الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفيلي.. أول مذيع تلفزيوني كويتي

الفيلي.. أول مذيع تلفزيوني كويتي
26 أكتوبر 2017 10:22
مع اقتراب شهر نوفمبر الذي شهد وفاته في الخامس والعشرين منه عن عمر ناهز الثالثة والسبعين، حري بنا أن نتذكر شيئا من مآثر رضا عبدالله يوسف الفيلي في خدمة الإعلام المرئي في بلده الكويت ومنطقة الخليج عموما، وشيئاً من خصاله وصفاته الحميدة وسيرته الطيبة المحفورة في ذاكرة الإعلام والإعلاميين يوم كان هذا الإعلام أداة للتوحد وليست الفرقة. اختطف الموت الإعلامي الكويتي رضا عبدالله يوسف الفيلي الشهير بـ«رضا الفيلي»، بعد صراع مع المرض، فغاب عن الساحة بجسده، لكنه لم يغب عنها بأعماله البرامجية التي تركها كنزاً من كنوز مكتبة الإذاعة والتلفزيون بدولة الكويت، وتراثاً يعبق بالأصالة وذكريات زمن بدايات البث التلفزيوني باللونين الأبيض والأسود. شغف مبكر شغف الفيلي بالعمل الإعلامي بدأ مبكراً من خلال الإذاعة المدرسية وصحف الحائط، فحينما كان طالبا بمدرسة الصديق عام 1955 تولى إدارة الإذاعة المدرسية، وصار يخط صحف الحائط، ويعمل مذيعاً في رحلات الكشافة أثناء عطلة الربيع إلى ساحل الفنيطيس، ما أكسبه خبرة ساعدته في الالتحاق بوزارة الإرشاد والأنباء بوظيفة مذيع في سبتمبر 1959 أي حينما كان عمره لم يتجاوز الثمانية عشر ربيعاً. وكان انضمامه إلى الإذاعة على يد المذيع الراحل حمد المؤمن الذي يبدو أنه آمن مبكراً بمواهب الفيلي الإذاعية. وقتها كان الفيلي لا يزال على مقاعد الدراسة، فاضطر إلى أن يوزع وقته بين الإذاعة والمدرسة، فكان يذهب إلى الأولى ليلاً ويذهب إلى الثانية نهاراً. ووقتها أيضاً كانت إذاعة الكويت في بداياتها، فلم تكن مسؤوليات المذيع كبيرة بمعنى أنها لم تكن تتعدى تشغيل أسطوانات الأغاني الحجرية وتقديم فقرات الربط والأحاديث المباشرة على الهواء. غير أن هذا تغير تغيراً ملموساً في الفترة ما بين 1960 و1961، وهي الفترة التي شهدت انتقال مقر الإذاعة الكويتية من قصر نايف إلى مبنى الورشة العسكرية (مبنى مجمع وزارة الإعلام حالياً). وقد شمل التغير ساعات البث ونوعية البرامج والتوسع في البرامج الإخبارية والتعليقات وفقرات المنوعات، وبالتالي تضاعفت المسؤوليات والأعباء على الفيلي وعلى من زاملهم من الرعيل الإذاعي الأول من أمثال حمد المؤمن وحمد السعيدان وفاطمة حسين ونورية السداني. سلاح الصوت قابل الفيلي زيادة العمل والمسؤوليات برحابة صدر؛ لأنه كان يهوى وظيفته ويريد أن يكتسب مهارات إضافية، فصار يقرأ نشرات الأخبار والتعليقات السياسية اليومية رداً على ادعاءات الزعيم العراقي الراحل عبدالكريم قاسم، خصوصاً أن الكويت لم تكن تملك آنذاك ما تدافع به عن نفسها سوى الإذاعة وتعليقاتها التي كانت ترسل قبل إذاعتها إلى الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح لمراجعتها واعتمادها «فكان سموه يذيلها دائما ببيتين من شعر المتنبي». كما راح يجري المقابلات والحوارات مع الجمهور خارج مبنى الإذاعة ويرسل التقارير اليومية عن الفعاليات الخارجية التي شاركت الكويت فيها (مثل الدورة العربية المدرسية الأولى بالدار البيضاء).  