الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«جوجنهايم أبوظبي» يتقصى تجربة الفن المفاهيمي في الإمارات

«جوجنهايم أبوظبي» يتقصى تجربة الفن المفاهيمي في الإمارات
21 سبتمبر 2018 03:11

أحمد السعداوي (أبوظبي)

شهدت منارة السعديات، أمس الأول، الجلسة الرابعة من سلسلة «جوجنهايم أبوظبي: حوارات الفنون»، وجاءت تحت عنوان «المبادلات العابرة للثقافات- الممارسات التجريبية: روابط الفن المفاهيمي من ستينيات القرن العشرين حتى الوقت الحاضر»، وناقشت روابط الفن المفاهيمي، وتطوره، مروراً على تجربة الفن المفاهيمي في دولة الإمارات الذي بدأ في ثمانينيات القرن الماضي على يد التشكيلي الإماراتي حسن شريف وزملائه في مرحلة لاحقة. واستضافت الجلسة د. فاليري هيلينجز، مدير مساعد، إدارة التنسيق الفني لمشروع جوجنهايم أبوظبي، والفنان الإماراتي محمد كاظم، والقيمة الفنية والمؤرخة الفنية الألمانية الدكتورة دوروثيا فان دير كويلين، رئيسة مؤسسة فان دير كويلين للعلوم والفنون.
قدمت للحوار ميساء القاسمي، مدير أول جوجنهايم أبوظبي في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، التي تحدثت عن الروابط التي شكلها الفنانون من ثقافات مختلفة، وقالت: «تعمق الحوار في اكتشاف الروابط الإبداعية التي انبثقت من خلال التعاون والتعارف بين الفنانين والقيمين الفنيين على مدى العقود الماضية، والتي أثرت بشكل كبير على الممارسات الفنية المتبعة في عالم الفن المفاهيمي كما نعرفها اليوم. وعبر النظر في عدد من الأعمال الفنية في مجموعة جوجنهايم أبوظبي، تمكنا من لمس الأثر الكبير الذي تركته مجموعة الفنانين الألمانيين (زيرو) على ملامح المشهد الفني المحلي وفنانيه، ونمو مهاراتهم عبر الزمن، الأمر الذي يبرهن مدى قوة وفاعلية الدعم والتحفيز الذي يتلقاه الفنانون لاستمرار تطور هذه الروابط والعلاقات الإبداعية المميزة». وتناول المتحدثون فكرة تبادل الثقافات بين الفنانين في تطوير الساحة الفنية في الإمارات، وتم إلقاء الضوء على بعض المعارض الفنية التي أقيمت في الإمارات، سواء في أبوظبي أو الشارقة، وكانت مهمة في تكريس الفن المفاهيمي في الإمارات، خاصة أن هذا اللون من الفن يعتمد على الفكرة أكثر من التطبيق، وأن الفنان حين يعرض فكرته تطغى أهمية الفكرة على التطبيق نفسه.
في بداية الحوار تحدثت فاليري هيلينجز، عن تاريخ مجموعة جوجنهايم التي بدأت في 2009، مع التركيز على أساسيات التبادل العابر للثقافات عبر حركات ومجموعات فنية، وعروض كلاسيكية، واستقطاب فنانين ركزت أعمالهم على اللغة والمصطلحات وليست مرتبطة بقطعة ما، فكان البدء بمجموعة الفنانين الألمانيين «زيرو»، التي انطلقت في خمسينيات القرن الماضي وتنقلوا في أنحاء القارة لنشر هذا النوع من الفنون، حيث جلبنا في جوجنهايم أعمالاً فنية من 3 مؤسسين لـ (زيرو). كما حرصنا على استقطاب أعمال الفنان الإماراتي حسن شريف الذي كان له دور كبير في تكريس الفن المفاهيمي في الإمارات.
تالياً استعرضت الدكتورة دوروثيا فان دير كويلين، علاقتها بالفن المفاهيمي في الإمارات، حيث عرضت بعض الأعمال في المجمع الثقافي بأبوظبي عام 1998، ثم قدمت معرضاً للفن المفاهيمي في متحف الشارقة للفن، شارك فيه 15 فناناً من 9 دول، بينهم الإماراتي محمد كاظم، وكان يحمل اسم «الماء يتحدى الفراغ»، يتناول الأشياء التي تدهش السائحين القادمين إلى منطقة الخليج العربي من مياه وصحراء ممتدة، حيث كان غالبية هؤلاء الفنانين من مؤسسي الفن المفاهيمي في العالم، كما يتناول كيفية تطبيق الفكرة حتى في غياب بعض الفنانين، وتجسيدها بما يعلي قيمة الفكرة باعتبارها أهم من العمل نفسه. كما استعرضت كويلين، عدة أعمال مفاهيمية، منها أول لوحة تمثل الفن المفاهيمي جاءت إلى الخليج وتحمل اسم «طاولة الجليد»، وكذا لوحات توثق كيفية عمل الفنان أوكر، بوصفه أحد كبار مؤسسي الفن المفاهيمي في العالم.
أما الفنان محمد كاظم، فتحدث عن انطلاق هذا الفن في الإمارات عن طريق 3 فنانين، ثم صاروا 5 في مرحلة لاحقة، وثمن الدور الكبير الذي قام به حسن شريف في كتابة وترجمة عدة كتب إلى العربية عن الفن المفاهيمي، مشيراً إلى أن اختيار أحد أعماله المفاهيمية للعرض في معرض بفينيسيا في 2003، كان خطوة كبيرة بالنسبة له، معتبراً أن هذا أحد نماذج الفن المفاهيمي الإماراتي التي لاقت تقديراً دولياً حين شارك بها في هذا المعرض. كما تطرق إلى التأثير المتبادل بين فناني الإمارات والعالم في إطار الفن المفاهيمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©