الوحدات القريبة من المدارس مقصد العائلات

يوسف العربي (دبي)

رصد خبراء بالقطاع العقاري تزايد اتجاه العائلات التي لديها أطفال بمختلف المراحل الدراسية لاستئجار الوحدات السكينة القريبة من مدارسهم بهدف توفير الوقت والنفقات.
وأشاروا إلى تغيير سلوكيات المستأجرين من العائلات بالتزامن مع توافر المزيد من الخيارات، مشيرين إلى أن العائلات باتت تدرك أن اختيار المنزل الأمثل القريب من مدارس أطفالهم يمكن أن يحدث فارقاً كبيراً في حياة الأسرة اليومية، بدءًا من اختصار الوقت اللازم للذهاب إلى المدرسة في الصباح، وإلغاء أو تخفيض رسوم الانتقال.
وأكدوا أن الآباء والأمهات باتوا يضعون المناطق التي تقع على مقربة من مدارس أطفالهم في الصدارة عند اختيارهم للسكن العائلي، مشيرين إلى أن وقوع العقار بالقرب من الخيارات التعليمية عالية الجودة يمنحها ميزة تنافسية إضافية، ويعزز فرصة تحقيق نسب إشغال مرتفعة.
وأوضحوا أن العقارات السكينة في مناطق «مردف» و«البرشا» و«أم سقيم» التي تحتضن أكثر 21 مدرسة دولية تمتعت بنسب إشغال تناهز 90%، على الرغم من تراوح أسعار الإيجارات بها من 70 ألف درهم إلى 185 ألفاًَ مقابل نسب إشغال ومتوسط أسعار أقل في الأحياء السكنية الخالية من المدارس.

الفارق كبير
من جانبه، قال ماثيو جريجوري، رئيس دوبيزل العقارية لـ «الاتحاد» إنه بالنسبة للعائلات التي تضم أطفالاً في سن المدرسة، يعتبر القرب الجغرافي من المدارس الجيدة عاملاً مهماً، وأحياناً ما يكون العامل الحاسم عند اختيار المنزل المناسب.
وأضاف أن «دوبيزل» تضع القرب من المدارس كأحد العناصر المعززة لتنافسية العقار، حيث يمكن لاختيار المسكن الأمثل إحداث فارق كبير في حياة الأسرة اليومية، بدءاً من مواعيد الانطلاق في الصباح إلى اللعب وممارسة الرياضة.
وأضاف أنه بتحليل الإيجارات تبين أن أحياء سكينة، مثل منطقة مردف تمتلك أكبر عدد من المدارس الواقعة على مقربة من خيارات السكن الأكثر مراعاة للتكلفة، حيث تحتضن المنطقة خمس مدارس دولية، ويبلغ متوسط سعر الإيجار السنوي للفيلا المكونة من غرفتي نوم 70 ألف درهم، والفلل من ثلاث غرف نوم 95 ألف درهم، والفلل من أربع غرف نوم 110 آلاف درهم.
وتأتي منطقتي «البرشاء 1 و2» معاً في المرتبة التالي، حيث توفران مساكن من ثلاث وأربع غرف نوم ضمن مجتمع يضم ما مجموعة 19 مدرسة، ويبلغ متوسط سعر الإيجار للفلل المكونة من ثلاث غرف نوم 150 ألف درهم، و170 ألف درهم للفلل المكونة من أربع غرف نوم.
ووفق جريجوري، تقدم منطقتي «أم سقيم 1 و3» للمقيمين إمكانية الوصول إلى سبع مدارس قريبة، ويبلغ متوسط إيجار الفلل من ثلاث غرف نوم في «أم سقيم 1» إلى 155 ألف درهم، في حين ارتفع قليلا في «أم سقيم 3» إلى 160 ألف درهم، ولوحظ اتجاه مماثل في الفلل المكونة من أربع غرف نوم، مع متوسط إيجار بلغ 180ألف درهم في «أم سقيم 1»، و185 ألف درهم في منطقة «أم سقيم 3».

أخبار ذات صلة

"الطيران المدني" تصدر الموافقة التشغيلية لأول مهبط طائرات مزود بالطاقة النظيفة في الدولة

الإمارات: ضرورة وضع معايير محددة لاستخدام حق النقض

خيارات عملية
من ناحيته، قال محمد تركي، مدير الإدارة والتطوير في مجموعة «الوليد للعقارات»، إن المجموعة رصدت زيادة ملحوظة على العقارات التي تقع على مقربة من المدارس لاسيما خلال الفترة التي سبقت بداية العام الدراسي 2019-2020، ما اعتبره إشارة إلى تغيير في سلوكيات المستأجرين من العائلات بالتزامن مع توافر المزيد من الخيارات التي تتيح لهم تحقيق وفرات ملموسة.
وأوضح تركي، أن العقارات السكينة في المناطق القريبة من المدارس تتمتع بنسب إشغال تناهز 90% على الرغم من تراوح أسعار الإيجارات بها من 70 ألف درهم إلى 185 ألفاً، مقابل نسب إشغال ومتوسط أسعار أقل في الأحياء السكنية الخالية من المدارس.
ونوه بأن خيارات العائلات التي لديها أطفال في سن الدراسة تكون مختلفة عن الشرائح الأخرى من المستأجرين، حيث تبحث الفئة الأولى على العقارات السكنية المناسبة للحياة العائلية القريبة من المدارس والمزودة بالعديد من المرافق، مثل مناطق ألعاب الأطفال والحدائق ومراكز اللياقة البدنية والمراكز التجارية، إضافة إلى قرب الوحدات السكنية من المدارس.
وأشار تركي إلى عامل جوهري آخر يتمثل في عمر الأطفال، فالعائلات التي ما زال أطفالها في سن صغيرة تفضل السكن في منازل ذات حدائق أكبر، أما العائلات التي لديها أطفال أكبر سناً، فإنها تفضل الإقامة في مواقع قريبة من المدارس والنوادي الرياضية، أو الملاعب والحدائق.

فروق سعرية
من ناحيته، قال فراس المسدي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة فام العقارية، إن القرب الجغرافي من المدارس يعد إحدى المزايا التنافسية للعقارات السكنية، حيث تسهم في تحقيق فروق أسعار أعلى في البيع والتأجير مقارنة مع العقارات المماثلة غير القريبة.
وأضاف: بشكل عام تحقق العقارات القريبة من المدارس فروقاً سعرية بنسبة 5% في الطلب والاستئجار من قبل العائلات، مقارنةً بالوحدات السكنية الأخرى مهما كان حال السوق العقاري والنسبة نفسها في حالة البيع.
ولفت المسدي، إلى أنه في الوقت الراهن بات المطورون الرئيسيون على دراية كاملة بأهمية هذه العناصر التنافسية، فحرصوا على تتمتع مجمعاتهم السكينة بالخدمات التي يحتاجونها من مدارس ومحال ومراكز تجارية.