الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن لـ«الاتحاد»: «وثيقة الأخوة» إضاءة عالمية شاملة و«وزارة التسامح» بصمة إماراتية

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن لـ«الاتحاد»: «وثيقة الأخوة» إضاءة عالمية شاملة و«وزارة التسامح» بصمة إماراتية
26 أكتوبر 2019 00:11

ناصر الجابري (أبوظبي)

أكد الأب الدكتور رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، أن دولة الإمارات تعد مثالاً عالمياً مشرقاً بتبنيها منهج الإنسانية المحتضن لجميع الأفراد على اختلاف طوائفهم الدينية والعرقية والأثنية، نحو الإسهام في خدمة المستقبل المملوء بالإيجابية للجميع، بوجود الرؤية الحكيمة والنظرة الثاقبة بضرورة السعي لإيجاد المبادرات التي ترسخ من قيم التسامح والتعايش.
وأضاف في حوار لـ «الاتحاد»: أن الإمارات باستحداثها لقانون خاص بمكافحة التمييز والكراهية، فإنها أطلقت نهجاً طيباً في حظر المساس بالأديان والمقدسات والمعتقدات، فالكل له الاحترام والتقدير والحرية لممارسة شعائره ومعتقداته، كما قدمت مفهوماً عالمياً جديداً ورائداً بتخصيص وزارة للتسامح، وهو الأمر الذي يتجاوز مفهوم الوزارات المخصصة للشؤون الدينية والمقدسات إلى مفهوم ينقل التسامح إلى مرحلة أخرى من الجهود والمبادرات العالمية، بما يجعل وزارة التسامح بصمة إماراتية تسهم في تعزيز التعايش السلمي بين الجميع.
وأشار إلى أنه مع تفاقم الأزمات السياسية والتعصب والتطرف الديني، فإن العالم بحاجة للحكماء وصوت الاعتدال والعقل أكثر من ذي قبل، وهو ما آمنت به القيادة الرشيدة في الإمارات عبر تبنيها منهج الاعتدال والحكمة والرؤية المستقبلية الإيجابية، وهو ما يحتاجه العالم العربي الذي يتطلب شبابه مناخاً من الإيجابية والتفاؤل في مواجهة الأجواء السوداوية المأساوية، حيث نتطلع لمبادرات خيرة ونيرة تشعل الأمل في أذهان الأطفال والشباب وتجعلهم متطلعين للأمام.
وتابع الأب الدكتور رفعت بدر: ننظر إلى المبادرة الكبرى بلقاء الأخوة الإنسانية الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر، في دولة الإمارات خلال فبراير من العام الجاري وإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية، بأنها إضاءة عالمية إنسانية شاملة ومتكاملة وإسهام ثري يعد نتاجاً للرصيد الحواري الطويل بين الأديان والمبادرات التي صدرت في هذا المجال، بما تضمنته من مفاهيم إيجابية ومبادئ فكرية قويمة وما شملته من جوهر إنساني عميق يرسخ من دور التسامح كقيمة سلوكية جامعة.
ولفت إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الدول العربية لإيجاد المبادرات التي ننشدها جميعاً، حيث توجد أشكال شتى من التعاون الثقافي والاقتصادي والمعرفي، لكن يجب الآن العمل على إيجاد التعاون والحوار بين الأديان والطوائف الدينية، بما يسهم في تشكيل مفهوم التسامح كجزء من البنية الفكرية لمجتمعاتنا وقياداتنا العربية نحو درب الحكمة والاعتدال والوسطية وتقديم المفاهيم التي تدعو إليها الأديان من حوار وتقبل للآخر وتفاؤل باتجاه الغد، وهو ما يحتاج إلى تفعيل إطار التعاون الديني والحوار البناء ضمن التفاهمات والمباحثات العربية في المؤتمرات والملتقيات.
تحديات
حول التحديات التي تواجه الحوار بين الأديان، أوضح أن التعصب والانغلاق الفكري هما التحديان الأبرز في درب الحوار والتلاقي، حيث نتفاجأ بكيفية دخول هذه الأفكار المسمومة إلى عالمنا العربي والتي لربما صناعتها غربية، كما نجحت في أن تنثر بذرتها في تربتنا العربية، وهو ما يبرز أهمية العمل لشفاء وعلاج العقول التي تأثرت من المنبت الفكري السام، ووقاية العقول الأخرى التي لم تمسها آثار التطرف، وهي مهمة مزدوجة وصعبة تتطلب مضاعفة الجهود التي تواجه التيارات المنغلقة والمتطرفة.
وأشار إلى ضرورة أن لا تنحصر المؤتمرات والحوارات الفكرية على النخب الفكرية والدينية وأن تتموضع ضمن آفاق محددة، بل يجب أن تنتقل إلى محطات أخرى، تحديداً في الشوارع والمدارس والجامعات والتجمعات الشبابية، لكي يدرك الشباب بأن هناك تيارات منفتحة ومعتدلة وأصوات حكمة موجودة في عالمنا العربي، قادرة على نشر القيم النبيلة والأصيلة والمفاهيم المعتدلة التي تسهم في تنمية العقول وتنقيتها من شوائب التطرف.
ولفت إلى وجود تحد آخر يواجه الحوار بين الأديان ويتمثل في تأثير السياسات على الخطاب الديني، بما يبرز أهمية تفعيل التعاون بين الخطاب السياسي والديني وتمييز الفارق بينهما، حيث يجب أن لا يكون الخطاب الديني مسيساً ولا العكس عبر التعاون بين المفهومين من دون أن ينفصلا، وتقديم الخطاب الديني الذي يرفد عالم السياسة بالقيم النبيلة التي ينتهجها.

عقول الشباب
رداً على سؤال حول التأثير السلبي للجماعات التي تتخذ الدين كوسيلة لممارسة العنف الممنهج والإرهاب، أوضح أن السنوات الأخيرة شهدت انتشاراً لمفهوم غير صحيح وهو أن الدين جزء من المشكلة التي يواجهها العالم العربي، نظراً لاستشهاد بعض الحركات المتطرفة وأتباعها ببعض المعطيات الدينية غير الصحيحة ومحاولتها لتبرير العنف باسم الدين، وهو تشويه للدين ولا يجوز أن نتبنى مشروعا يدعي بأن الدين يبرر العنف، وهو بريء منه تماماً وجميع الأديان دعت للحوار والسلام والمحبة بين الجميع. ولفت إلى أهمية توجيه الضمائر والنفوس في عقول الشباب أن الدين ليس سببا للمشاكل الحالية بل يسهم في الحل، وهو ما نسعى إلى نشره ونريد أن نتعاون لأجله من خلال مظلة وثيقة الأخوة الإنسانية، لوضع الحلول لبعض المعضلات التي تواجه الإنسان في العالم المعاصر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©