السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التهيئة النفسية للدراسة.. أولى خطوات النجاح

التهيئة النفسية للدراسة.. أولى خطوات النجاح
7 سبتمبر 2018 00:22

خورشيد حرفوش (القاهرة)

من الطبيعي أن تتكون لدى الأطفال الصغار في اليوم الأول صورة وانطباعات أولية عن البيئة المدرسية يحملها معه طيلة العام، وتؤثر في علاقته بالمدرسة وتحصيله الدراسي، ولا سيما الصغار، فعلى المدرسة اتخاذ خطوات تغرس في نفسيتهم الأمان، وتساعد على تكوين علاقة وطيدة بين الطالب والمدرسة، كما تيسّر توافق الطالب مع عناصر مجتمعه الجديد من طلاب ومعلمين وإداريين، والتكيف مع الجو المدرسي، والاستقلال عن الأسرة، من خلال الاستقبال الجيد بالترحيب والتعارف فيما بينهم وبين مدرسيهم، وممارسة الأنشطة الترفيهية، والأناشيد الترحيبية، وتزيين الفصول بشتى الألوان الجميلة والجذابة، بحيث يضفي على الجو العام داخل المدارس مشاعر البهجة، مع ضرورة السماح لأولياء الأمور مرافقة أبنائهم في اليوم الأول، وخصوصاً الجدد منهم، وإعطاء صورة مبسطة وواضحة للطلاب عن المرحلة الجديدة، ومتطلباتها، وحثهم على بذل الجهد وإذكاء روح التنافس بينهم وهذا بدوره يدفعهم إلى زيادة الدافعية لديهم نحو التعلم بكل همة ونشاط.

أسدل ستار العطلة الصيفية، ليستعد الأبناء للعودة إلى مقاعد الدراسة، وقد استنفرت الجهود كافة، في كل بيت وكل مدرسة، لاستقبال عام دراسي جديد بعد أن ودع الأبناء عطلتهم السنوية، وكل منهم قضاها بطريقته، لكن في الأغلب يواجه الكثيرون منهم صعوبة بعض الشيء في التخلي عما اعتادوه لفترة طويلة من سفر ولعب وممارسة كثير من الهوايات، ولهو وتنزه وفوضى في استهلاك وعدم تنظيم الوقت، وخاصة الأطفال وصغار السن.
بداية عام دراسي جديد يحمل معه الكثير من الآمال والطموحات والأحلام لأجيال عديدة من مختلف المراحل والأعمار، والتي تحمل كثيراً من الأهداف التي يسعى الجميع إلى تحقيقها، سواء على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي، أو على المستويين العلمي والتعليمي.
كثير من الأسر أنهت استعداداتها، وتهيأت لاستقبال عام دراسي جديد، وهيأت أبناءها لذلك، بتوفير احتياجاتهم من ملابس وأدوات ومستلزمات دراسية وغيرها. فكيف تستقبل الأسرة العام الدراسي الجديد؟

تهيئة
تؤكد الاختصاصية النفسية ندى الشوبكي، أهمية استعداد كل أسرة لاستقبال العام الدراسي الجديد بجدية خالية من القلق، فبعد أن توفر مستلزمات الأبناء من ملابس وزي مدرسي ومواد وكتب ولوازم دراسية، عليها أن تحدد وتختار وسائل النقل المناسبة، والاطلاع على جدول مواعيد الأبناء باختلاف مراحلهم.
ومن المفيد للغاية أن نجعل الابن يشعر بأن الجميع يشاركونه اهتماماته، وأن الأسرة بكاملها معنية به، ولا ننسى تعديل عادات السهر والنوم التي اعتاد عليها الأبناء في الإجازة، والعودة إلى النوم والاستيقاظ مبكراً، وعلى الوالدين أن يكونا نموذجاً يحتذى به في هذا الجانب، فلا يعقل أن يطلب من الأبناء النوم مبكراً، بينما يبقى البيت يعج بالنشاط والحركة والسهر، ومن الأهمية مساعدتهم على التخلي عن البقاء لساعات طويلة أمام التلفاز، وممارسة ألعاب الفيديو أو الكمبيوتر أو قضاء الوقت مع الأصدقاء لساعات طويلة خارج المنزل، أو الانخراط في هوايات معينة لمعظم ساعات اليوم، لذا لابد من التحدث مع الأبناء عن أهمية هذه التهيئة، وأن الوقت لم يعد مناسباً لذلك، وتبصيرهم بأضرار السهر، وكل ما يشتت الانتباه. فمن الأهمية أن تساعد الأسرة الأبناء على استعادة اللياقة الذهنية والنفسية، ومراجعة الأهداف، وتقييم أداء السنة الماضية بسلبياتها وإيجابياتها، وتذليل أية مشاكل أو معوقات أو منغصات أو سلبيات، والعمل على تجنبها، وإشاعة مناخ جديد عنوانه الالتزام والانضباط.

