الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرئيس الأرجنتيني الجديد يواجه «صندوق النقد»

الرئيس الأرجنتيني الجديد يواجه «صندوق النقد»
30 أكتوبر 2019 00:23

شريف عادل (واشنطن)

بعد ساعات قليلة من فوزه في انتخابات الرئاسة، الذي مثل عودة للبيرونية التي سيطرت على الحكم لعقود في الأرجنتين، يواجه الرئيس المنتخب ألبرتو فرنانديز، الذي يتولى مهام منصبه رسمياً في ديسمبر القادم، اختباراً صعباً في مواجهة ضغوط صندوق النقد الدولي على بلاده، التي تعاني مشكلات جمة، على رأسها معدل تضخم جاوز الخمسين بالمائة.
ورغم أن موريسيو ماكرو، الرئيس الذي خسر الانتخابات أمام فرنانديز، توصل إلى اتفاق مع صندوق النقد يسمح لبلاده بالحصول على قرض تصل قيمته إلى ما يقرب من 57 مليار دولار، هو الأعلى في تاريخ المؤسسة المالية، إلا أن القرض، الذي تأمل الأرجنتين أن يكون طوق نجاة من الإفلاس، جاء مشروطاً بإجراءات تقشفية شديدة القسوة على النسبة الأكبر من الأربعة وأربعين مليون نسمة الذين يكونون الشعب الأرجنتيني، وهي الإجراءات التي أكد فرنانديز، خلال حملته الانتخابية، وقوفه بقوة أمامها!
وفي حال تمسكه بوعوده الانتخابية، يتعين على فرنانديز تنشيط الاقتصاد، لرفع معدلات النمو، وتحسين حياة الملايين الذين انتخبوه، دون الاعتماد على المساعدات أو القروض الخارجية. ولن يكون هذا الاختيار سهلاً نظراً لما تعانيه البلاد من عجز الموازنة، وانخفاض سريع في احتياطي النقد الأجنبي، وأقساط مستحقة للديون يحين موعدها قريباً، الأمر الذي ربما يفرض عليه التفاوض من جديد مع صندوق النقد، من أجل التوصل إلى شروط أفضل للحصول على القرض.
وقبل شهرين، أظهرت الانتخابات التمهيدية تقدم المرشح البيروني الشعبوي ذي الميول اليسارية بفارق شاسع عن منافسه الإصلاحي، فهرع المواطنون إلى البنوك من أجل تحويل مدخراتهم من العملة المحلية إلى الدولار، لمواجهة الانخفاض المتوقع في قيمتها.
ومنذ ذلك التاريخ، خسر البنك المركزي الأرجنتيني 22 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي لديه، ليحد بصورة كبيرة من قدرته على مواجهة إملاءات صندوق النقد الدولي. ورغم وضع البنك المركزي حداً أقصى لمشتريات الدولار، لا يتجاوز 200 دولار شهرياً لكل مواطن، قدرت شركة الاستشارات الأرجنتينية كوانتوم فاينانزاس، احتياطيات النقد الأجنبي في البلاد بنهاية العام الحالي بما لا يتجاوز 8 مليارات دولار.
وفي مقال لمجلس تحرير جريدة «فاينانشيال تايمز»، اتفق كاتبو المقال على أن «مواجهة الأزمة الاقتصادية» كانت مكوناً أساسياً لمهام أغلب رؤساء الأرجنتين، على مدار نصف القرن الأخير، إلا أنهم أجمعوا على أن «التحديات التي يواجهها فرنانديز بصفة خاصة تعتبر شاقة جداً».
رغم ذلك، لا يبدو مأزق الدولة اللاتينية بلا مخرج، حيث بعث ليجيان زهاو، نائب المدير العام، بوزارة الشؤون الخارجية بالصين، التي تعد وفقاً لبعض المقاييس الاقتصاد الأكبر في العالم، والتي تحاول مد نفوذها في القارة الجنوبية، بتهانيه للرئيس المنتخب فور إعلان فوزه، ماداً يد العون، ومؤكداً على قدرة البلدين على التعاون لتحقيق إنجازات جديدة في التنمية الوطنية بالأرجنتين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©