الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة العين تتألق بين أبرز معالم التـــراث الإنساني العالمي

مدينة العين تتألق بين أبرز معالم التـــراث الإنساني العالمي
30 يونيو 2011 20:21
ترتفع قامات الأوطان بقدر اهتمامها بالتراث والجذور، ومؤخراً أطلت علينا الإماراتِ، بإنجاز عالمي جديد يضاف إلى رصيدها في مجال حفظ التراث وصونه، الذي تجلت صوره في عديد من المشاريع الثقافية والتراثية، التي منحت الدولة مكانة سامقة بين الدول المعروفة بتبنيها لكل ما يتعلق بالتراث والجذور وتوكيد الهوية المحلية، وآخر هذه الإنجازات ما حققته العاصمة أبوظبي الأسبوع المنصرم عبر نجاحها في إدراج منظمة “اليونسكو” لمدينة العين كأول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي للبشرية. أشاد العديد من خبراء التراث في الإمارات، بقرار اليونسكو بضم العين إلى قائمة التراث العالمي للبشرية، معتبرين أن المدينة تستحق بجدارة أن تكون ضمن أبرز مواقع التراث الإنساني في العالم. وقال أكاديميون إن قرار المنظمة الدولية يمثل إنجازاً جديداً ورصيداً إضافياً للجهود الاستثنائية التي تقوم بها الإمارات عموماً وإمارة أبوظبي تحديداً، من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وصون تاريخها وحمايته من الاندثار، بما في ذلك من تراث مادي ومعنوي. تكريس دولي وأشار زكي أنور نسيبة نائب رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مستشار وزارة شؤون الرئاسة إلى المتابعة والاستمرار في الاستراتيجية التي رسمتها القيادة الرشيدة للمحافظة على طابع مدينة العين وعلى جميع الآثار التي فيها من قلاع وواحات ومدافن ومهارات المعايير الدولية في كل أعمال الصيانة والترميم، مما أبقى المدينة متحفاً مفتوحاً. تراث حضاري ولفت إلى أن مدينة العين تمثل بشكل فريد التراث الحضاري للإمارات لما تشمله من مواقع أثرية وحضارية وتاريخية تنقل صورة حياة عن مجتمع الإمارات خلال آلاف السنين، وقال إن اختيار “اليونسكو” مدينة العين في لائحة التراث الإنساني تكريس دولي لهذه المكانة المتميزة لمدينة العين. وأشار إلى أن مدينة العين وجدت اعترافاً من منظمة عالمية ثقافية بالمكان الخاصة التي تحتلها في تراث الحضارة الإنسانية، لافتاً إلى أنها وصفت بأنها متحف طبيعي مفتوح قائم بذاته وتحتوي على كثير من الآثار والتي ترمز إلى ازدهار وجود السكان عبر آلاف السنين وتبرهن على إمكانية المجتمعات التي سكنت في هذه المنطقة والتغلب على التحديات البيئية والطبيعية لكي تنتج نفسها وجوداً سكانياً حضارياً مميزاً. وأوضح أن المحافظة على طابع مدينة العين رؤية بدأها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لما تمتع به من بصيرة وبعد نظر وإدراك واسع لأهمية التاريخ والتراث الحضاري في ذلك الوقت والمحافظة عليه. وعاء زمني وقال نسيبة إن الآثار هي الوعاء الزمني الذي يجسد المخزون الحضاري للشعوب والدول، وإن ما تحفل به مدينة العين من معالم أثرية يجسد مسيرة التاريخ الإنساني لأبناء هذه المنطقة، والذي يقدر بآلاف السنين، لافتاً إلى أن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تعمل باستمرار على صون التراث المادي والمعنوي بالدولة، مع سعيها الدؤوب لتوظيف وتطوير الإجراءات اللازمة للإشراف على عمليات الترميم والمسح والتنقيب وفق أحدث المعايير العلمية والبحثية المتبعة في مجال الآثار في العالم، ويضاف إلى ذلك جهود الهيئة في مجال تعزيز جهود حماية التراث الثقافي وإدارته وأخيراً إدراجه مدينة العين ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، خاصة