السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المركز ما بعد الأخير!

المركز ما بعد الأخير!
29 أكتوبر 2019 00:03

هل أصبح الإعلام الرياضي مثل الجمهور سريع التحول والاشتعال والفرح والغضب عند تقييم نتائج فرق ومنتخبات كرة القدم؟ هل أصبح الإعلام الرياضي مبالغاً وقاسياً أيضاً؟
للأسف النتيجة باتت تحكم رؤية بعض الإعلاميين أو – عفواً – النتيجة أصبحت تحجب رؤية بعض الإعلام، وفي كثير من الأوقات وفي كثير من المباريات تطرح وسائل الإعلام الرياضية وجهات نظر الرأي العام في بلادها عند الانكسارات والانتصارات.. وسوف أتوقف عند صحف ووسائل إعلام أجنبية.
أذكر أن الصحف البرازيلية كتبت بعد خروج منتخب بلادها من مونديال جنوب أفريقيا عام 2010 بخفي حنين: «أداء المنتخب لا سحر ولا لعب ولا خطة ولا روح ولا نجوم ولا فريق ولا حياة ولا سعادة ولا هوية ولا شخصية ولا أعذار».
وفي كأس العالم 2006 بألمانيا، وصفت صحف البرازيل نجم وهداف الفريق رونالدو بأنه «رجل ميت»، حين فاز منتخب السامبا على كرواتيا بهدف، وقالت في مانشيتات: «هزمنا كرواتيا على الرغم من وجود رونالدو الميت»، ولكم أن تقرؤوا ماذا قالت الصحافة، نفس الصحافة، عن رونالدو بعد أن حطم الرقم القياسي للألماني جيرد موللر صاحب الـ 14 هدفاً في تاريخ المونديال، وهو الرقم الذي ظل صامداً منذ السبعينات حتى تخطاه النجم البرازيلي في ألمانيا لقد تغنت الصحافة البرازيلية بعبقرية رونالدو الذي كان ميتاً منذ أيام !
كثير من الإعلام الرياضي بصفة عامة، بات شريكاً في المبالغة وفي التعبير عن السخط والغضب أو الإعجاب والفرح، تماماً كما حدث مع الإيطالي فرانشيسكو توتي عام 2006 أيضاً، فقد تعرض توتي للنقد هو الآخر قبل انطلاق المونديال وخلال البطولة، ثم سجل هدف إيطاليا الوحيد في مرمى أستراليا من ركلة جزاء، فاعتبروه بطلاً قومياً وبالغت صحيفة كورييري ديللو سبورت الرياضية العريقة، حين اعتبرت أن توتي هو إيطاليا.
وعندما خسرت إسبانيا أمام فرنسا 1 - 3 في دور الستة عشر عام 2006 تعاملت الصحافة الإسبانية مع الخسارة كما تعامل التاريخ مع معركة تحطيم أسطول الأرمادا الإسباني أمام نظيره الإنجليزي منذ قرون فخرجت الصحف في مدريد وهي تتحدث عن الخيبة، والفشل، والعار، والحرب التي هزمت فيها الكرة الإسبانية !
لقد تجنبت تسجيل نماذج إعلامية عربية، لكنني لن أنسى أبداً أنه في يوم من الأيام كتبت صحيفة عربية عنواناً على 8 أعمدة في الصفحة الأولى يقول: «أبطالنا في كرة السلة يتدربون بقوة»، وصاحبت شخصياً هذا الفريق «البطل في التدريب» لبطولة العالم العسكرية في ذاك الوقت، فإذا به يحصل على المركز الأخير مع الرأفة، لأنه كان يستحق المركز ما بعد الأخير !

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©