة بجوار شاطئ البحر مباشرة.
وطالب المواطنون عبر «الاتحاد» بضرورة تأمين الشواطئ من تداعيات أي إعصار قد يضرب المنطقة في المستقبل، لاسيما مع توقعات بشأن العاصفة المدارية «مها»، وغيرها من العواصف التي يترتب عليها ارتفاع منسوب مياه البحر وتأثر الشواطئ والممتلكات بها.

دفان البحر
وقال خالد محمد الزعابي، أمين السر العام بالمجلس البلدي لمدينة كلباء: جميع المناطق التي تضررت في كلباء، وهي القادسية والبريدي وخور كلباء، تم عمل كواسر قبالة شواطئها، ولولا وجود هذه الكواسر لوقعت كارثة كبرى أغرقت المزيد من البيوت والشوارع، وأتت على مشاريع البنية التحتية، فالكواسر التي شيّدت كانت رحمة للجميع، وهناك مناطق يمكن عمل دفان بها من الشاطئ وحتى 800 متر في البحر، كما هو الحال في المنطقة المقابلة لحديقة كورنيش كلباء، ويمكن لهذا الدفان أن يرفع درجة الأمان وبشكل كبير في حال وقوع هذه الكوارث الطبيعية، وهو ما أثبت بالفعل بعد عمل هذا الدفان، فلم تتأثر حديقة الكورنيش نهائياً، فقد امتص الدفان جميع الموجات البحرية المرتفعة ولم تصل آثارها إلى الحديقة.
من جانبه، قال إبراهيم عبدالله المراشدة: «لا أسكن على شاطئ البحر، ولكن لديّ مشروع تجاري في خور كلباء، وقد رأيت حجم الضرر في البيوت الواقعة على الشاطئ، وكذلك تضرر مشروعي، والحل بعمل المزيد من الكواسر لمنع وصول المياه إلى البيوت بهذا الشكل، أو العمل على دفن جزء من الشاطئ بعمق مناسب، ومياه البحر تشكل هاجساً كبيراً لجميع من يقطن هذه المنطقة، وعلى الجهات المعنية أن تسعى لتوفير نوع من الطمأنينة والاستقرار لهؤلاء المواطنين المتضررة بيوتهم».
وطالب أحمد سعيد محمد الحمر بضرورة إقامة كواسر مائية إضافية على شاطئ مدينة كلباء قائلاً: «من غير المقبول أن يعيش المواطن في قلق جراء هذه الكوارث، والحلول موجودة ومتاحة أمام الجميع، إقامة الكواسر أو عمل دفان للبحر يكفلان القضاء على المشكلة برمتها».
من جانبه، اقترح محمد الدرمكي، عضو المجلس الاستشاري بالشارقة، رفع الطريق العام الموازي لشاطئ البحر في مدينة كلباء، بحيث يكون هذا الطريق مرتفعاً بشكل كافٍ عن مستوى البحر، وفي حال وقوع إعصار يكون حماية للبيوت التي تليه، كما يجب إضافة عدد من الكواسر الجديدة في كلباء، على أن تكون على شكل حرف «إل»، أو تعديل الكواسر الستة الموجودة حالياً من كواسر مستقيمة الاتجاه إلى كواسر على شكل حرف «إل»، لضمان صد التيارات المائية القادمة من أعماق البحر.

