السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة الدولي للكتاب».. الشغف المعرفي إلى آخره

«الشارقة الدولي للكتاب».. الشغف المعرفي إلى آخره
29 أكتوبر 2019 02:06

إبراهيم الملا (الشارقة)

تنطلق غداً الدورة الجديدة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب لتعانق لقبا ساطعا ومبهجا وهو حصول الشارقة على لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، من قبل منظمة اليونسكو، الأمر الذي يمنح المعرض في دورته الحالية بريقا مختلفا، وتأثيرا استثنائيا، مقارنة بدوراته السابقة والتي لم تخل أيضا من تطور متصاعد وملحوظ على مستوى البرامج والفعاليات المبتكرة التي تميز بها خلال السنوات الطويلة الماضية، والسعي الحثيث لكي يصل إلى هنا... إلى هذا اليوم البهي الذي يفتح الشغف المعرفي إلى آخره.

بعد مرور 38 عاما على انطلاق هذا العرس الثقافي الكبير فإن تجلّيات الاحتفاء بالحدث العالمي المبهر في عاصمة الكتاب، ظهرت وبقوة في البرامج الجديدة المواكبة والمعنية بقيمة هذا اللقب واستحقاقاته أيضا، والمتمثّلة في طيف ممتد ومتنوع وثري من الفعاليات الفكرية والفنية الموجهة لشريحة واسعة من مكونات المجتمع، وبكافة توجهاته ومرجعياته وأذواقه، ولم تغفل هذه الفعاليات عن المزج المثالي بين إرهاصات ونتائج الثقافة التي تجمع بين ما هو محلّي وعربي وعالمي، ضمن نسيج مرن يتيح لزوار المعرض التعرف والاطلاع إلى البعد الجمالي المتنوع للأنماط الإبداعية والتفاعلية بين المرئي والمقروء والمسموع.
تستقطب الدورة الـ38 من المعرض 2000 ناشر من 81 دولة، كما تنظم على صعيد الفعاليات الثقافية 350 فعالية يقدمها 90 ضيفاً، من 28 دولة، إلى جانب ذلك سيستفيد الزوار الصغار من معارف تقدمها 409 فعاليات ضمن برنامج الطفل يشارك فيها 28 ضيفاً من 13 دولة.
ووجود هذا الكم الكبير من الفعاليات لم يطغ على نوعية ما هو مقدم فيها، لأن محاور وموضوعات وضيوف هذه الفعاليات تم تصنيفها وانتقاؤها بعناية ودقة تعكس الرغبة الدائمة للقائمين على المعرض في تقديم ما هو أفضل وأكثر جودة واستجابة لتطورات الحراك الثقافي على المستويين النخبوي والجماهيري، وسط خطاب معرفي يلبّي المطلب الثقافي لكافة الجنسيات المقيمة في دولة الإمارات.

رؤية حاكم متبصّر
وتتصدر كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واجهة المعرض الذي يقام في الفترة من 30 أكتوبر وحتى 9 نوفمبر ويقول فيها سموه: «نحن في الشارقة نقرأ، نريد المجتمع القارئ، وندعو إلى تعميق عادات القراءة بين فلذات الأكباد، بل وإلى توفير الكتب المناسبة للرجال والشباب وللمرأة.. كتب للجميع ولهم فيها منافع. بهذا الفهم تكون واحات الكتب واحات نور لابد من تنميتها وتطويرها.. وفي مجالاتها ومساحاتها فليتنافس المتنافسون».
تتحول كلمة سموه هنا إلى تمام المعنى والمبنى، وكمال الحلم والفعل، وفحوى الرسالة والمبتغى الذي تأسس عليه المعرض وقامت عليه أنساقه ومفاصله وشبكاته التنظيمية واللوجستية والتنفيذية، منذ انطلاقته وإلى اليوم، إنها الكلمة - المفتاح، والرسالة - المطلب، التي عمل سموه طويلا على ترسيخها كي يصبح معرض الشارقة للكتاب موئلاً ومقصداً وقِبلة لكل الشغوفين بالكتاب، ولكل المنتمين إلى القراءة حتى آخر حدود الدهشة والعشق والارتواء.
تدعو كلمة سموه إلى الانكشاف على عالم من الثراء المعرفي، وهو العالم الذي أطلق عليه سموه صفة: «واحات النور»، حيث تينع المنافع الفكرية، وتزهر الفوائد الروحية، ويصير الموعد السنوي المتجدد للمعرض، عيدا للمثقفين، ومهرجانا من ألق وإبهار وجمال يقتنص طرائد الوقت، واحتشاد الفراغ، فعندما يذوب الزمان في انشغال الأذهان، يكون الكتاب صنو الذات، وتوأم اللذّات.