كما بدأ الفيلي يعد ويقدم برامج إذاعية من أهمها برنامج «من النافذة»، وبرنامج «ع الماشي». وقد ذكر الفيلي عن البرنامج الأول ما يلي (بتصرف): «كان أحد المدرسين يحضر لكي يكتب لنا مشاهد باللهجة المصرية ونكوتها باللهجة الكويتية، وقد يكون هذا أول عمل تسجيلي درامي بمعنى أنه كان عبارة عن مشكلة اجتماعية نطل بها على المجتمع من خلال النافذة». أما عن البرنامج الثاني، فقد قال عنه (بتصرف): «أطلقت عليه اسم «ع الماشي» تطويراً وتكويتا لبرنامج «على الناصية»، الذي كانت تقدمه المذيعة المشهورة آمال فهمي من إذاعة القاهرة، فكنت آخذ المسجل وأذهب إلى سوق الغربللي أو المدرسة أو الشركة وأقابل الناس وأسجل لهم مقابلات وينتهي اللقاء بالسؤال (شو الأغنية اللي تبونها؟)». منعطف مهني في عام 1961 كان الفيلي على موعد مع الحدث الذي غير مجرى حياته، وإن لم يبعده عن الإذاعة (معشوقته الأولى)، كقارئ أخبار. ففي ذلك العام، استدعاه سعدون الجاسم الذي كان وقتها يشغل منصب مراقب شؤون الصحافة بوزارة الإرشاد والأنباء تحت قيادة أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح (كان يشغل وقتها حقيبة الإرشاد والأنباء في أول وزارة بعد الاستقلال). وكانت الغاية من استدعائه هو الاجتماع برئيس دائرة المطبوعات آنذاك بدر خالد البدر ونائبه أحمد زين السقاف بهدف تكليفه بالعمل في جهاز تلفزيون الكويت الذي كان التلفزيون الرسمي الأول في الخليج والبث المرئي الثالث في المنطقة من بعد بث تلفزيون بعثة التدريب العسكرية الأميركية بقاعدة الظهران الجوية، وبث تلفزيون أرامكو من الظهران. وهكذا تدرب الفيلي مع زميلته أمل وفيق جعفر الزغبي وفتاة أخرى فلسطينية تدعى سهير الحاج إبراهيم على يد الفنان المصري الكبير زكي طليمات، الذي تولى على مدار أسبوعين تعليمهم فنون الإلقاء والظهور أمام الكاميرا وحسن التصرف ليصبحوا أوائل المذيعين على شاشة تلفزيون الكويت، علماً بأن الفيلي وأمل جعفر تزوجا عام 1964 في منزل الشيخ صباح الأحمد الجابر (كان وقتها وزيراً للخارجية) والذي شهد على عقد قرانهما. وقد أثمر زواجهما ابناً هو خالد وابنة هي خلود التي تمارس الكتابة الصحفية، إلى جانب عضويتها في مجلس إدارة وكالة الأنباء الكويتية (كونا). ولا ننسى في هذا السياق الإشارة إلى أن الفيلي ساند زوجته كثيراً في مسيرتها الإعلامية ووقف إلى جانبها إلى أن قررت الابتعاد عن العمل الإعلامي وهي في أوج عطائها سنة 1993 أي قبل أن تنتقل إلى رحمة الله تعالى في 13 يناير 2014. جهود تطويرية أعادت صحيفة «الجريدة» الكويتية (25 /&rlm11 /&rlm2014) نشر ما أشار إليه الفيلي في حديث قديم له عن ظروف تأسيس محطة تلفزيون الكويت، وذلك حينما قال: «محطة التلفزيون تم شراؤها من مراد بهبهاني وإخوانه (وكلاء منتجات RCA الإلكترونية) لتتبع الدولة، ولم يكن فيها سوى مجموعة أفلام كرتونية قصيرة وكاميرتان في حجرة صغيرة وأجهزة تشغيل أفلام 16 ملم، ولم تكن هناك آنذاك أجهزة تسجيل وبث لأشرطة الفيديو، حيث كان بث البرامج يتم على الهواء مباشرة من خلال تقديم أفلام سينمائية مصرية».  وكان الفيلي في تلك الفترة يقوم بنفسه باستئجار الأفلام المصرية يومياً من مخازن الأخوين مال الله وخالد الشريعان اللذين كانا يؤجران الأفلام ومكائن السينما للمواطنين آنذاك، ثم تطورت الأمور واتسعت الخدمات والإمكانات لاحقاً فتم تعيين الراحل خالد المسعود الفهيد كأول مدير للتلفزيون، وهذا استدعى بدوره محمد السنعوسي من القاهرة، حيث كان يدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية كي يلتحق بركب الإعلام المرئي. بعد ذلك صار إحضار الأفلام والمسرحيات والبرامج يتم مباشرة من مصر. وأشار الكاتب الكويتي ممدوح العنزي في كتابه «منارات كويتية» (الطبعة الأولى 2011 الصفحات 96 - 98) إلى جهود الفيلي في تطوير برامج تلفزيون الكويت فكتب على لسانه (بتصرف): «كانت وزارة التربية لديها كاميرا فيديو 16 ملم، وكان لديهم معمل طبع وتحميض في ثانوية الشويخ فكنا نحضر المصورين ونذهب إلى قصر السيف ونصور أخباراً رسمية وننتظر تحميضها هنا أو نرسلها إلى بيروت على الطائرة وتصلنا بعد ثلاثة أو أربعة