خطة للكوارث
وأشار خالد الغيلي عضو المجلس الاستشاري بالشارقة إلى أنه لا حاجة في كلباء للمزيد من الكواسر المائية، فهناك العديد من الكواسر المائية، وهناك دفان للشاطئ بعمق مناسب لحمايته، وقد لعبت جميع الكواسر دوراً بالغ الأهمية في حماية مدينة كلباء في ظل ارتفاع منسوب مياه البحر لهذا الحد.
وأضاف الغيلي: المطلوب منا أن تكون هناك خطة لمواجهة جميع الكوارث الطبيعية، خطة واضحة المعالم، وأن يكون جميع الموظفين والفنيين مدربين عليها بشكل متقن.
وقال سعيد عبدالله بن خادم: «على الرغم من وجود كواسر مائية في الفجيرة، خاصة في منطقة المظلات بالفصيل، إلا أن مياه البحر غمرتها بالكامل، يجب السعي لإقامة المزيد من الكواسر المائية في هذه المنطقة تحديداً، وعلى كورنيش الفجيرة، حيث خرجت المياه وغطت الشارع الرئيس».
وأكد أحمد سالم الحفيتي، أن جميع الشواطئ في الفجيرة بحاجة إلى إعادة نظر فيما يخص تأمينها من أي أعاصير، صحيح أن الأعاصير على الفجيرة نادرة، ولكن يكفي إعصار واحد لأن يدمر البنية التحتية التي شيدتها الدولة بمليارات الدراهم، وهناك مناطق معروفة يخرج فيها البحر ويهدد بيوت المواطنين، كما في مربح وقدفع وشرم وغيرها.
وقال عضو المجلس الوطني الاتحادي عن الفجيرة محمد أحمد اليماحي: أناشد الجهات المسؤولة عمل دراسة شاملة حول حماية شواطئنا من أي إعصار بقدر المستطاع، مؤكداً أن الفجيرة ليست منطقة كوارث طبيعية على الإطلاق، ولكن لابد أن نكون على استعداد تام لمواجهة أي إعصار حتى ولو كان من الدرجة الأولى.

تأمين مدينة كلباء
قال سالم النقبي، مدير دائرة البلديات والزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء بالوكالة: كلباء ليست محميّة بشكل كامل ودقيق من الأعاصير والكوارث الطبيعية، وارتفاع منسوب مياه البحر في كلباء غالباً ما يقع دون الحاجة إلى وجود إعصار، وهذا في الغالب يحدث مرة أو مرتين في العام، وفي حال وجود إعصار، مثل «كيار» أو«جونو» في السابق تكون الأضرار كبيرة، وتتدفق المياه إلى البيوت بشكل يسبب أذى للمواطنين في كلباء، خاصة المناطق الشاطئية.
وأكد ضرورة إجراء دراسة شاملة تختص بالنواحي كافة، لتأمين شواطئ وبيوت وطرق ومزارع كلباء من أي إعصار قادم، فالكواسر البحرية الموجودة عددها 7 كواسر، وعلينا إعادة النظر في طريقة توزيعها من جديد.

الكواسر جزء من الحل
بدوره، قال الدكتور خليفة بن دلموج، عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة: إن حماية مدينة كلباء من الأعاصير والكوارث الطبيعية لن يكون بالكواسر المائية فقط، لافتاً إلى أن الدولة لم تقصر في إنشاء كواسر مائية بقيمة 200 مليون درهم على امتداد شاطئ كلباء، ولكن الكواسر تعد جزءاً من الحل وليست الحل كله.
ولفت إلى أن حل مواجهة الأعاصير والكوارث الطبيعية في كلباء والفجيرة وخورفكان ودبا، يتمثل في وجود مشروع متكامل يضم الكواسر البحرية كجزء من الحل.

خورفكان الأقل ضرراً
من جانبه، قال الدكتور راشد النقبي، رئيس المجلس البلدي لمدينة خورفكان: «شاطئ خورفكان من الميناء إلى فندق الأوشينك بامتداد 3 كيلومترات، ليس بحاجة إلى كواسر مائية لصد التيارات البحرية؛ لأن ميناء خورفكان البحري والعمق الذي عليه، يقوم بهذه المهمة بشكل رائع، كما يوجد شاطئ رملي من البر وحتى أول نقطة مع البحر بطول 30 متراً، ولم يحدث أن خرج البحر عن هذا الشاطئ، وخلّف أضراراً تذكر».

«جونو» ومدن الساحل الشرقي
تعرضت سواحل الفجيرة والمنطقة الشرقية في صيف 2007 لإعصار «جونو»، وكانت أكثر المدن والمناطق تضرراً من هذا الإعصار الذي ضرب المنطقة بقوة، هي مدينة كلباء التي تضررت منه 2500 أسرة تم نقلها من بيوتها المتضررة إلى الفنادق والشقق الفندقية بالفجيرة، وكذلك تضررت مناطق شرم والبدية وضدنا ومربح وقدفع، حيث تجاوزت مياه البحر الطرق الموازية للشاطئ إلى العمق وعلى مسافة تصل إلى 3 كيلومترات، كما في كلباء وشرم ومربح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©