في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بحضارة وآثار الإمارات ومحاولة ربط ذلك بمسيرة الإنسان التاريخية في منطقة الجزيرة العربية، والإمارات بتاريخها الضارب في القدم. إنجاز كبير وأثنت الشيخة خلود القاسمي مدير إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم، على الجهود الحثيثة التي تجرى على أرض الإمارات في سبيل صون وحفظ التراث بأشكاله المختلفة، ومنه الآثار والحفريات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وأكدت أن اختار مدينة العين أول موقع إماراتي على قائمة التراث العالمي يعد سبقا لمدن الإمارات كافة كونه يبرهن على الرعاية والاهتمام من قبل القيادة الرشيدة في الدولة بكل المواقع التراثية والثقافية في أنحاء الإمارات. ولفتت إلى أن هذا الانجاز يدلل أيضاً على حسن الترويج لكل ما يخص الإمارات وأهلها خارجياً، ما أدى إلى هذا الاحتفاء العالمي بمدينة العين، بحيث صارت من ضمن المدن التي تتجه إليها أنظار العالم مدينة ذات خصائص تراثية وحضارية مميزة. عطاءات الإنسان أما الخبير التراثي حمد سعيد المطيوعي مشرف بيت الشيخ سعيد آل مكتوم، فأثنى بدوره على هذه الخطوة الكبيرة، التي منحت مدينة العين بعداً عالمياً وأكدت أهميتها الحضارية والثقافية بالنسبة للإمارات عبر آلاف السنين، وذلك من خلال العديد من الحفائر التي ما فتئ المكتشفون يميطون اللثام عنها تباعاً خلال الأعوام الماضية، ولا تزال أعمالهم مستمرة بهذا الصدد. دليل قوي وأشار المطيوعي إلى أن اهتمام الدولة بالآثار والتراث وحفظ كل مظاهر وجود الإنسان الإماراتي عبر القرون، يعد دليلاً قوياً على اهتمام قيادات الدولة بالارتقاء بعناصر المنظومة الحضارية كافة على سواء ومنها الآثار والتراث لكونهما شاهدين على عطاءات الإنسان في هذه الأرض ومشاركته في مسيرة التطور الحضاري للبشرية عبر التاريخ. تحضيرات ومن جانبه، قال محمد عامر النيادي مدير البيئة التاريخية بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، إن الإعداد الجيد لملف مدينة العين وما سبقه من تحضيرات وما تحتويه مدينة العين من تراث حضاري يرجع لآلاف السنين توج بالموافقة من قبل جميع الدول الاعضاء على احقية ادراج “اليونسكو” مدينة العين على قائمة التراث الانساني العالمي، حيث جاء اختيار المدينة كأول موقع اماراتي على قائمة التراث العالمي. وأشار إلى أن مناقشة ملف مدينة العين وجدت القبول الايجابي وبشكل كبير وبعد إعلان إدراج العين جاءت التهنئة من قبل جميع الدول العربية على هذا الانجاز، حيث وضعت العين ضمن أهم قائمة للتراث الإنساني العالمي وما تمثله من حضارات ترجع لآلاف السنين وتمثل نمطا مميزا يصعب وجوده في مواقع أخرى من هذا النوع في العالم. وأوضح أن جميع المشاركين من الامارات تلقوا خبر الإدراج بفرحة عارمة لما يمثله ذلك من انجاز كبير يحسب لصالح دولة الامارات وأهمية التراث والآثار فيها وما ينعكس على ذلك في المستقبل من مشاريع على جميع المستويات والأبعاد ويمثله من تطوير ثقافي وسياحي لمدينة العين. وأضاف أن الانجاز يحسب أيضا لمواطني مدينة العين لمحافظتهم على هذا التراث والاعتزاز بها والمحافظة على طابع مدينتهم وتحتويه من تاريخ طبيعي مفتوح يعبر عن مشهد ثقافي وحضاري قائم يستطيع كل من يزور مدينة العين أن يقف عليه ويستمتع به. تراث إنساني المتخصص في التاريخ عبدالله الحمادي الحاصل على دكتوراه في تاريخ وحضارة الخليج والجزيرة العربية، أكد أن الانجاز باختيار مدينة العين ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي يعد ترسيخاً للمكانة التاريخية والحارية الموغلة في القدم لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولا شك في أن وجود أعداد كبيرة من المدافن في الإمارات يدل على وجود مجتمع خاص مارس حياته الخاصة به على أنه يجب أن لا نغفل، كان للطرق التجارية التي تربطه بالعالم الخارجي من أثر كبير فقد كانت الإمارات قديماً محطة تجارية للقوافل البرية والبحرية. تهاني وتبريكات وأضاف، منذ خمسة آلاف عام، شهدت أرض الإمارات مراكز حضارية ثابتة ومستوطنات بشرية ومرافئ كان لها دور كبير في عملية التفاعل الحضاري مع المراكز المتقدمة في منطقة العالم القديم آنذاك مثل حضارتي وادي الرافدين ووادي السند. لقد أدت هذه المراكز والمستوطنات إلى نشوء ثقافات محلية تفاعلت عبر البحار مع الحضارات المجاورة، وتبادلت معها السلع والبضائع. الدكتور ناصر الحميري مدير إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث قال إن تسجيل العين في قائمة التراث العالمي مفخرة لكل الإماراتيين، وبهذه المناسبة أزف أسمى آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومحمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والدكتور سامي المصري نائب مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وأكد الحميري أن نجاح دولة الإمارات ممثلة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في تسجيل العين في قائمة التراث العالمي وتسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الإنساني لأفضل دليل على اهتمام إمارة أبوظبي بالحفاظ على التراث بشقيه المادي والمعنوي. وقال:نحن في سبيل مزيد من الانجازات نسير في مخطط تشهد من خلاله إمارة أبوظبي افتتاح العديد من المتاحف وقاعات العرض الكبيرة في السنوات المقبلة، وتسجيل المزيد من عناصر التراث كالسدو، والعيالة، والتغرودة، وألعاب الأطفال في قوائم “اليونسكو” خلال العامين الحالي والمقبل. تضم قمته أحافير بحرية تعود إلى 70 مليون سنة مضت حفيت معلم شامخ على ارتفاع 1200 متر يطل جبل حفيت على واحة العين والبريمي ويقف على الحدود بين دولة الإمارات وعمان على ارتفاع 1200 متر فوق مستوى البحر، حيث يعتبر معلما طبيعيا هاما، وقد وثّقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث 122 مدفنا اثريا في جبل حفيت نهاية عام 2008. وتعتبر المواقع الأثرية في منطقة جبل حفيت واحدة من عناصر مهمة أخرى، عولت عليها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في استراتيجيتها للاعتماد النهائي لمدينة العين ضمن قائمة التراث العالمي. يذكر أن المدافن الأثرية في منطقة جبل حفيت كانت من أول المواقع الأثرية التي يتم التنقيب فيها في ستينيات القرن الماضي بعد جزيرة أم النار من قبل بعثة الآثار الدنمركية. ويوجد على قمة جبل حفيت بعض الأحافير البحرية التي يعود تاريخها إلى 70 مليون سنة مضت، عندما انبثق الجبل عن المحيط ن غير أن الجبل يشتهر أكثر بآثاره القديمة، فمنذ 5000 سنة اختار سكان المنطقة الأوائل الجرف الشمالي والمنحدرات الشرقية لهذا الجبل لفن موتاهم وتم العثور على 500 قبر في هاتين المنطقتين ورغم أن معظم القبور الموجودة في الناحية الشمالية قد اختفت اليوم بسبب التطور الذي شهدته المنطقة، ولكن مجموعة القبور الموجودة في المنطقة الشرقية محمية ويتم متابعتها بشكل دوري. واكتشف علماء الآثار كثيراً من مدافن حفيت التي تعرف بمدافن مزيد “وهو اسم القرية التي تقع بالقرب من المجموعة الشرقية”، حيث تمثل المدافن حقبة مبكرة من تاريخ الدولة المعروف بفترة حفيت والممتدة من 3200 إلى 2700 قبل الميلاد، وقد تم التنقيب عن عدد كبير من هذه القبور خلال ما يزيد عن أربعة عقود واتضح أن