الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المدرب.. الحلقة الأضعف

المدرب.. الحلقة الأضعف
31 أكتوبر 2019 00:01

لو سألنا أنفسنا، كيف تأتي الأندية العربية بمدربيها؟ احتكاماً لأي معايير؟ وقياساً على أي معطيات؟ وبأي خبرة فنية؟ لجاء الجواب على الفور، صادماً بلغة الأرقام والقصص الدرامية والحزينة للخواتيم، للحظة التي يجلس فيها النادي ممثلاً برئيسه ومدربه للتوقيع على وثيقة الانفصال بالتراضي.
لا أحد ينكر أن رؤوس المدربين تعلق في مقصلة النتائج، فلا وجود لفريق يمكن أن يطيل مقام مدرب، إن هو ساءت نتائجه ووصلت لدرجات متقدمة من الكارثية، ولكن هلّا سألنا أنفسنا، لماذا يضيق صدر المسؤول الرياضي العربي، فلا يطيق صبراً حيال سوء النتائج، إذا كان موقناً أن من اختاره للإشراف الفني استجاب لمتطلبات المرحلة وخضع للفحص الفني من أشخاص مشهود لهم بالكفاءة وقدم مشروع اللعب الذي يتناسب مع طموحات الفريق ورأسماله البشري؟
سمعتم مثلي على أندية شغلت الناس بأمر جريها وراء مدرب بعينه، تحكى عنه روايات وتصوره في صورة المنقذ من التراجع الفني، وتقول إنه هو رجل المرحلة، ولا يعدو أن يكون الأمر مزايدة كلامية ومتاجرة بحلم الجماهير، لتكون الكارثة بعد ذلك أن هذا المدرب، أُقيل بعد أسابيع فقط من وصوله إلى رأس الجهاز الفني، وقد أصبح في ظرف زمني قصير جداً، رجلاً بلا أهلية وأكذوبة كبيرة صدقها المسؤول قبل الجماهير، وألصقت به تهمة الفشل التي ليس هو الجاني الوحيد فيها.
هذا العبث وهذا الاستخفاف في التعاطي مع أهم حلقة في منظومة عمل الأندية، بل والمتحكم في نجاحاتها، لا يمثله فقط الاختيار المرتجل لمدرب الفريق، من دون الشعور بالخجل عند افتضاح فشل الاختيار، ولكن يمثله ضعف الحوكمة في تدبير الشأن الفني، في وضع أساسات المنظومة الفنية التي هي ما يحدد هوية وشخصية النادي، وهي ما يتحكم في اختيار من توكل إليهم القيادة الفنية.
عند رصد مشهد انتقاء الأندية بشكل عام لمدربيها، نسمع عن سير ذاتية توضع بالعشرات على الطاولة، ونسمع بساعات طوال يقضيها أناس لا يعرف أحد عن أهليتهم، في فرز هذه السير لتعيين من يكونون الأقرب لتدريب الفريق، لتبدأ المفاوضات، ويستقر الرأي على مدرب نعتقد جميعاً أنه خرج سالماً من رحم التفتيش والمطابقة، ليتأكد فيما بعد أن الأمر لا يعدو أن يكون مسرحية معدة سلفاً للتوهيم، لأن من اختير مدرباً للفريق معروف، وقد يستجيب لكل المعايير إلا معيار التطابق مع المرحلة ومع خصوصيات الفريق، وينتهي به الأمر بعد أسابيع إلى الإقالة.
المدرب ليس أقل من يضخ الملايين في خزينة النادي، وليس أقل من لاعبين مهاريين تصرف عليهم الملايين لجلبهم، على العكس إنه أهم منهم كثيراً، لأن اختياره بالخطأ يتسبب في خسائر بالملايين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©