الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام الأجزاء.. «ماركة مسجلة»

أفلام الأجزاء.. «ماركة مسجلة»
25 أكتوبر 2019 00:02

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

اتجه صناع السينما المحلية في الآونة الأخيرة إلى إنتاج أفلام الأجزاء، والاعتماد على قصة وشخصيات العمل في تقديم سلسلة من الأفلام السينمائية، خصوصاً بعد أن حقق أغلبها نجاحاً وحصدت مراكز متقدمة في شباك التذاكر، ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة في عالم السينما، وقدمتها السينما العالمية والعربية منذ سنوات، محققة ببعض أفلامها متعددة الأجزاء أرقاماً خيالية في الإيرادات مثل سلسلة «حرب النجوم» و«المنتقمون» و«السرعة والغضب» كأفلام عالمية، و«الجزيرة» و«الفيل الأزرق» و«ولاد رزق» كأفلام عربية، لتنتقل الظاهرة إلى السينما الإماراتية، حيث تم إنتاج بعض الأفلام بطريقة الأجزاء كان آخرها «مزرعة يدو» و«ضحي» و«هجولة».
التساؤل هنا على ماذا يعتمد منتجو ومخرجو السينما المحلية في طرح أجزاء متعددة للأفلام؟
وهل هذه الأعمال خالفت التوقعات وحسابات السوق؟
وهل كانت دوافعهم لإنتاج أجزاء أخرى عملية استثمارية لتحقيق الأرباح أم استسهالاً بسبب الإفلاس الفكري؟
هذه الأسئلة أجاب عنها بعض صناع السينما الذين خاضوا التجربة، وكانت البداية مع المنتج والمخرج الإماراتي أحمد زين الذي يعتبر من أوائل صناع السينما المحلية، الذي أقدم على طرح أفلام متعددة الأجزاء من خلال فيلمه الرعب الكوميدي «مزرعة يدو»، وحول خوضه التجربة قال: هناك أفلام خلال كتابتها يرى مؤلفها أن قصتها تصلح لتقديمها على جزأين أو أكثر، ويبدأ الكاتب هنا في تحضير نفسه كتابياً للاستمرارية في كتابة قصص أخرى للسلسلة، وهناك أفلام أخرى يتم تنفيذها في بادئ الأمر على أن تكون فيلماً واحداً، لكن نجاح بطل العمل والقصة نفسها وتحقيقه إيرادات غير متوقعة، يدفع صناعه في التفكير لإنتاج أجزاء أخرى منه، لاستثمار النجاح والصدى الذي حققه، وفي كلتا الحالتين لا يوجد ما يمنع ذلك، طالما أن الجمهور تتحقق لديه عملية الاستمتاع بالعمل، وفي الوقت نفسه، يتحقق لدى الصناع هدف حصد إيرادات عالية في شباك التذاكر.
وتابع: في بعض الحالات، يفتقر بعض صناع السينما لعملية الابتكار والتطوير، وخلق أفكار جديدة، لذلك يلجأ بعضهم إلى إعادة تقديم عملهم السينمائي الذي حقق لهم نجاحاً في السابق، ليعودوا مجدداً إلى الشهرة والأضواء، من دون وجود قصة تستحق أو فكرة جديدة تستكمل ما سبق، وهنا تكون مغامرة تقديم جزء آخر للعمل محفوفة بالمخاطر، بل ومن الممكن أن يؤثر فشلها على الجزء الذي حقق النجاح المطلوب.

منافس حقيقي
ولفت زين إلى أن الأفلام المحلية، وخصوصاً التجارية منها، تطورت في السنوات الخمس الأخيرة، وأصبح لها جمهور محلي وعربي، ونافست على شباك التذاكر، هذا إلى جانب تنفيذها بأعلى المستويات التقنية والإخراجية، واقترن اسم بعض الأفلام بالعالمية من خلال مشاركتها في مهرجانات دولية وحصدها جوائز، لذلك فإن السينما المحلية وطرح صناعها أجزاء أخرى من أفلامهم، يثري الساحة السينمائية الإماراتية لتكون منافساً حقيقياً للنوعية نفسها من الأفلام العالمية والعربية الأخرى.