أجواء جديدة
تلفت الشوبكي إلى ضرورة تغيير المناخ الأسري، من حالة «الإجازة» إلى حالة أكثر استيعاباً لمتطلبات دراسة الأبناء، في مناخ أسري صحي هادئ، خالياً من القلق والتوتر أو التشنج. مع تهيئة مناخ يسوده حالة من التنظيم والانضباط والود والدفء الأسري بما يعين الأبناء على التركيز والتحصيل. وهذا يتطلب تقليل أو إلغاء السفر والتنقل، وتقليل الزيارات أو استقبال الضيوف بقدر الإمكان، وتجهيز غرفة الأبناء ومكاتبهم، والأماكن التي ينجزون فيها حل واجباتهم المدرسية ومتابعة دروسهم وتحصيلهم. مع مراعاة تهيئة المكان جيداً من حيث الأثاث والتهوية الصحية والإضاءة والنظافة وغيرها.
وتضيف الشوبكي: «أن أهمية عملية التهيئة النفسية للطالب، وخاصة صغار السن مهمة للغاية، كونها تثير وتحرك وتحفز الطالب على الدراسة والتحصيل بعد عطلة طويلة نسبياً اعتاد فيها الأبناء على شيء من الفوضى وعدم الانضباط، ونسيان الواجبات. وهذا يحتاج بعض الجهد لإعادة تهيئتهم لمناخ وأجواء ومتطلبات الدراسة من انتظام وانضباط ومسؤوليات، ويجب ترغيبه في المدرسة والتواصل مع زملائه ومدرسيه، وحل المشكلات التي تعترضه أولاً بأول، ولا يفوت الأسرة التحري عن الأصدقاء الجدد، وتعويده على النظام واحترام الوقت منذ اليوم الأول من الدراسة».

أولى مدرسة
أما بالنسبة للأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة للمرة الأولى، فتوضح الشوبكي: «تلعب الأسرة دوراً مهماً في تهيئة أبنائها لبدء مرحلة جديدة من حياتهم، ومساعدتهم على تكوين اتجاهات نفسية إيجابية نحو المدرسة، من خلال التشجيع والحديث الإيجابي عنها، وأن يشعر الوالدان اهتمامهما من دون أن يظهرا للابن أي نوع من القلق، خاصة في أيامه الأولى، لأن بعض الأبناء يعانون الخوف والتوتر والقلق الذي يمنعهم من التأقلم مع الوضع الجديد بسهولة، ويخلق مجموعة من الأعراض والمشكلات السلوكية نتيجة نقص التهيئة النفسية لكل ما هو غير مألوف. ومن ثم، فإننا ننصح الآباء والأمهات والمعلمين بضرورة مساعدة الأبناء الصغار على البداية الصحيحة والإيجابية والهادئة البعيدة عن الضغوط والتوتر، وخلق شعور إيجابي للتغيرات التي حصلت للابن، ليتفاعل ويندمج مع هذه المرحلة الجديدة».

تنمية المهارات
تكمل الشوبكي: «مطلوب إعداد الطفل للاعتماد على نفسه في إنجاز احتياجاته، كخلع حذائه وملابسه وارتدائها بمفرده، وترتيب وتجهيز أدواته والحفاظ عليها وتسميتها بأسمائها، ومعرفة أماكنها واستعمالاتها. كما يجب تدريبه على مهارات الاختلاط بالأطفال والأقران ممن هم في سنه من أبناء الجيران أو الأقارب أو الأصدقاء، كما يجب تحذيره من العبث وتجنب المخاطر داخل الحافلة المدرسية، وعدم تلقي حلويات أو هدايا ممن لا يعرفهم أو الاستجابة لهم أو الخروج معهم من دون علم معلمة الصف أو إدارة المدرسة، مع مراعاة عدم تخويفه بشدة حتى لا يصاب بالفزع».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©