الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"التنين" يغزو العالم بـ 50 ألف أكاديمية

"التنين" يغزو العالم بـ 50 ألف أكاديمية
30 يناير 2019 00:02

عبدالله القواسمة (أبوظبي)

لم تنته حكاية المشاركة الصينية في نهائيات كأس آسيا عند الخروج من دور الثمانية، بعدما قدمت منتخباً يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين «العواجيز» ينتظر أن تطويهم صفحات النسيان خلال السنوات القليلة القادمة، حيث تعد الصين مفاجأة كروية مدوية ستصدم بها العالم، أجمع وليس القارة الآسيوية فقط.
فصول الحكاية الصينية بدأت قبل 15 عاماً، إذ كانت الدولة التي تعد الأكثر تعداداً بالسكان تستضيف نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخها، حيث جاءت الاستضافة بهدف قياس حجم الاهتمام الشعبي باللعبة أولاً وتعزيزه ثانياً، فكان للبطولة الأثر الكبير في تعاظم اهتمام الصينيين بكرة القدم، وبالأخص بعد بلوغ منتخبهم الوطني المباراة النهائية التي خسرها أمام اليابان بنتيجة 1-3، لتشهد البلاد بعد ذلك انطلاق ما يعرف بالثورة الكروية، حتى باتت القيمة السوقية لكرة القدم الصينية تتخطى حاجز الثلاثة مليارات دولار، في حين تتوزع المدارس والأكاديميات التي يبلغ عددها الآن 50 ألف مدرسة في شتى مقاطعات البلاد، حيث من المنتظر أن تقدم إنتاجها للعالم بعد سنوات قليلة من الآن.
في كل مقاطعة صينية الآن هناك اتحاد محلي يقوده مدير فني متخصص وموازنة خاصة، إذ أنه مع انفتاح الدولة على العالم زادت مساحة الاهتمام باللعبة، كما ظهرت أندية كشركات لكرة القدم والتي بدأت باستقطاب الأسماء الكبيرة على الصعيد العالمي، سواء من المدربين أو اللاعبين، لزيادة القيمة التسويقية لهذه الشركات، حيث ساهم هذا الأمر في رفع القيمة السوقية للدوري الصيني، حتى بات يحتل المرتبة الأولى على الصعيد القاري خلال وقت قياسي.
ورغم خروج المنتخب الصيني من نهائيات كأس آسيا، فإن منظومة كرة القدم في الدولة عرف عنها عدم تأثرها بالنتائج ولا بتغيير القيادات الرياضية، التي تعي جيداً أن العائد الفني لا يزال متواضعاً، كون التجربة ما زالت في بدايتها، لكن مقابل ذلك نرى أن العائد المالي كبير للغاية بسبب العامل الديموجرافي الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في نجاح المشروع الصيني، فيما تشير العديد من التقارير الإخبارية الصينية أن الدولة تسعى إلى استضافة بطولة كأس العالم، حيث يتطلع الرئيس الصين شي جين بينج إلى أن تكون الاستضافة إما في عام 2026 أو 2030.
وفي حال نجحت الصين في استضافة المونديال عام 2026 أي بعد 8 سنوات من الآن، يتوقع أن تقدم في هذه البطولة منتخباً قوياً بناء على العدد الهائل من المواهب التي تزاول اللعبة في الوقت الحالي والتي تتخطى أعدادها الملايين، وهي المواهب التي ستكون في عام 2026 قادرة على تقديم حضور تنافسي قوي بحسب التوقعات.
بعيداً عن النواحي الفنية التي يرى الصينيون أنها محسومة، كونهم ينتظرون بدء تفريخ اللاعبين من أكاديمياتهم الكروية، فقد عمد الاتحاد الصيني مؤخراً إلى وضع قيود على عمليات الصرف التي تقوم بها الأندية، وتم توجيه قنوات الإنفاق نحو مدارس كرة القدم والأكاديميات، وذلك بعد إنفاق مئات الملايين من الدولارات خلال الأعوام الماضية على استقطاب الأسماء العالمية للتدريب أو اللعب في الدوري الصيني.
ورغم هذه القيود التي فرضت بدءاً من العام الحالي، فإن الدوري الصيني لا يزال يعتبر الأغلى على الصعيد القاري في الوقت الحالي وقبلة للنجوم العالميين، حيث شهد عام 2016 ذروة الصرف على صفقات الانتقالات الدولية، ليبلغ 450 مليون دولار من أصل 4.79 مليار دولار أنفقها العالم أجمع على صفقات الانتقال في ذلك العام.
أخيراً يتوقع أن تشهد بطولة كأس آسيا القادمة بداية الحضور الصيني القوي على الصعيد القاري، وحصاد عمل أكاديمياتها الكروية والتي لو نجحت كل واحدة منها في تقديم موهبة واحدة فقط على الأقل، فإن ذلك يعني توافر خمسين ألف لاعب من شأنهم أن يقلبوا مقاييس اللعبة على الصعيد القاري رأساً على عقب؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©