أيام.. هكذا كانت بدايات نشرة أخبار التلفزيون المصورة». وقال الفيلي (بتصرف): «في استوديو التلفزيون الصغير أجرينا أجمل اللقاءات، فمرة نحضر مدير البلدية ومرة أخرى نحضر مدير الأمن العام أو الشرطة أو الصحة أو فنانين وشعراء، ثم أحضرنا فرقة وزارة التربية والتعليم ومدربيها من المدرسين والمدرسات لأداء الموشحات والأناشيد، وفي عام 1962 وصلت أول سيارة للنقل الخارجي مع كاميرات الفيديو المناسبة فاستخدمناها بمساعدة فنيين من سوريا ومصر لإحداث اختراق جديد إضافي للإعلام الكويتي عبر نقل مباريات كرة القدم وأول عرض عسكري بمناسبة العيد الوطني الأول للكويت». نقلة نوعية يعزي الفيلي نجاح تلفزيون الكويت إلى الكوادر والإنتاج البرامجي المتنوع والإبداع والتطوير والتسجيل لعمالقة الفن والأدب والفكر العرب إلى الدعم القوي الذي كان يحظى به الجهاز من لدن أول وزير للإعلام، وهو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي ارتبط الفيلي مع سموه بعلاقات صداقة منذ أن أجرى معه أول لقاء تلفزيوني في مكتبه في بداية انطلاق البث المرئي. لكن ارتقاء الفيلي لسلالم المجد الإعلامي حدث في عهد ثاني وزراء الإعلام الكويتيين (المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح) ففي عهده لم تتوسع دائرة البرامج المنتجة لمصلحة التلفزيون الكويتي في لبنان فقط، ولم تظهر برامج النقاش الفكري فحسب، كما لم تظهر على الشاشة برامج الأسرة والمسلسلات المحلية والمسرحيات المسجلة فقط، ولم تسوق الكويت نفسها عربياً عبر اختيار كبار الفنانين العرب للتغني بها فحسب، وإنما تم أيضاً الاعتراف بألق وخبرة الفيلي من خلال تعيينه في عام 1966 رئيساً للأخبار في التلفزيون. وفي عهد تولي الشيخ جابر العلي لمسؤوليات الإعلام كان الفيلي أيضاً على موعد مع مرحلة جديدة في حياته الزاخرة بالأحداث، حيث أمر الوزير بابتعاثه مع الأستاذ محمد السنعوسي إلى بريطانيا لدراسة الإنجليزية والتدرب في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) وشركة آي تي في (ITV ) البريطانية. يقول الفيلي عن رحلته إلى بريطانيا، طبقا لما نشره ممدوح العنزي في الكتاب المشار إليه آنفا (ص 100)، إنه والسنعوسي سافرا أولا إلى القاهرة؛ لأنه لم يكن هناك طيران مباشر من الكويت إلى لندن، وأنهما ناما عند شادي الخليج الذي كان وقتذاك يدرس الموسيقى هناك. ومن القاهرة سافرا إلى أثينا ثم إلى لندن ودرسا في الـ«بي بي سي».   ارتقاء علمي في عام 1969 ابتعث الفيلي إلى الولايات المتحدة للدراسة في كلية كلومبيا بلوس أنجلوس، حيث أنهى سنتين جامعيتين، ومن ثم قدم أوراقه للدراسة في جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة فتم قبوله. وحينما علم الشيخ جابر العلي، رحمه الله، بذلك أوصى المسؤولين في وزارته بأن يُجدد له قائلاً «خلوه يكمل الجامعة»، ثم أوصاهم لاحقاً بقوله «خلوه يكمل الماجستير». وبالفعل نال الفيلي درجة الماجستير في الإعلام التنموي من كلية التربية بجامعة جنوب كاليفورنيا، ثم عاد إلى وطنه ليبدأ من جديد مسيرة وظيفة حافلة بالترقيات. فمن تعيينه مراقباً عاماً للتلفزيون في عام 1975 إلى تعيينه مديراً لإدارة البرامج في التلفزيون في عام 1977 فإلى تعيينه مديراً لإدارة العلاقات الخارجية بوزارة الإعلام في عام 1980. وفي الفترة الواقعة ما بين عامي 1981 و1985 شغل الفيلي منصب مدير إدارة المكتب الفني لوكيل وزارة الإعلام، ثم عُين في عام 1988 وكيلاً مساعداً للإعلام الخارجي بوزارة الإعلام فوكيلاً مساعداً لشئون التلفزيون حتى سنة 1990. بعد الغزو العراقي لبلده قرر الفيلي التفرغ لأعماله الخاصة في مجال إعداد البرامج الوثائقية، لكنه