معرض الشارقة للكتاب يستقبل سنوياً مليوني زائر (أرشيفية)

ارتقاء بالحراك المعرفي
في تصريح خاص لـ «الاتحاد» أشار أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إلى أن المعرض كان ولا يزال منذ انطلاقه مشروعاً ثقافياً كبيراً يتجاوز جهود إغناء المكتبات العربية وتحقيق التواصل بين الناشر والقارئ، ليصل إلى جهود الارتقاء بالحراك المعرفي والإبداعي العربي بصورة عامة، مضيفا: «هذا ما كرسه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ اختار أن يكون الكتاب سبيل النهوض الحضاري، ونافذة التواصل الحقيقي والبناء بين الثقافة العربية وما يقابلها من ثقافات العالم».
وقال العامري: «مع تتويج الشارقة بلقب العاصمة العالمية للكتاب، من قبل اليونسكو، وضعنا في هيئة الشارقة للكتاب كامل جهودنا لتكون الدورة الجديدة من المعرض صورة واضحة المعالم تعبر عن مشروع الشارقة الكبير، ورؤيتها الشاملة في تمكين المجتمعات من خلال الكلمة المقروءة، حيث تقام الدورة الـ 38 من المعرض تحت شعار العاصمة العالمية للكتاب («افتح كتاباً تفتح أذهاناً» وتخصص نخبة من الفعاليات النوعية والجلسات الحوارية التي حرصنا على أن تثري ذائقة الزوار بالكثير من المعارف والخبرات».

ضيوف عرب أجانب
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تستضيف دورة هذا العام أسماء كبيرة في المشهد الثقافي العالمي، على مستوى الأدب، والفن، والسينما، والإعلام، والفكر، حيث يجتمع في المعرض حملة جائزة نوبل للأدب، والأوسكار، والبوكر تحت سقف واحد، إذ يشاركنا الحدث كلّ من الإعلامي الأميركي ستيف هارفي، والروائي التركي الفائز بنوبل للآداب، أورهان باموك، والمخرج الهندي الحاصل على جائزة الأوسكار سامبوران كارالا - غولزار، والروائية الحاصل على جائزة الرواية العالمية «البوكر» جوخة الحارثي، والشاعر الهندي فيكرام سيث، وآخرين من الأسماء المتميزة».
وأضاف العامري: «تشاركنا شخصيات أدبية عربية منها الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، والشاعر الكويتي فيصل العدواني، والشاعر المصري هشام الجخ، والروائية إنعام كجه جي، ترافقها الشاعرة التونسية جميلة الماجري، كما يحلّ ضيفاً على المعرض الروائي المصري أحمد مراد، والكاتبة العمانية جوخة الحارثي، كما يقدم المعرض لجمهور الأدب الروائي والمترجم الجزائري الحبيب السائح، والروائية الكويتية بثينة العيسى، وأسماء آخرين من مبدعي الوطن العربي».

فعاليات متنوعة
وقال العامري: «المتابع لمسيرة المعرض يجد أن فعالياته تتوزع على مختلف محاور العمل الثقافي والإبداعي، فلا يستثني المعرض أية فئة اجتماعية من فعالياته، ولا ينحي واحدة من الفنون والآداب من المشاركة في فعاليته، حيث يجمع المسرح، والسينما، والشعر، والرواية، والقصة، والموسيقى، والرسم، تحت مظلته، ويتوجه للأطفال واليافعين، والشباب، والكبار، وللمتخصصين والقراء بمختلف أهوائهم، وربات المنازل وهواة الطهي لهم نصيب من المعرض ببرنامج حافل يحتفي بحضارات العالم المتنوعة في المأكولات، وفي الوقت ذاته يخصص جناحاً لمواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين، والعاملين في قطاع الكتاب الإلكتروني والنشر الرقمي».

5 كتب جديدة لسلطان القاسمي
تقدم «منشورات القاسمي» لزوار معرض الشارقة للكتاب نخبة جديدة من مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هي: رواية بعنوان «رأس الأمير مقرن»، وكتاب «حكم قراقوش، مباحث في حكم التاريخ»، وكتاب «نظم الفرائد من سيرة ابن ماجد»، وكتاب «فيليب العربي»، وكتاب «مداخلات سلطان».

