التقى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس الأول سيلفا كير رئيس حكومة جنوب السودان، وذلك على هامش المشاركة في فعاليات الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والمنعقدة حالياً بنيويورك، وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن أبو الغيط تناول خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع في السودان والاستعدادات الجارية لتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب وعلى رأسها استفتاء تقرير المصير في الجنوب.
وأضاف أن أبو الغيط شدد على رؤية مصر لأهمية إدراك الشريكين جدوى التركيز على سبل تحقيق مصالحهما المشتركة مستقبلاً، مؤكدا حتمية استمرار التعاون بين الجانبين واحتفاظهما بعلاقات جيدة ومتجانسة أيا كانت نتائج الاستفتاء وبما يضمن تحقيق التنمية وخدمة صالح المواطنين في الشمال والجنوب، واستدامة الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة.
وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية أعاد التأكيد على أهمية دور المجتمع الدولي في تعزيز مناخ الثقة بين الشريكين في السودان ودعم المسار السياسي الجاري. وتابع أن الاجتماع الدولي الذي دعا إليه السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش فعاليات الجمعية العامة بشأن السودان، والذي عقد يوم الجمعة الماضي يمثل خطوة هامة في هذا الاتجاه، في ظل مشاركة كافة الأطراف المعنية بالسودان فيه، والمستوى الرفيع لهذه المشاركة، الأمر الذي يعكس الالتزام الدولي بدعم امن واستقرار السودان، ومساعدة الشريكين على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة والصعبة، مبرزا انه يجب ترجمة هذا الالتزام في صورة خطوات ملموسة على الأرض تحفز الجانبين على المضي قدما في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام الشامل.
وأوضح المتحدث أن وزير الخارجية تطرق إلى مختلف أوجه التعاون المصري والمشروعات المصرية في جنوب السودان، حيث تم بحث المشروعات المستقبلية العاجلة وطويلة الأمد في مختلف المجالات وفي مقدمتها الصحة والتعليم والزراعة والري والتصنيع، بما يحقق صالح أبناء الجنوب ويحفظ الاستقرار والأمن في مختلف أرجاء السودان.
من جانب اخر أكدت مصر والسودان تطابق وجهات نظرهما تجاه مجمل قضايا المياه على المستويين العربي والافريقي، ودعم التعاون الثنائي في مجال الإدارة المتكاملة والاستخدامات المستدامة للموارد المائية، وتبادل الخبرات وإدارة المياه العابرة للحدود وكذلك تأثير التغيرات المناخية على إيراد نهر النيل.
صرح بذلك وزير الموارد المائية المصري الدكتور محمد نصر الدين عــلام عقب لقائه أمس نظيره السوداني المهندس كمال علي، وقال إنه تم بحث سبل تقوية وتدعيم وبناء قدرات العاملين بالهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، حتى تتمكن من القيام بالدراسات والبحوث اللازمة في مجال إدارة المياه مما ستكون له آثـاره الإيجابيـة على البلدين، كما تم الاتفاق على استمرار تدريب الكوادر السودانية بالمعاهد البحثية التابعة للمركز القومي المصري لبحوث المياه والمركز الإقليمي للتدريب التابع للوزارة، وكذلك دبلوم الموارد المائية المشتركة بجامعة القاهرة للاستفادة من الخبرات المصرية في مجالات الري والصرف.
وأضاف أنه تم الاتفاق على إرسال خبراء مصريين للسودان بهدف تبادل الخبرات في مجالات إدارة الموارد المائية والري والصـرف.
وأوضح علام انه استعرض مع نظيره السوداني تطور العمل بالمشروعات التي تقوم بها مصر حالياً في دارفور وفي جنوب السودان بمنحة قدرها 26.6 مليون دولار، في مجالات حفر آبار مياه جوفية وإنشاء محطات رفع مياه وبناء قدرات وتأهيل محطات قياس ومشاريع تطهير وإزالة الحشائش من المجاري المائية في حوض بحر الغزال، كما تطرق اللقاء إلى بحث موقف فيضان النيل هذا العام والذي وضح منه أن مؤشراته جيدة ومتوقع زيادته عن المتوسط، بما يمكن الدولتين من الوفاء باحتياجاتهما المائية لكافة الاستخدامات
عدد اليوم