أفلام الرعب
وأشار زين إلى أنه بالنسبة لفيلمه «مزرعة يدو»، تنصب قصته حول مجموعة من الشباب الذين يواجهون مواقف مرعبة مع الجن خلال قضاء إجازتهم، سواء في الصحراء أو المزرعة، موضحاً أن القصة هنا يمكن تحويلها لسلسلة من الأفلام حول الأمر نفسه، خصوصاً أن أفلام الرعب تصلح لذلك، لذا فإنه عندما عرض الفيلم عام 2013، وشهد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور، دفعه لإنتاج جزء ثانٍ منه.

تجديد وتطوير
أما المخرج والمؤلف راكان الذي جعل من شخصية «ضحي» سلسلة أفلام متعددة بدأها بـ «ضحي في أبوظبي» عام 2016، و«ضحي في تايلاند» عام 2017، ويستعد أوائل 2020 لطرح الجزء الثالث منه بعنوان «ضحي في الدوام»، فأوضح أن هناك أعمالاً في العالم كله قائمة على طرح أجزاء متعددة، لأنها أعمال نجحت ولها جمهور، ولا مانع من تقديم أجزاء جديدة ما دامت قصتها تستحق وحبكتها الدرامية قابلة للسرد والمتابعة وشخصياتها غنية، لكن في الوقت نفسه التجديد والتطوير مطلوبان في العمل السينمائي متعدد الأجزاء، خصوصاً أن الأمر الخطير في هذه العملية هو أن الجمهور لا شعورياً يقارن بين العمل الجديد والذي سبقه، لذلك يجب أن تكون العملية الاستثمارية لنجاح العمل أو لشخصية البطل نفسها، مدروسة ومحسوبة جيداً، حتى لا يقع صناع العمل في فخ التكرار من دون تقديم أي جديد فيها.

إيرادات تفوق التوقعات
ولفت راكان إلى أن شخصية «ضحي» التي قدمها الفنان أحمد صالح في «ضحي في أبوظبي» نالت صدى وانتشاراً كبيراً محلياً وخليجياً، ورغم أن فكرة الفيلم في الأساس كانت لتنفيذ جزء واحد فقط، فإنه صناعه وجدوا أن حبكة العمل والنجاح الكبير الذي حققته شخصية «ضحي» والعمل نفسه الذي حقق إيرادات فاقت التوقعات، تستحق أن يتم تنفيذ أجزاء أخرى لها، لكن بقصص مختلفة وإضافة شخصيات وأماكن جديدة، مثل الجزء الثاني «ضحي في تايلاند» الذي كان مختلفاً تماماً عن الجزء الأول وكأنه عمل منفصل تماماً، والأمر نفسه بالنسبة للعمل الجديد والجزء الثالث «ضحي في الدوام»، وهنا تكون عملية الاستثمار ممكنة، لاسيما أنها تعود بالنفع على السينما المحلية، والجمهور نفسه الذي يتشوق لمشاهد العديد من الأفلام التي يلعب بطولتها نجمهم المفضل.

تشابه الأفكار
ويرى راكان أن طرح أفلام متعددة الأجزاء غالباً ما تكون مضمونة النجاح بنسبة كبيرة، خصوصاً أن هناك خلفية للأحداث والشخصيات لدى عقل وقلب المشاهد، منوهاً لضرورة التغيير في عملية الكتابة، لكي لا تتشابه الأفكار مع بعضها، كما فعل في جزأي «ضحي»، ففي العمل الأول «ضحي في أبوظبي» تولى كتابته فيصل بن حريز، أما «ضحي في تايلاند» فتولى هو عملية تأليفه وكتابة السيناريو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©