حكاية الأمير مقرن
وتنطلق رواية «رأس الأمير مقرن» من قصة تاريخية موثقة، وتسرد بلغة سلسة حكاية مقرن بن زامل الجبري الخالدي، الذي كان يحكم شرق جزيرة العرب، بما فيها الأحساء والقطيف والبحرين. هُزم في معركة أمام البرتغاليين الغزاة عام 1521، ووقع أسيراً ثم مات متأثراً بجروحه بعد بضعة أيام، لكن القائد البرتغالي أنطونيو كورّيا قطع رأسه النازفة ورسمها على درعه، وتضيء الرواية على جوانب تاريخية مهمة بأسلوب مشوق يجذب القارئ لمعرفة المزيد عن تاريخ المنطقة.

قراقوش المفترى عليه
أما كتاب «حكم قراقوش، مباحث في حكم التاريخ»، فيأتي فيه صاحب السمو حاكم الشارقة بحكاية من عمق التاريخ، ليكشف القناع عن كثير من الزيف الذي أحاط بقراقوش الذي افترى عليه الرواة وتندروا بقصصه، وهي شخصية كاذبة رسمها له أحد منافسيه، والعجيب أن صورته التاريخية الحقيقية طمست تماماً، وبقيت الصورة الخيالية أو المخترعة خالدة.
في هذا الكتاب يقرأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مخطوطة «الفاشوش في أحكام قراقوش» لابن مماتي، وهو من المراجع المهمة التي يرجع إليها المفسرون واللغويون والباحثون في التاريخ، ليستعيد الصورة المغيبة لهذا البطل المسلم، المفترى عليه.. فهو أبو سعيد قراقوش بن عبدالله الأسدي الملقب بهاء الدين (597 هجرية) ارتبط اسمه - قراقوش - بالظلم والتحكم والغفلة، لكنه في الحقيقة أحد قادة بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي، وكان من أخلص أعوانه وأقربهم إليه، وكان قائداً مظفراً وجندياً أميناً ومهندساً حربياً منقطع النظير. وهو الذي أقام أعظم المنشآت الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين، ومنها: القلعة المتربعة على المقطم وسور القاهرة الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش العين.
لقد أساء ابن مماتي إلى قراقوش فألبسه وجهاً غير وجهه الحقيقي، ولم يعرف الناس إلا هذا الوجه، وسعى حاكم الشارقة عبر البحث في الكثير من الكتب إلى استعادة صورته الحقيقية من مجاهل النسيان.

ابن ماجد.. مرة أخرى
ويشكل كتاب «نظم الفرائد من سيرة ابن ماجد» استكمالاً لمنهج صاحب السمو حاكم الشارقة البحثي في قراءة وتصحيح التاريخ العربي والإسلامي، وإزالة الكثير من الشوائب التي ألحقها به بعض المغرضين من الباحثين الأجانب، خاصة فيما يتعلق بسيرة البحار العربي أحمد بن ماجد الذي ظُلم كثيراً في كتب السير الغربية، والذي كان سموه أصدر عام 2000 كتاباً عنه بعنوان «بيان للمؤرخين الأماجد في براءة ابن ماجد»، وهو يستكمل في هذا الكتاب سيرة هذا البحار العربي، ملقياً الضوء على أحداث تاريخية مهمة.

فيليب العربي
ويتناول كتاب «فيليب العربي» بشكل مكثف ومختصر حياة الإمبراطور الروماني فيليب العربي الذي ذاع صيته بقوة شخصيته وأثره في الحياة السياسية في الإمبراطورية الرومانية.
وماركوس يوليوس فيليبوس Marcus Julius Philippus، إمبراطور روماني من أصل عربي، ولد نحو سنة «204م»، في قرية بالقرب من مدينة بصرى الشام، التحق، أسوة بشباب عصره الباحثين عن لقمة العيش والشهرة والمجد، في صفوف الجيش الروماني، ويبدو أن صفاته الجسدية والفكرية والشخصية، إضافة إلى مواهبه العسكرية، قد أهّلته للترقي في صفوف القيادة حتى أصبح أحد قادة الحرس الإمبراطوري الذي كان يرأسه قريب الإمبراطور الشاب گورديان الثالث ويدعى تيمِسيثيوس Timesitheus، الذي قتل في حرب ضد الساسانيين، فعين الإمبراطور فيليب العربي مكانه. ثم حدثت حركة تمرد عسكري أفلحت في اغتيال الإمبراطور گورديان، وطالبت بفيليب إمبراطوراً. وهو ما تحقق بعد توقيع سلام مع الفرس، وانتصاره على القبائل الجرمانية وقبائل كاپري Capri في داتشيا (رومانيا المعاصرة).

