الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرية «ملتقى العائلة» تحتضن تفاصيل الحياة الاجتماعية والتراثية

قرية «ملتقى العائلة» تحتضن تفاصيل الحياة الاجتماعية والتراثية
2 يناير 2011 20:59
تظل مشاهد قرية “ملتقى العائلة” عالقة في أذهان الأحفاد والأجداد، حيث نتوقف على أعتاب الماضي الجميل عبر بوابة هذه القرية، التي احتضنت صنوف الحياة الاجتماعية بتفاصيلها الدقيقة بدءاً برمالها الذهبية التي غطت فناء القرية، وشهدت لحظات فرح وشقاوة الأطفال الذين خطوا عليها أحلامهم وشكلوا بها نماذج وشخوصاً لترسم البسمة على وجوهم، ووصولاً بعبق البخور التي ترسو بهدوء عند مدخل البوابة، والأهازيج الشعبية القديمة التي تصدح بطرق الطبول على أنغام الإيقاع التراثي، فيبدو لنا منظر بديع لمنطقة تراثية بمفهومها وشخوصها وملامحها المعمارية التي تمثلت في المقهى الشعبي التي تنبعث منه الترانيم الشجية، ونموذج من البيوت القديمة البسيطة التي نسجت من سعف النخيل. ومن بين أزقة هذه القرية شيدت صفوف من الدكاكين المتراصة في صفوف متلاحمة والمجسدة للسوق القديم بتصميمه المعماري التراثي البسيط، حملت في جعبتها الكثير من الأفكار والبضائع المتنوعة، حيث النسوة يقفن في متاجرهن ويدرن دفة المعاملات التجارية من خلال عملية البيع والشراء، واستطعن أن يمارسن عملهن بمهارة عالية بالرغم من المسؤوليات التي تنتظرهن على أعتاب منازلهن. ويقول أحمد المنصوري مدير العمليات في ملتقى العائلة إن “الملتقى العائلي الثالث” يعد تجسيداً لبيوتنا المحلية القديمة بكافة شخوصها، فهي تعد نقطة العبور إلى الماضي الجميل الذي ظل حبيس ذاكرة آبائنا وأجدادنا ونحن بدورنا لابد أن نحيي الموروث الشعبي من خلال التعريف به وبكافة صوره وأشكاله ليكون واضحا للمتلقي، ولكل من يود التعرف على ماضي هذه المنطقة وعاداتها وتقاليدها. وقد سعينا أن تتحدث البيئة عن نفسها في كافة أقسامها فيمكن للزائر أن يلقي نظرة على هذه المحطات المختلفة التي تناولت العديد من مظاهر الحياة القديمة، ومنها الأعمال الحرفية التي يقوم بها الحرفيون بصورة مباشرة، ويمكن أيضاً التفاعل والمشاركة فيها، إلى جانب تشييد المباني التقليدية القديمة التي تنوعت بتنوع البيئة المحلية حيث شيدنا هياكل لكل نوع، منها بيوت المناطق الجبلية والعريش، والبيوت الجصية وبيوت الشعر إلى جانب هيكل للمدرسة الأحمدية الذي يمثل البذرة الأولى للتعليم النظامي في دبي إلى جانب التعريف بنظام التعليم التقليدي في تلك الحقبة الزمنية. ويضيف المنصوري: من مظاهر الحياة القديمة التي تضمها القرية، يمكن التوقف عند لوحة للأمهات قديماً وهن مفترشات الأرض ويمارسن الحرف النسائية القديمة المتمثلة في التلي، وصناعة السلال والجفير والسرود وهي سفرة الطعام وكلها مشغولة بسعف النخيل إلى جانب الأكلات الشعبية بأنواعها، كما يمكن أخذ فكرة عن المتحف التراثي المليء بالمقتنيات التراثية القديمة والتعرف على سلسلة من الألعاب الشعبية والفرق التراثية المختلفة، كما يمكن أن يحظى الزائر بمشاهدة لوحة الازرة وهي تقنية تقليدية لعملية ري مزارع النخيل من أجزاء عدة ويقوم المزارع بقيادة ثور اليازرة لاستخراج المياه العميقة من جوف الآبار في المناطق الساحلية بواسطة دلو أو دلوين، إضافة إلى وجود الحظيرة التي تضم مختلف الحيوانات البيئية منها الخيول والجمال، وبعض الحيوانات الأليفة حيث خصص هذا الركن للأطفال. ومن خلال رحلة لدقائق معدودة في أحضان القرية، نشاهد تفاصيل ومفردات تراثية تجعلنا نتحسس جماليات الماضي، وتجليات الحياة القديمة التي تنبض بالصبر والثبات والعمل ومشاقه، ما انعكس وتجلت آثاره على أجدادنا الذين كانوا مثال للقوة والجلدة حيث ساهموا في تطويع مفردات البيئة المحلية لتكون خير عون لهم لتلبية احتياجاتهم اليومية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©