هنالك أوجه شبه عديدة بينهما. وفي المنطقة الشمالية المحصورة بين ذراعي جبل حفيت الغربي والشرقي، ينتشر جنوب صناعية العين عدد آخر من المدافن تم تثبيتها على الخرائط منذ زمن، وتنوي الإدارة تحديث المعلومات الخاصة بتلك المدافن والاستفادة من الخرائط الحديثة والصور الجوية. ومن خلال العدد الكبير للمدافن التي تم التنقيب عنها من قبل البعثة الدنمركية والفرق المحلية في منطقة جبل حفيت والمكتشفات الأثرية التي ظهرت فيها، فإن هذه المدافن تؤرخ للمرحلة المبكرة من العصر البرونزي الذي بدأ قبل ما يزيد عن خمسة آلاف عام بقليل. يستمتع الزائر لمنطقة جبل حفيت بالطبيعة الخضراء والأجواء المعتدلة في الصيف والباردة في الشتاء وجمال الطبيعة الذي يأخذ الأبصار وكثرة المناطق السياحية التي تغطي مساحات كبيرة بمناطق مختلفة في جبل حفيت، والذي يعتبر من أهم وأروع المناطق السياحية في المنطقة. آثار الهيلي يعود تاريخ آثار الهيلي بمدينة العين إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، والتي تعتبر أكبر مجمّع أثري للعصر البرونزي في الدولة، وقد تم ضمّ بعض أجزاء هذا الموقع إلى حديقة آثار هيلي، التي تم تصميمها لتسليط الضوء على الآثار التاريخية وإتاحتها للزوّار، في حين توجد بقايا أثرية عديدة أخرى - كآثار المستوطنات السكنية والمدافن والأفلاج التي تعود إلى العصر الحديدي - في منطقة محمية خارج الحديقة. كان موقع “هيلي 1” الكائن بجانب مدفن هيلي الكبير داخل الحديقة ، عبارة عن برج عالٍ يرتفع عدة أمتار فوق سطح الأرض. وقد تم اكتشافه في السيتينات من القرن الماضي من قبل علماء آثار من الدنمارك، حيث كان الموقع محاطا بسور دائري سميك يضم عدة غرف وبئر في الوسط. أما اليوم، فلم يبقَ من هذا المبنى سوى أساسياته، لكن هناك مباني أخرى تم العثور عليها في حالة جيدة خارج السور الدائري. واحات العين ذخيرة تراثية مهمة المناظر الطبيعية والمواقع الثقافية لوحة تزين المدينة تشكل المناظر الطبيعية والمواقع الثقافية في العين “مثل الكثبان الرملية الحمراء والواحات ومزارع النخيل والوديان والصحارى والمناطق الجبلية”، إضافة هامة إلى الصفات المميزة للمنطقة. ومن هذه المواقع ذات الأهمية الخاصة الواحات الست في المدينة، والتي حافظت على تطور العين على مرّ التاريخ “منذ الألفية الثانية قبل الميلاد” وتشكل جانباً أزلياً من المنظر الطبيعي للمدينة. العين والواحات واستمرت العلاقة المنسجمة بين العين وواحاتها حتى وقتنا الحاضر، وتبقى هذه الواحات اليوم جزءاً حيوياً من حياة العين اليومية مع اندماجها التام ضمن النسيج العمراني للمدينة. وتعتبر واحات العين ذخيرة تراثية هامة، ليس لقيمتها البيئية فحسب، وإنما غالباً للقيمة الثقافية الهامة التي تتمتع بها، والتي ترتبط بأسلوب الحياة الذي بقي حتى اليوم. وتتواصل المحافظة على جمع إنتاج أشجار النخيل والمحاصيل الأخرى في الواحات بنفس الطريقة المتبعة على مدى أجيال، وهنالك أيضاً مبادرة لإحياء صناعة الحرف التقليدية المتعلقة بحياكة سعف النخيل. وتشكل منطقة جبل حفيت موقعاً ثقافياً آخر ذا قيمة استثنائية نظراً لأهميتها الجيولوجية والأثرية والتاريخية والإحاثية والبيولوجية والمتعلقة بالحيوانات. عادات وتقاليد وبالرغم من التحديث الذي طرأ على مدينة العين، بقي سكانها أوفياء بشدة لعاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، وحافظوا على احترامهم لها واعتزازهم بها، وتبدو روح المنطقة حية في عادات سكانها وممارساتهم اليومية، فما زالوا يمارسون حتى اليوم القيم والتقاليد الاجتماعية الثقافية كالرقصات واحتفالات الزفاف