غلاف مداخلات سلطان

مداخلات إذاعية
ويحتوي كتاب «مداخلات سلطان» الذي أعدته هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، جملة مداخلات صاحب السمو حاكم الشارقة في برنامج «الخط المباشر» الذي تقدمه إذاعة الشارقة، وتحديداً منذ ديسمبر من عام 2011، وهي مداخلات متنوعة في موضوعاتها ومضامينها، ونظراً لأهمية ما جاء فيها من معلومات تاريخية رصينة مدعومة بالأسماء والتواريخ، تم إصدارها في كتاب توثيقي لكي تبقى محفوظة في المكتبات الشخصية والعامة، كما هي محفوظة في ضمائر وقلوب الجمهور.
وبين دفتي الكتاب نكتشف جلياً إيمان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأهمية الإعلام، وتأكيده على دوره في مسيرة بناء المجتمع، ومهمته كصانع للرأي العام، وكموجه للثقافة البناءة، لهذا حرص سموه على التواصل مع كل أفراد المجتمع من خلال هذا الأثير.

إصدارات حديثة لـ «الأرشيف الوطني»
يشارك الأرشيف الوطني في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2019م، انطلاقاً من اهتمامه بنشر المعلومة التاريخية الموثقة وبتقريب المسافة بين الجمهور و«ذاكرة الوطن»، وتعريف رواد المعرض بالإرث الحضاري والثقافي للدولة، ويهتم الأرشيف الوطني بالمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب كونه تظاهرة ثقافية تجذب المثقفين والباحثين والقراء من داخل الدولة وخارجها، وقد غدا المعرض ركيزة أساسية في مسيرة الثقافة المحلية والإقليمية، وتهدف المشاركة أيضاً إلى ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس أبناء المجتمع، وتعزيز الانتماء للوطن، والولاء للقيادة الحكيمة.
ويغتنم الأرشيف الوطني أيام معرض الشارقة للكتاب في نسخته الثامنة والثلاثين ليُطلق عدداً من إصداراته الجديدة بحضور بعض المؤلفين، وتفتح هذه الإصدارات صفحات من تاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج، وتسلط الأضواء على جوانب من السيرة العطرة للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وتستعرض تفاصيل عن النهضة والتنمية الشاملة التي عمّت أرجاء الدولة في عهده والتطور والازدهار الذي ساد الدولة في عهد القيادة الحكيمة التي سارت على نهجه.
وتوثق إصدارات الأرشيف الوطني العديد من الوقائع والأحداث التاريخية في منطقة الإمارات قبل قيام الاتحاد، والتي تبرز محطات مهمة في ملامح التطور والنمو.

أحد إصدارات الأرشيف الوطني المشاركة في المعرض (من المصدر)
وتشهد الدورة 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب توقيع الكتابين الصادرين حديثاً عن الأرشيف الوطني: كتاب (هكذا تحدثت فاطمة بنت مبارك)، وكتاب (زايد بن سلطان آل نهيان حاكم العين 1946-1966) باللغة الإنجليزية، وإطلاق كتاب آخر صادر حديثاً عن الأرشيف الوطني: كتاب (الفقاعة الذهبية).
وفي أيام المعرض يقوم الأرشيف الوطني بعرض مجلدين للبيع يحتويان على 20 عدداً من مجلته العلمية المحكمة (ليوا) التي تختص بتاريخ وتراث الإمارات ومنطقة الخليج العربي وآثارهما، وتصدر مجلة (ليوا) باللغتين العربية والإنجليزية مرتين سنوياً.
ويطلق الأرشيف الوطني أيضاً المرحلة الثالثة من سلسلة مبادرة (زايد 100 حكاية) التي بدأها بشراكة استراتيجية مع وزارة التربية والتعليم ضمن فعاليات عام زايد 2018م، وسيقوم الأرشيف الوطني بالتعاون مع (التربية والتعليم) بتكريم الطلبة الذين أسهموا في إنجاح المبادرة، وسيوقع الطلبة كتبهم ويهدونها إلى الجمهور.
ويغتنم الأرشيف الوطني أيام المعرض لتزويد مكتبة الإمارات بأحدث الإصدارات وأكثرها قيمة وفائدة للباحثين، انطلاقاً من كون معرض الشارقة الدولي للكتاب ثالث أكبر معرض في العالم، وهو علامة فارقة في تاريخ الثقافة الإماراتية والعربية، وهو مركز إشعاع للتنوع الثقافي في الفعاليات وفرصة للتواصل بين الحضارات وتبادل المعارف والخبرات.

