عدد اليوم
أسرتك ليست أنتَ وحدك، أسرتك هي وطنك، ووطنك هوَ والداك وأشقاؤك، أجدادك، خالاتك وعمّاتك، وطنك هو مجتمعك، محيطك الأقرب، فالأبعد، هو أمانك الذي في ظلّه تعيش، وهو ظلّك الذي يؤمّن ُلك السلام، والمحبة.
أسرتك هي الصباح الذي يُشرق عليك كل يوم بأمل جديد، وألفةٍ تبث في روحك الفرح، وهو المساء الذي ينثر في روحك السكينة، أسرتك هي الحاضن لك في كل حالاتك، هي البناء، والنمو، والإبداع، هي البيئة الحقيقية للتميز، متى ما تميّزت َ في محبة أسرتك، وأعطيتها الكثير من اهتمامك ومشاعرك وحبّك الخالص، ستجدها معك، تأخذ بأحلامك نحوَ التحقق، وبأمانيك َإلى واقع ٍتعيشه بفرح، وتحياهُ بسعادة.
أسرتك تعني بيتك، وتعني إنجازك، تعني تلاحمك، وتعاضدك مع كل فردٍ منها، نحنُ وطن «البيت الواحد» بيتنا الصغير هو جزءٌ من بيتنا الكبير«الوطن» فاحرص على وطنك الصغير، لتحفظ وطنك الكبير«الإمارات العربية المتحدة».
أسرتك أمانك، حاول أن تضعها نصب قلبك، عش بها ولها ومعها أجمل أيام العمر، كُنْ مع أبنائك، زوجتك، كوني مع أبنائك، وزوجك، حتى أولئك الذين يعملون على خدمتكم في منازلكم لهم حقٌ عليكم وإن عانيتم منهم، وقاسيتم عدم التزامهم، وعدم فهمهم، لكنكم في النهاية مسؤولون إما عن استمرارهم أو إعادتهم إلى أوطانهم مكرّمين، أسرتك تعني عطاءك الإنساني اللامحدود ذاك الذي يخترق الآفاق ليصنع الحياة الحقيقية، والسعادة الدائمة لذاته ولكل من يعايشه أو يجاوره، ويشاركه الحياة.
وطنك أمانتك العظيمة الذي من أجله يجب أن تكون سليماً معافى في ذاتك ونواياك وقلبك، فيما تقدمه له من عطايا الله من أبناء يستطيعون معك، ومعكِ أن يصيغوا أجمل الإنجازات والانتصارات، وأن يصبروا على قسوة الظروف التي قد تعتريهم فآباؤنا الأولون يقولون: «الصابر لاجي خير»، أي أنه سيجد خيراً كثيراً لصبره وتحمله، وفهمه ووعيه.
بيتك مرفأ الأسرار، ومحور الابتكار، وشاطئ الهدوء، وبحر الأمواج العاتية العالية، حاول أن تفهم طبيعة الموج وشدّته وحدّته، هكذا تمضي الحياة على الطريق السوي عندما تحتوينا ونتفهم، نقرأ، لا نستعجل الأحكام على الآخرين فقد نأخذ على الآخر حقداً وغضباً قبل أن نُدرك أننا كنّا على خطأ وكان على صواب.
أسرتك منزلك العاطر بالحب فكُن له الحضن الأمين، والقلب الرحيم، حاول استيعاب ما يحدث حولك، أحب نفسك، أحب أبناءك، أحب والديك، أجدادك كل من تربطك به صلة دم، واحرص كل الحرص ولنحرص كلنا على آبائنا وأمهاتنا فهم أرواحنا المعلقة بين الضلوع.