في الوقت نفسه لم يستطع الابتعاد عن الإعلام فأنجز بعض الأوبريتات لصالح وزارة الإعلام مثل أوبريت «السلام»، كما شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة «النهار» الكويتية. حسن الخلق عـُرف الفيلي في الوسط الإعلامي بالكرم والخلق الرفيع وحسن التعامل مع الجميع، إذ كان مثالاً في سلوكه ورقيه وتعاملاته وتعاونه مع الآخر إلى درجة أنه لم يُسمع عنه قط أنه اختلف مع أحد من زملائه أو مرؤوسيه، ولهذا فإن فقده كان خسارة عظيمة تألم لها الكل، بدليل الجمع الغفير الذي شارك في تشييعه، ومقالات الرثاء الكثيرة التي كـُتبت في حقه. ومما يذكر عن الفيلي أيضا أنه كان وطنيا صادقا مؤمناً بعروبة الكويت ومنافحا عن وحدتها الوطنية وقيادتها الشرعية.  وفي هذا السياق كتبت إبنته خلود في القبس الكويتية (23 /&rlm11 /&rlm2014) مقالاً قالت فيه: «كان رضا الفيلي يؤمن بأن من ينكر تاريخه لن يكون أميناً لمستقبله، وسيكون جاحداً لأهله، وهذه الأيام نعيش العرس الديمقراطي، أسأل نفسي: ترى ماذا كان سيقول رضا الفيلي عبر وسائل الإعلام، وهو يرى «متأسيا» كيف أصبحت الأوضاع؟ بالطبع كان سيعيدنا إلى أصالتنا وإلى مرابع وحدتنا الوطنية، والتفافنا حول قيادتنا التي لطالما أظلتنا بحكمتها ورعايتها لتوصلنا إلى بر الأمان في خضم هذا البحر المتلاطم، ووسط الأعاصير والاضطرابات التي تحيط بنا.. كان سيذكرنا بأن الأزمات والمشاكل والخلافات لا تحل إلا بوحدتنا وتكاتفنا كي نحافظ على إرث الأولين. كان سيعيدنا إلى صحوة الضمير الوطني وإلى الوعي الذي يكاد يغيب مع تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة». فكر مستنير ومن جهة أخرى، عـُرف الفيلي بترفعه عن التحزبات والتخندقات السياسية والطائفية والقبلية، وهنا أيضا يمكن الاستشهاد بما كتبته في صحيفة النهار (16 /&rlm12 /&rlm2014) ابنته خلود التي يبدو أنها استاءت من محاولات البعض الغمز واللمز من قناة مذهب والدها، فقالت: «لم أكن في وارد الكتابة في هذا الموضوع ليس لأنه شديد الحساسية، ولكن تنفيذاً لوصية الوالد، رحمه الله، منذ أن أدركني الوعي على فكره المستنير المنفتح ليس فقط على جميع الطوائف، وإنما أيضاً على جميع الأديان والمعتقدات، فلقد كان الوالد يرى أن العلاقة بين الإنسان والله عز وجل هي علاقة عمودية لا تمر عبر الطوائف أو الأديان، وهي ملك لمن يعتنق أو يرتبط بهذه العلاقة مع الله سبحانه، وليس من حق أحد أن يتدخل فيها. ولكن ما دفعني للكتابة، وأنا آسفة هو رد وجدت أنه ضروري على تخرصات البعض الذين يحاولون استثمار فكر رضا الفيلي ومعتقداته وتوظيفها في أغراض لا تمت إلى الإيمان بصلة، بل وتؤجج نعرات لم يكن الوالد يلتفت إليها أو يعيرها أي اهتمام». وتتابع: «كثيرون تساءلوا كما كانوا دائماً ما هي طائفة رضا الفيلي؟ كان يجيب: الإيمان بالله وما عدا ذلك فإنه عبارة عن بطاقة هوية يحملها صاحبها عن أبيه وعن أجداده، وهذه البطاقة هي التي أوصلتنا إلى تكفير بعضنا البعض لدرجة الاستحلال والإلغاء من منطلق الطائفة الناجية وغير ذلك من الترهات والبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا ما علمنا إياه إلى الحد الذي أصاب الناس بالحيرة، ومن ضمن ذلك أنه رحمه الله أوصى أن يدفن في الأرض، أي أرض، دون النظر إذا كانت مقبرة سنية أو شيعية لسببين الأول؛ لأنه إنسان مؤمن عابر للطوائف، وثانياً لأنه أراد أن يكون جثمانه الطاهر بالقرب من رفيقة دربه، وغير ذلك ما هو إلا رجم في الفكر والمعتقد، فهو لم يكن شيعياً ليتسنن ولا سنياً ليتشيع كما يحاول البعض أن يصور ذلك لأهداف لم يكن ليقبل بها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©