نجوم الثقافة والفكر بين الكتب
يجمع المعرض في دورته الجديدة، أدباء وفنانين وإعلاميين كباراً، يشاركون للمرة الأولى في تاريخ المعرض، ومنهم: الإعلامي الأميركي الشهير ستيف هارفي، الروائي العالمي أورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل للأدب، روبن شارما الخبير العالمي في التنمية الذاتية وبناء القادة، والروائية الحاصلة على جائزة البوكر العالمية جوخة الحارثي، الروائيان الجزائريان واسيني الأعرج وأحلام مستغانمي، الروائي المصري أحمد مراد، الروائية العراقية أنعام كجة جي، الروائي والمترجم الجزائري الحبيب السائح، الشاعر المصري هشام الجخ، الشاعر الكويتي فيصل العدواني، الشاعر السعودي محمد السكران، الروائي الأردني جلال برجس، الأديبة الكويتية بثينة العيسى، الكاتبة والمترجمة المصرية إيمان يحيى، الروائية السعودية أميمة عبدالله الخميس، الكاتبة السورية شهلا العجيلي، الأديب المغربي مبارك ربيع، الروائي اللبناني محمد أبي سمرا، وغيرهم من الأدباء العرب.


وسيكون زوار المعرض، على موعد مع الكاتب مارك مانسون، والروائية الإيطالية إليازبيثا دامي، والروائية البريطانية إيلا واكاتاما ألفريا، والروائية الأميركية بيرنيس ماكفادن، ومن الهند يشارك كلّ من الروائية آنيتا ناير، والممثل غولشان غروفر، والشاعر جييت ثاييل وآخرين.

تنوع وتفكير إبداعي
ينظم المعرض «منصة التنوع»، وهي عبارة عن مساحة فاعلة تناقش حزمة من الموضوعات المتداولة حالياً في المجتمع، وترصد مدى تنوعها واختلافاتها من ثقافة لأخرى، إلى جانب البحث في الآثار الناجمة عن وجودها على المجتمع المحلي. كما يستضيف المعرض منصة «التفكير الإبداعي»، الهادفة إلى التعريف بالتفكير الإبداعي وعلاقة أفراد المجتمع كافة به، وكيف يمكن للفرد أن يصنع أفكاره المبدعة، ويحول الأفكار العادية إلى إبداعية، حيث يتضمن البرنامج جانبين، نظريا وتطبيقيا.

الطهي بوصفه ثقافة
يستعرض 16 طاهياً من 9 دول عربية وأجنبية، خلال 48 فعالية ثقافات الطبخ حول العالم، ويعرفون زوّار معرض الشارقة للكتاب إلى مهاراتهم الإبداعية وخبراتهم في فنون الطهي.
ويجمع المعرض هذا العام نخبة من أبرز الطهاة العرب والأجانب، منهم: ديمة حجاوي، محمد أورفلي، زهرة عبدالله، عمر مزيان، شيفيش بهاتيا، بيمبا لاما، سام لينسل، راهام سيثارا، بانكاج بهادوريا، بالإضافة إلى نخبة من طهاة المكسيك.