التقليدية، والضيافة البدوية، والصقارة “الصيد بالصقور” وسباقات الهجن. وأيضاً بالرغم من التأثير الهائل لمراكز التسوق العالمية الضخمة، لا تزال الأسواق التقليدية ناشطة ورائجة في المجتمع المحلي. العين عبر العصور يمتد تاريخ مدينة العين إلى عدة آلاف من السنين، مما يجعلها تتمتع بتراث ثقافي غني ومتنوع. وتعرف العين باسم “مدينة الواحات”؛ نظراً لوجود ست واحات فيها، وهي تتضمن الكثير من المواقع الأثرية المهمة والمباني التاريخية والمواقع الثقافية والمناظر الطبيعية والمجموعات الإثنولوجية والتاريخية، بالإضافة إلى القيم والتقاليد الثقافية الإماراتية الأصيلة التي تمارس في العين منذ قرون. وتدلّ غزارة البقايا الأثرية المرتكزة في منطقة العين ومحيطها المباشر على الأهمية الاستثنائية التي تمتعت بها المنطقة في الماضي، وقد أثبتت أعمال التنقيب عن الآثار أنّ العين مأهولة بشكل متواصل منذ أواخر حقبة العصر الحجري. واليوم، تبرز الأهمية التاريخية لهذه المنطقة من خلال مواقعها وبقاياها الأثرية المتنوعة التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهليني وحقبة ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي. التبادل التجاري يظهر التبادل التجاري الذي قامت به المدينة في الماضي مع كبرى حضارات الشمال “بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس” والشرق “الهند وباكستان” بشكل واضح من خلال المواد المتبادلة المتنوعة التي تم نقلها عبر طرق تجارية طويلة وهامة. وقد أثبتت الأدلة الأثرية أنه خلال أواخر الألفية الرابعة ومطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد تمتعت منطقة العين بعلاقة تجارية مزدهرة مع حضارة ما بين النهرين، وأصبحت مورّداً رئيسياً للنحاس إلى بلاد ما بين النهرين في النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد. ومن الشواهد على هذه الحقبة التاريخية الهامة المدافن الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وهي موجودة في جبل حفيت. ويحتوي موقع جبل حفيت على أكثر من 500 مدفن، ويُعرف عالمياً باسم “الموقع النموذجي” نظراً للحقبة المعروفة باسم “حقبة حفيت”، أو “أفق حفيت الثقافي”، والتي تعود إلى الفترة 3200 – 2700 قبل الميلاد. وكشفت المدافن ومحتوياتها عن الموقع الاستراتيجي للعين على ملتقى طرق تجارة بلاد ما بين النهرين. ، وازدهرت التجارة الخارجية في النصف الثاني من الألفية الثالثة ومطلع الألفية الثانية قبل الميلاد، كما امتدت لتشمل وادي الإندوس. جدرانها تميل تدريجياً باتجاه الداخل بدع بنت سعود منطقة تتحدى بصمودها عوامل الزمن تقع منطقة بدع بنت سعود على بعد 15 كلم شمال العين، ومن أبرز معالمها مرتفع صخري يعرف باسم قرن بنت سعود الذي يصل طوله إلى نحو 40 متراً، والمتميز بإطلالته على المناظر الطبيعية المحيطة، ومنذ عام 1970، تم العثور على العديد من القبور المبنية فوق هذا المرتفع والتلال المحيطة به. ورغم صغر مرتفع قرن بنت سعود، فإن لديه العديد من أوجه التشابه مع جبل حفيت وتمكن مشاهدته من مسافة بعيدة. وفي أسفل القرن، تم العثور على قبور يعود تاريخها إلى 3000 سنة قبل الميلاد، وهي مماثلة لتلك الموجودة في جبل حفيت من حيث إنها غرف دائرية الشكل يتم الدخول إليها من خلال منفذ ضيق عبر جدار دائري محيط. وفي الأصل، كانت الجدران تميل تدريجياً باتجاه الداخل لتشكل سقفاً في شكل قبة على أعلى المرتفع الصخري، وتوجد مجموعة من القبور التي تعود إلى العصر الحديدي (1300 إلى 300 سنة قبل الميلاد تقريباً).
المصدر: أبوظبي، العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©