عدد اليوم
المهدي الحداد (الدار البيضاء)
بدأ العد التنازلي للقاء المغربي الكبير في دور الـ 16 لكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، والذي سيجمع الغريمين التقليديين الرجاء والوداد، يوم السبت المقبل، باستاد محمد الخامس، بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، حيث تجري الترتيبات الأخيرة لإنجاح هذا العرس العربي «الاستثنائي»، والمنتظر أن يتابعه ملايين المتفرجين من مختلف الدول والقارات.
«الديربي» الأحمر والأخضر، في موعده القادم، يكتسي طابعاً استثنائياً وفريداً، كونه أول مواجهة بين الفريقين خارج المنافسات المحلية، إذ لم يسبق لهما أن التقيا عبر التاريخ خارج إطار الدوري المغربي وكأس المغرب، كما أنه يأتي في ظروف يعيش فيها الفريقان على وقع النتائج الإيجابية، خاصة في دوري أبطال أفريقيا، بتأهلهما معاً لدور المجموعات، بعد سنوات كثيرة من الافتراق، والعزف على أوتار متباعدة، إضافة إلى تطلعاتهما القوية لبلوغ المباراة النهائية للواجهة العربية، والتي ستُجرى على أرضية استاد مولاي عبدالله بالرباط، ومخططهما للمنافسة على اللقب، وحصد المكافأة المالية المغرية.
الجاران شرعا، بداية هذا الأسبوع، في برنامج التحضيرات الاستثنائية لهذه الموقعة الكروية والاحتفالية المتميزة، بمعنويات مرتفعة جداً، خاصة لفريق الوداد، الذي انتصر في آخر مباراة بالدوري المحلي على يوسفية برشيد بثلاثية، بينما تعادل الرجاء سلباً خارج قواعده ضد أولمبيك أسفي، لكن الغريمين أغلقا مؤقتاً جميع الملفات والواجهات، للتركيز الكلي على لقاء السبت، والذي سيكون فيه «النسور» هو الطرف المستضيف.
وإن كان الفريقان قد دخلا رسمياً في مرحلة الإعداد الذهني والتكتيكي والفني لـ«الديربي»، فالترتيبات اللوجيستية والأمنية، انطلقت منذ أسابيع، وتحديداً منذ الإعلان عن نتائج قرعة دور 16، حيث عقدت السلطات الأمنية المحلية، ومسؤولو الرجاء والوداد، ومعهم فصائل «أولتراس»، سلسلة من الاجتماعات لتنظيم محكم للعرس، وعدم إغفال أي صغيرة أو كبيرة، لتصدير أفضل صورة ومنتوج مغربي للعرب والعالم، والتأكيد أن «ديربي» الدار البيضاء لا يقل شأناً كروياً وجماهيرياً عن أشهر مواجهات «الأخوة الأعداء»، في مختلف الدول الأوروبية واللاتينية، وهو ما تبنته قناة «أبوظبي» المالكة لحقوق بث كأس محمد السادس للأندية الأبطال، بتخصيصها لأسبوع كامل من التغطيات اليومية والمواكبات الحصرية لآخر الترتيبات والاستعدادات، بعد التعاقد مع محللين فنيين مغاربة ونجوم سابقين من الفريقين، لتشريح دقيق لكل جوانب هذا «الديربي» المنتظر، والذي بدأ التسويق له إعلامياً منذ أيام محلياً وعربياً بدعاية احترافية غير مسبوقة.
كما جندت السلطات الأمنية للحدث أكثر من 5000 رجل أمن، لتغطية العرس الكروي، وضمان سلامته وسلامة أزيد من 50 ألفاً من المشجعين، بعد قبولها الاضطراري لإجرائه، في الثامنة مساء بالتوقيت المغربي، السابعة بتوقيت «جرينتش»، عقب رفض أولي وتخوف قابله الاتحاد العربي لكرة القدم، وقناة «أبوظبي»، بالإلحاح على إقامة المباراة ليلاً لضمان أكبر عدد من نسب المشاهدة عربياً ودولياً، وهو ما استجاب له في النهاية المكلفون بالأمن والتنظيم بعد تلقي بعض الضمانات، من بينها التخفيض من عدد التذاكر المطروحة، سواء في لقاء الذهاب هذا السبت أو خلال مباراة الإياب يوم 23 نوفمبر بنفس المكان والزمان.
ولم يتم الكشف بعد عن الطاقم التحكيمي الأجنبي، الذي سيقود لأول مرة «الديربي» البيضاوي الصاخب، وهو ما يريح نسبياً نفسية جماهير الفريقين، التي لطالما اشتكت من التحكيم المغربي بشأن إدارته لمجمل المباريات بين الغريمين.