دينا حجاوي

المكسيك ضيف شرف
تحل جمهورية المكسيك ضيف شرف للمعرض، نظراً للعلاقات الثقافية المميزة بين الإمارات والمكسيك، ولما تتمتع به هذه الدولة اللاتينية العريقة من إرث حضاري قديم ومتجذّر وحافل بالتنوع والانسجام بين مكوناته الأصيلة، والأخرى القادمة من الثقافة الأوروبية الإسبانية، ما جعل الشعب المكسيكي ممتلكاً لوعي متشرّب بالفنون المختلفة في الحقول البصرية والتشكيلية والسينمائية والأدبية والنقدية.
ولا شك في أن حضورها في المعرض فرصة ذهبية لتعرف الزوار إلى أسرار ومكونات وجماليات هذه الثقافة الفريدة، حيث اشتهرت المكسيك بكونها بوتقة تنصهر فيها جميع الأعراق بيولوجياً وثقافياً، وظهرت ملامح الأدب المكسيكي في آداب المستعمرات البدائية في أميركا الوسطى، ثم تأثر بالمفاهيم المعاصرة لتظهر في العصر الجديد أسماء كبيرة ولامعة عالمياً مثل: أوكتافيو باث الفائز بجائزة نوبل للآداب، وكارلوس فوينتوس، وخوان رولفو، وغيرهم.

ركن التوقيع ومحطة التواصل الاجتماعي
ينظم المعرض حفلات توقيع كتب لأكثر من 250 كتاباً في الشعر والرواية والعلوم الاجتماعية والقانون والفلسفة والدراسات النقدية والأكاديمية وتطوير الذات والمسرح وكتاب الطفل، أما محطة التواصل الاجتماعي فتخصص هذا العام 20 ورشة عمل يشارك فيها 12 ضيفاً، فيما يشارك 6 من نخبة مشاهير الإعلام الجديد في فعاليات تطرح العديد من القضايا الثقافية، والإعلامية، والاجتماعية، ويكشفون جوانب من علاقاتهم مع متابعيهم ومعجبيهم عبر هذه المواقع، وآلية الاستفادة من تلك المواقع في الترويج للقراءة والثقافة والحوار.

مؤتمر للمكتبات
يستضيف المعرض الدورة السادسة من مؤتمر المكتبات السنوي، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية يومي 6 و7 نوفمبر، حيث سيعقد خلال المؤتمر سلسلة فعاليات يشارك بها 400 متخصص من أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من المنطقة والولايات المتحدة ودولٍ أخرى.

7 نصائح
يقدم معرض الشارقة للكتاب، مجموعة من النصائح للعائلة، من أجل زيارات ناجحة للمعرض، توفّر الوقت والجهد للحصول على أفضل العناوين لجميع أفرادها، وهي:
* إعداد قائمة الكتب المطلوبة مسبقاً، ولا تكن متردداً في اختيارك.
* فكّر في تأسيس مكتبة العائلة
‏اجعل تأسيس مكتبة في بيتك هدفاً ينبغي تحقيقه هذه السنة، وخطّط لأن تحتوي على مؤلّفات في موضوعات عامة، تهمّ جميع أفراد أسرتك.
* ساعِد طفلك في انتقاء الكتب
قدّم لأطفالك العديد من الخيارات في مجالات معرفية متنوّعة، حتى لا ينحصر اهتمامهم في موضوع محدّد.
* المعرض فضاء واحد يجمع العائلة برؤى واتجاهات متعدّدة
استغل فرصة وجود جميع أفراد العائلة، تحت سقف واحد وفضاء واحد، لتبادل الآراء والتقييمات حول الكتب التي قرأها كلّ فردٍ منهم، والتي ينوي قراءتها.
* رتّب موعد زيارتك في أوقات فعاليات تهمّك أو تهمّ عائلتك
انتهز فرصة زيارتك للمعرض، لحضور ندوات ثقافية أو لقاءات مفتوحة مع الكتّاب والفنانين والإعلاميين، واستثمر الفرصة للتعرف هذا العام إلى ثقافة المكسيك.
* اكتشف ماذا قدّم المعرض لأطفالك
لا تضيّع فرصة مشاركة أطفالك في الورش التي يخصّصها المعرض لهم، ضمن برنامجه للدورة الحالية، والتي ستطوّر من مهاراتهم وطرائق تفكيرهم.
* احضر مبكراً
يستقبل المعرض سنوياً أكثر من مليوني زائر، ومع هذا العدد الكبير من الزوار، ورغم توفير عدد كبير من المواقف المجانية، قد يجد البعض صعوبة في العثور على موقف لسيارته بشكل سريع، لذلك ننصحك في مثل هذه الأيام التي يتوقع أن تشهد ازدحاماً أكبر، باستخدام المواصلات العامة، أو إيقاف السيارة في مكان قريب، والسير على الأقدام، تذكر أن الازدحام أحياناً شيء جميل‏!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©