عدد اليوم
القاهرة (الاتحاد)
مع عودة الدراسة، تكثر شكاوى الآباء والأمهات من عدم قدرة أطفالهم على الاستفادة من وقتهم كما ينبغي، أو أنهم كثيراً ما يضيعون الوقت دون فائدة، ويؤجلون إنجاز أعمالهم أو واجباتهم دون مبرر، أو أنهم عادة يميلون إلى تسويف وتأجيل ما يطلب منهم إلى وقت لاحق، وإذا استجابوا، تكون استجابتهم على مضض. الأمر الذي يسبب مشاكل دراسية كبيرة نتيجة تراكم الواجبات.
سيطرة
الدكتورة علياء كامل، أستاذ العلوم السلوكية بكلية الآداب تفسر «ديناميكية» صراع القوى بين الطفل والسلطة، وتلفت إلى أنه كلما زاد دفع الطفل نحو سرعة الإنجاز من قبل الوالدين أو معلمة الصف، قد يظهر تباطؤاً أو تلكؤا أكثر، وبما أن الأطفال يعبرون عن رغبتهم في الاستقلالية والسلطة بطرق مختلفة، تضعهم في موقع المسيطر، بينما يضعون آباءهم في موضع محبط وعاجز.
تمرد وقهر
تكمل د. علياء: «قد يغضب الأطفال من آبائهم لعدة أسباب، مثل عدم حصولهم على ما يريدونه، ما يؤدي إلى استخدام الطفل للوقت كوسيلة للانتقام، فالعقاب المتكرر والإزعاج المستمر للطفل هما من الأسباب الرئيسة للتباطؤ وإهداره للوقت كنوع من التمرد بدلا من التحدي المباشر للأبوين، وغالباً ما تؤدي أي مواجهة لهم مع الأبوين إلى شعورهم بالغضب، وتزيد من عنادهم وتمردهم، ويصبحون عادة غير مباليين بما يتعلق بالجداول أو المواعيد، ويؤدون واجباتهم بشكل آلي متجاهلين العناصر المهمة فيما يقومون به، كوسيلة لتبرير الفشل.
كما أن الأطفال الذين يعانون قهراً شديداً، يضيعون مقداراً كبيراً من الوقت، وأي توقعات غير واقعية من جانب الأبوين، قد تؤدي إلى رفع مستوى التوتر العام في الأسرة.
طرق العلاج
تؤكد د. علياء كامل أهمية تعليم الطفل وإكسابه في وقت مبكر كيفية استخدام الوقت واستثماره، وعلى الوالدين أن يكونا نموذجاً يحتذى بهما، بداية من تحديد أوقات اللعب والنوم والاستيقاظ ومواعيد الأكل، وحتى متابعة الواجبات المدرسية ومواعيد الخروج. فالأطفال يعيشون منذ طفولتهم الباكرة الوقت حسب الطريقة التي تنظمه بها أسرهم. فالطفل حديث المشي يمكن أن يتعلم اتباع روتين محدد يعتاده مهما كان بسيطاً، مثل أن يعتاد تنظيم غرفته أو إعادة ترتيب المائدة بعد الغذاء، أو المساعدة في تنظيف الحديقة المنزلية، أو تجميل الفصل الدراسي، وفي أيام الدراسة لابد أن يعتاد الطفل على عدم تأجيل واجباته اليومية، ويمكن معاقبته نتيجة تكاسله، وأيضاً مكافأته في حال سرعة الإنجاز.
