عدد اليوم
حسام عبدالنبي (دبي)
تدرس «بروج للاستثمارات البترولية والغاز»، الشركة الإماراتية المستقلة العاملة في قطاع تخزين النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة، طرح حصة من أسهمها للاكتتاب العام للمستثمرين الإماراتيين والأجانب على أن يتم إدراج الأسهم في بورصة لندن، وذلك ضمن بدائل لتمويل توسعاتها المستقبلية، حسب نيكولا باردينكوبر، الرئيس التنفيذي للشركة والذي وقع خلال حفل أقيم في دبي مساء أمس الأول، عقداً مع شركة سنغافورية لتنفيذ المرحلة الثانية من توسعة محطة «بروج» التخزينية في الفجيرة بطاقة تخزينية تبلغ 600 ألف متر مكعب، ليرتفع إجمالي الطاقة التخزينية لشركة «بروج للاستثمارات البترولية والغاز» إلى مليون متر مكعب.
وقال باردينكوبر، إن المرحلة الثانية ستتيح للشركة تخزين النفط الخام عبر إنشاء ثمانية صهاريج تخزين نصفها سيزود بميزة قابلية التحويل لزيت الوقود، متوقعاً دخول المرحلة الثانية حيز التشغيل التجاري بحلول الربع الأول من 2020.
وأوضح باردينكوبر، أن مباشرة المرحلة الثانية من توسعة محطة الفجيرة التخزينية تأتي بعد مرور ثمانية أشهر فقط على بدء العمليات التجارية، حيث تأمل الشركة رفع طاقتها الإنتاجية بمعدل مرتين ونصف، وأن تتمكن للمرة الأولى من تخزين النفط الخام.
وأضاف أن بناء الصهاريج الثمانية الجديدة سيكون باستخدام مواد فائقة الجودة وستكون مؤتمتة بالكامل، ما يسمح للشركة بمواصلة تقديم خدمات متميزة وتحقيق معدل هدرٍ منخفض للمنتجات المخزنة، منوهاً إلى أن المنشأة تتميز بموقع استراتيجي على مقربة من رصيف ناقلات النفط الخام العملاقة في ميناء الفجيرة، بالإضافة إلى قربها من المرحلة الثانية من مصفوفة خطوط النقل المتشعبة في الميناء، مما يقلل الوقت اللازم لنقل المنتجات ويسمح بإنجاز العمل ونقل المنتجات بوتيرة أسرع.
وأشار باردينكوبر، إلى أن الفجيرة تعد ثاني أكبر محطة لتزويد السفن بالوقود في العالم، فضلاً عن أهميتها كأحد أبرز مراكز تخزين النفط الناشئة، ويتيح موقعها الجغرافي لناقلات النفط تجاوز مضيق هرمز، كما تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من خطوط الملاحة التي تربط بين الشرق الغرب، لافتاً إلى أن محطة التخزين التابعة للشركة تباشر عملياتها في ميناء الفجيرة وحالياً تقوم بتخزين المنتجات النفطية المكررة مثل زيت الوقود والمنتجات النظيفة، كما تقدم مجموعة من الخدمات الإضافية مثل المزج، والتسخين، والنقل بين الصهاريج وتحميل السفن وتفريغها عبر تشغيل 14 صهريجاً قابلاً للتحويل مجهزة بأفضل الحلول التكنولوجية.
ورداً على سؤال عن تمويل المرحلة الثانية من توسعة محطة «بروج» التخزينية في الفجيرة، أجاب باردينكوبر، بأن جميع البدائل مطروحة ومنها طرح حصة من أسهم الشركة للاكتتاب العام وإدراج الأسهم في بورصة لندن، أو «التمويل الخليط» من قبل بنوك محلية (واحد أو اثنين) ورأسمال المؤسسين، مؤكداً أن القرار محل دراسة وسيتم بحسب ظروف أسواق البورصات والاقتصاد المحلي والعالمي الذي يشهد متغيرات سريعة حالياً.
وعلمت «الاتحاد» من مصادر داخل الشركة، أن المستهدف من الطرح الأولي هو جمع 400 مليون دولار من المستثمرين الإماراتيين والأجانب في الطرح العام الأولي المقرر إجراؤه في أكتوبر المقبل في شريحة واحدة.
وقال باردينكوبر، إن «بروج للاستثمارات البترولية والغاز» تركز حالياً على تنفيذ المرحلة الثانية من توسيع محطتها في الفجيرة، وفكرة التوسع الخارجي قائمة ولكنها لا تستهدف مجرد شراء شركة أو الاستحواذ على شركات قائمة.
ومن جهته قال محمد سنوسي بركيندو، أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك»، إنه على الرغم من تراجع حجم الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز خلال السنوات الثلاث الماضية، فإن النفط والغاز سيظلان مصدر الطاقة الأول طوال السنوات المقبلة، ما يتطلب من الدول أن تواصل الاستثمار في مشاريع النفط من أجل تلبية الطلب المتوقع، مؤكداً أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت ظاهرة حدثت للمرة الأولى وهي تراجع حجم الاستثمارات في قطاع النفط بنسبة 25% في عام 2015، ثم بنسبة 26% في عام 2016، وتحسن الأمر قليلاً في العام الماضي، حيث انخفض حجم الاستثمارات بنسبة تراوح بين 5% إلى 7%.
وقال إن هناك نحو مليار شخص في العالم حالياً محرومون من الكهرباء ويتوقع أن يزداد العدد بعد إضافة نحو ملياري شخص إلى سكان العالم بحلول 2024 أغلبهم في الدول النامية، مشدداً على أهمية جذب الاستثمارات والتكنولوجيا لإنتاج وتسويق وتخزين النفط من أجل تلبية الطلب المستقبلي. وخلال كلمته، أشاد بركيندو، بتجربة الإمارات في التنويع الاقتصادي وزيادة مصادر المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، بالتوازي مع زيادة الاهتمام بالاستثمار في قطاع النفط.
