السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

التناصح..«الجناح الشرعي» لقوى الإرهاب القطري بليبيا

26 يناير 2018 23:33
أحمد مراد (القاهرة) في الرابع والعشرين من يوليو الماضي، أصدرت الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، قائمة الإرهاب الثانية، والتي ضمت 9 أفراد و9 كيانات ممولة ومدعومة من قطر، وجاءت مؤسسة التناصح للدعوة والثقافة والإعلام الليبية على رأس هذه القائمة. ورغم أن القائمين على إدارة مؤسسة التناصح الليبية يصفونها بأنها مؤسسة للأعمال الدعوية والخيرية، إلا أنها في الحقيقة تعد أحد أبرز الأذرع الثقافية والإعلامية للتنظيمات والجماعات الإرهابية المنتشرة على الأراضي الليبية، حيث يصفها المراقبون والمحللون بأنها «الجناح الشرعي» لتحالف قوى الإرهاب القطري في ليبيا، والذي يضم جماعات وتنظيمات إرهابية عدة، منها جماعة الإخوان الإرهابية، والجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، والميلشيات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي أو القريبة منه مثل مجلس شورى الثوار، وسرايا الدفاع عن بنغازي، وجماعة فجر ليبيا الإرهابية، والتي قادت الانقلاب على مجلس النواب الليبي المنتخب في يونيو من عام 2014، بعد سقوط قوى التيار الإسلامي في الانتخابات التشريعية التي أجريت في العام نفسه، وبعدها أعلنت هذه القوى الإرهابية سيطرتها على العاصمة الليبية طرابلس بعد معارك عدة دامية، راح ضحيتها مئات وآلاف الأبرياء من أبناء الشعب الليبي. وكانت العديد من التقارير الدولية قد كشفت عن حجم التمويل القطري لمؤسسة التناصح، والذي قُدر بملايين الدولارات، وقد تبنت المؤسسة الإرهابية الأجندة القطرية التخريبية، حيث سعت إلى تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للجماعات والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بقطر. وحرصت مؤسسة التناصح عبر قناتها الفضائية، تحمل الاسم نفسه، وتبث من تركيا على نشر رسائل إعلامية تحرض فيها على القتال وإراقة الدماء بين صفوف الليبيين، ودعوة الشباب للانضمام للجماعات والتنظيمات الإرهابية من أجل تخريب وتدمير مؤسسات الدولة الليبية كافة. علماً بأن القناة يديرها أبو الحارث سهيل الغرياني، ابن مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني. ويستخدم مفتي ليبيا المعزول من قبل مجلس النواب الليبي في عام 2014، والمدرج ضمن قوائم الإرهاب القطري، مؤسسة التناصح وقناتها الفضائية لدعم وتأييد أنشطة وعمليات التنظيمات الإرهابية، وفي المقابل تشويه صورة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقد دعا عبر قناة التناصح إلى القتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وأهدر دم المشير خليفة حفتر وجنوده، وأكد أن قتال حفتر وأعوانه واجب شرعي، وأن لا دية لهم ودمهم مهدور، وزعم أن من ينضم إلى حفتر ويموت معه، فإنه يموت ميتة جاهلية، وكل من يقاتله ويموت فهو شهيد في سبيل الله. وخلال عشرات اللقاءات والبرامج الإعلامية التي ظهر فيها الصادق الغرياني عبر شاشة قناة التناصح، أصدر العديد من الفتاوى الشاذة، أهمها الفتوى التي سمح فيها لعناصر الإخوان باقتحام مدينتي بني وليد وتاورغاء واللتين لا يتفق فكرهما مع فكر تنظيم الإخوان، واعتبر أهالي هذه المدن في غفلة، ويجب قتالهم لإرجاعهم عما يفكرون. كما دعا الليبيين إلى التطوع للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية التي تضم ما يعرف باسم «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وزعم أن الحرب الدائرة في ليبيا هي حرب بين الإسلام والكفر، ودعا أنصاره إلى دعم قوات فجر ليبيا المتطرفة. وفي يونيو 2016، أدرج مجلس النواب الليبي مؤسسة التناصح وقناتها الفضائية ضمن قائمة الشخصيات والكيانات الإرهابية، والتي تنفذ أجندة قطرية تخريبية في ليبيا، ورداً على ذلك أشاد ما يعرف بتنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي» الإرهابي بما وصفه بالموقف الشجاع للمفتي الليبي المعزول الصادق الغرياني من على شاشة قناة التناصح الداعم للتنظيم الإرهابي. وفي منتصف يونيو، أكد المركز الليبي لحرية الصحافة في تقرير له، أن قناة التناصح تصدرت قائمة القنوات الأكثر إخلالاً في تغطية النزاعات المسلحة لمصلحة الجماعات الإرهابية، فضلاً عن تكريسها خطاب الكراهية والتحريض على العنف والقتال. عبدالباسط غويلة يعد الإرهابي والمتطرف عبدالباسط غويلة من أبرز المسؤولين الرسميين في مؤسسة التناصح، وقد كان غويلة مساعداً للإرهابي سلمان عبيدي، المسؤول عن الهجوم الإرهابي الذي وقع في ميدان مدينة مانشستر البريطانية في مايو من العام الماضي. وكان مركز دراسة الإرهاب في كندا، قد كشف في 2014 عن شريط فيديو ظهر فيه عبدالباسط غويلة، وهو يدعو عدداً كبيراً من المقاتلين الإرهابيين إلى المشاركة في القتال ضد قوات الجيش الوطني الليبي، وذلك عند انطلاق عملية فجر ليبيا الإرهابية. كما أظهر عبدالباسط غويلة دعماً قوياً لجماعة أنصار الشريعة التي أصبحت فيما بعد جزءاً من تنظيم داعش الإرهابي في مدينة بنغازي، وقد قُتل ابنه يدعى أويس في عام 2016 خلال معارك ضد الجيش الوطني الليبي بالمحور الغربي لمدينة بنغازي، وكان يقاتل في صفوف تنظيم «داعش»، وأقيمت عليه صلاة الغائب في ميدان الشهداء، ونقلتها قناة التناصح وقناة النبأ المملوكة للإرهابي الليبي عبدالحكيم بلحاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©