الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

دراسة: أفريقيا مهد البشرية

دراسة: أفريقيا مهد البشرية
30 أكتوبر 2019 00:24

لايبتسيج (د ب أ)

أفاد فريق دولي من الباحثين، بأن الإنسان المعاصر نشأ قبل نحو 200 ألف سنة، في المنطقة التي يطلق عليها اليوم اسم بوتسوانا، جنوب القارة الأفريقية.
وركز الباحثون، تحت إشراف فانيسا هايس، من معهد جارفان لأبحاث الطب في مدينة سيدني بأستراليا، على المجموع الجيني لما يعرف بالمتقدرات، وهي التي تمد خلايا الجسم بالطاقة، ويتم توارث هذا المجموع عبر الأم.
وقالت هايس: «إن متقدرات الحمض النووي تعمل عمل كبسولة الزمان للأمهات اللاتي تنحدر عنهن، وتتراكم فيها المتغيرات الوراثية ببطء، على مدى أجيال».
وأضاف الباحثون 198 مجموعاً وراثياً لمتقدرات تعود لإنسان العصر الحالي، إلى قواعد البيانات المتوفرة حالياً، وحللوا إجمالاً 1217 من هذه المجاميع الوراثية.
وركز الباحثون، خلال ذلك، على بصمة وراثية بعينها، وهي بصمة هابلو جروب L10، وهي مجموعة جينات مأخوذة من حمض «دي إن إيه» لمتقدرات بشرية مفردة متوارثة عن الفرع النسائي من الأسلاف، وهي موجودة في مجموعة خويسان العرقية، والتي تعيش اليوم جنوب القارة الأفريقية.
ومزج الباحثون، نتائج التحليلات الجينية مع البيانات الجيولوجية، وإعادة تصور المناخ جنوب أفريقيا خلال فترة الـ 250 ألف سنة الماضية.
واعتمد الباحثون، على ذلك، في رسم التطور التالي: اختفت بحيرة ضخمة فيما يعرف اليوم ببتسوانا، في حوض ماجاديجادي، بسبب تغيرات جيولوجية في القاع، مخلفة مساحة رطبة ممتدة، نشأت بالقرب منها مجموعة هابلو جروب L10 قبل نحو 200 ألف سنة، وأصبحت على مدى الـ 70 ألف سنة التالية علامة مميزة للسكان هناك.
وربط الباحثون، من خلال عمليات محاكاة، مراحل الجفاف التي شهدتها المنطقة، بالمناخ الرطب، بما في ذلك التفاوت الناتج عن دوران الأرض حول محورها، ودورانها حول الشمس.
ونتج عن ذلك «ممرات خضراء» أدت في البداية، وخلال فترة زمنية قبل 130 ألف سنة إلى 110 آلاف سنة إلى نزوح مجموعات سكانية إلى الشمال والشمال الشرقي، ثم النزوح فيما بعد إلى الغرب والجنوب.
ووصلت أهم مجموعة سكانية، بامتداد ساحل ما يعرف اليوم بناميبيا، إلى ما يعرف اليوم بدولة جنوب أفريقيا.
قال الباحثون إن جزءاً ثالثاً من السكان الأوائل ظل في المنطقة.
ورغم أن الباحثين لا يستبعدون أن يكون الإنسان المعاصر، تشريحياً، قد نشأ في كثير من المناطق، إلا أن منطقة ماجاديجادي وفرت ظروفاً مثالية لذلك.
ورغم إشادة جان جاك هوبلين، مدير معهد ماكس بلانك لدراسة تاريخ تطور الإنسان، بمدينة لايبتسيج الألمانية، بالتحليل الجيني المفصل الذي قام به معدو الدراسة، إلا أنه انتقد النتائج التي استخلصها الباحثون من هذا التحليل، وقال إن الدراسة تتجاهل معلومات مهمة لعلم المتحجرات.
وأشار هوبلين، بشكل خاص، إلى موقع جبل إيجود الأثري، في المغرب، حيث عثر باحثون تحت إشراف هوبلين على متحجرات تعود للإنسان المعاصر، والتي يزيد عمرها عن 300 ألف سنة.
ورأى هوبلين، أن تاريخ البشرية أكثر تعقيداً مما تصوره الدراسة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©