السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

قدرات ذهنية خارقة للبيع!

قدرات ذهنية خارقة للبيع!
24 أكتوبر 2019 00:03

تمتلئ أفلام الخيال العلمي بأصحاب القدرات العقلية الخارقة، مثل قراءة الأفكار، وتحريك الأشياء عن بُعد بمجرد النظر إليها.. فهل هناك من يمتلك قدرات كهذه؟ قد يبدو سؤالاً ساذجاً، إلا أن هناك مشاريع بحثية كبرى أقيمت بالفعل من أجل التحقق من وجود هذه الخوارق واستغلالها لأهداف متنوعة..
ففي خضم الحرب الباردة، كان سباق الفضاء والتسلح محتدماً بين الأميركان والروس، ومعه سباق آخر لفهم قدرات العقل الخارقة. في هذه الفترة تم تسريب فيديو قيل إنه لأبحاث روسية تجرى على امرأة اسمها «نينا كولاجينا»، وهي تقوم بتحريك أشياء عن بُعد دون أن تلمسها.. تخيل معي صدمة الأميركان، وهم يشاهدون شيئاً كهذا.. حين ترى هذا الفيديو اليوم تلاحظ مدى سخافته وزيفه، وهو ما يوحي أن الهدف من ورائه كان إنهاك الأميركان في دراسات عبثية لا جدوى منها، إلا أن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية أخذت الأمر بجدية في هذا الوقت، وبدأت بالفعل مشروع «ستار جيت» الهادف لدراسة «قراءة الأفكار والرؤية عن بعد وتحريك الأشياء بقوة العقل» من أجل استغلال هذه القدرات كسلاح حربي ووسيلة فعالة للتجسس! هذا مشروع حقيقي تجد وثائق تروي تفاصيله وأهدافه في موقع وكالة الاستخبارات الأميركية بما يحاكي أفلام الخيال العلمي! وبالطبع تم إيقاف المشروع في 1995 لعدم جدواه.
في اليابان أيضاً، قامت شركة «سوني» الشهيرة بإنشاء مختبر مخصص لدراسة «القدرات العقلية الخارقة» بهدف استغلالها تجارياً! كانوا يريدون تصميم منتجات تعتمد على هذه الطاقة العقلية وإتاحتها في الأسواق للمستهلكين، وهناك وثيقة سرية مثيرة أفرجت عنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يحكي كاتبها عن دخوله لهذا المختبر، ووصفه للتجارب التي تدور فيه، وكيف أن المشروع حظي باهتمام الإدارة العليا للشركة، إلا أن المشروع تم إيقافه عام 1998 لانعدام الجدوى الاقتصادية من استمراره.
هل وجود مشاريع علمية كانت مهتمة بالموضوع، يعني أنه حقيقي فعلاً؟
القدرات العقلية الخارقة موضوع يحاربه المجتمع العلمي الأكاديمي اليوم بما يشبه الإجماع، لعدم وجود دليل صريح قابل للتكرار والقياس. إذ يقال إن تجارب التنبؤ «اختبارات بطاقات زينير» لا تتجاوز نتائجها قوانين الاحتمالات، بينما تحريك الأشياء عن بُعد أمر يسهل تكراره وقياسه ومعرفة الطاقة المؤثرة فيه، لكنه لم يحدث في أي تجربة علمية مسجلة وموثقة في دورية علمية مرموقة حتى يومنا هذا.
إلا أن ما يثير الإعجاب في هذه المشاريع البحثية، هو عقلية البحث العلمي التي لا تترك حجراً إلا وقلبته بهدف الرغبة في فك ألغاز الكون وتصحيح نظرتنا له وفهمنا لقوانينه، بدلاً من الركون لاعتقاد ما دون اختباره، رغم كونه قابلاً للاختبار!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©