الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

سارة السناني: تحديت الألم.. بالفن وركوب الخيل

سارة السناني: تحديت الألم.. بالفن وركوب الخيل
16 سبتمبر 2018 01:52

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

استطاعت الشابة الإماراتية سارة السناني أن تحول الصعوبات والتحديات التي اعترضت حياتها إلى حالة متفردة، حيث تجاوزت محنتها وباتت مصدر إلهام وأمل وسعادة وإيجابية لكل المحيطين بها.
السناني خريجة جامعة زايد، وصاحبة رواق لفن الموزاييك، الذي يحتضن العديد من المبادرات الإنسانية لمساعدة بعض الفئات على تعزيز الثقة بالنفس وصناعة البسمة والسعادة للآخرين، مؤكدة أن لا وجود للإنسانية الحقيقية إلا بإسعاد الآخرين وتغيير حياتهم للأفضل، حتى استطاعت أن تجعل من ألمها إلهاماً وعطاءً.
تجاوز الألم
السناني تعمل اختصاصي أول التواصل الثقافي في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وقد أخذت على عاتقها مساعدة الآخرين على تجاوز مراحل عصيبة في حياتهم، حتى لا ينال الحزن والألم منهم، وهي اليوم تترك أثراً طيباً في المجتمع وتنشر الإيجابية من خلال رواقها الفني «أتولييه سارة السناني» الذي تستضيف فيه دورات فنية لأصحاب الهمم والمصابين بمتلازمة داون وغيرها من فئات المجتمع، كما تخصص 2 في المئة من صافي أرباحها الشهرية لدعم برامجها للأعمال الإنسانية.
وقالت السناني، عن الصعاب التي تعرضت لها: «في عام 2014 أُصبت بمرض الاكتئاب، وحينها كنت أكمل دراستي للماجستير في جامعة زايد، فاخترت أن يكون بحثي عن فهم معنى السعادة بين مختلف ثقافات العالم، ووضعت لنفسي هدفاً بأن أحوّل هذا الاكتئاب إلى نجاح خلال عام، وحددت يوم ميلادي من كل عام ليشكل احتفالاً بما قدمته لهذا الوطن وللبشرية بشكل عام ومقياساً للتقدم الذي أحرزه، كما أحتفل مع ذاتي وكل من حولي وكل من ساندني في مسيرتي بعام آخر من الإنجاز والإصرار والتحدي».
ركوب الخيل
تضيف السناني: بدأت أمارس رياضة ركوب الخيل كنوع من العلاج، حيث كنت بحاجة إلى السيطرة على ذاتي للتغلب على هذه الحالة، فاخترت الفروسية ووجدت في هذه الرياضة متعة كبيرة، وبالتدريج سيطرت على الشعور بالحزن والضيق، وبدأت أشعر بانفراج نفسي ونقاء وصفاء دهني، ولم تكن ممارسة الفروسية هي الوحيدة التي أعادت لي خيوط الأمل من جديد وإنما الفن، لاسيما أنني أحب ممارسة الأعمال اليدوية، وكانت البداية مع دورة في «فن الموزاييك»، رغم صعوبته ودقته.
تطوير الذات وتشير السناني، قائلة: «تعلمت فن الموزاييك لأنه يعيد الحياة لكل ما هو محطم أو مهشم، فيخلق من هذا الحطام فناً من نوعٍ آخر، قد أكون فقدت قطعة من روحي أو مشاعري أو ذاتي ولكنني قادرة على أن أصنع من ألمي جمالاً يخطف الأنظار، في البداية أخذت دورة في أتولييه الفنون في أبوظبي، ثم التحقت بدورة أخرى مكثفة في مدينة البندقية الإيطالية، كنوع من أنواع تطوير الذات، وحصد أفضل النتائج، ومن أسعد اللحظات لدي عندما أُسعد أحد الأشخاص هو في حاجة إليّ، خاصة الأطفال، وحرصاً مني على إثراء الجانب الإنساني بمشروعي، اجتهدت في تكريس الفن والتواصل الثقافي لدعم قضية إنسانية، ألا وهي تغيير ثقافة الإنسان حول اضطرابات المزاج.
وطن الإبداع ومن الأنشطة المميزة التي استضافتها «أتولييه السناني» مبادرة «رحلة الإبداع» التي نظمتها لفائدة 10 أطفال من جمعية الإمارات لمتلازمة داون، بالتعاون مع فريق «بصمة سعادة التطوعي»، مشيرة إلى أنها ستعمل جاهدة على جعل رواقها وطناً للإبداع..
وطناً للموسيقى والفن ولغة الحب، وأضافت: «استخدمت فن الموزاييك، لمساعدة بعض الفئات وإدخال السعادة على قلوبهم، فمن خلال هذا الفن استطعت التعبير عن مشاعري وأخرجت كل ما هو جميل بداخلي». وبعد التجربة الناجحة التي خاضتها سارة السناني والمتمثلة في محاربة الاكتئاب بالفن وركوب الخيل، هي تطمح لاستكمال رسالة الدكتوراه في نفس المجال، كما تنوي طرح برنامج متكامل لعلاج الأمراض النفسية عن طريق الخيل والفن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©