عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
حذرت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية من أن الغزو التركي لشمال سوريا يمكن أن يقود في نهاية المطاف لـ«خراب» تركيا الحديثة، رغم التهليل الذي يقابله به أنصار نظام أردوغان. وقالت المجلة إن أردوغان «يعجز عن إدراك أن الاستراتيجية قصيرة النظر التي يتبناها، ستكون لها عواقب وخيمة على تركيا نفسها». وأشارت -في مقال للباحث المخضرم مايكل روبين- إلى أن جهود النظام التركي لإقامة ما يزعم أنه «منطقة آمنة» على الجانب السوري من الحدود «ستخلق سابقة» يمكن أن تدفع أنقرة ثمنها قبل أي طرف آخر.
وقال روبين: إن هذا المسعى المشؤوم «ربما سيلاحق الأجيال القادمة من الأتراك»، بغض النظر عن ادعاءات أردوغان بأن تحركات نظامه على هذا الصعيد «مبررة بالتهديد الذي يمثله حزب العمال الكردستاني على الأتراك، رغم أنه ليس بوسع نظامه الإشارة لأي هجوم انطلق ضد تركيا من المناطق الخاضعة للإدارة الكردية الذاتية» التي أُقيمت في الشمال السوري.
وأوضح المحلل السياسي المخضرم أن الرئيس التركي الذي «يظن أن بمقدوره احتواء وكلائه من الجماعات المتطرفة، (لا يدرك) أن الأمر ينطوي دائماً على نتائج عكسية».
فبحسب المقال، لن يلبث «تنظيم القاعدة الإرهابي وأجنحته في سوريا، وكذلك تنظيم داعش، أن يوجها أسلحتهما صوب تركيا في نهاية المطاف» أو العمل من على أراضيها.
وأضاف روبين أن انتقال تلك التنظيمات الإرهابية لشن عملياتها انطلاقاً من تركيا نفسها، ضد دول مثل اليونان أو أرمينيا، سيجعل من حق البلدين وكذلك المجتمع الدولي، المطالبة بإقامة «منطقة آمنة» داخل الأراضي التركية، على غرار المنطقة التي يزعم أردوغان، أنه يسعى لإقامتها في الشمال السوري.
وشدد الكاتب على أن المحاولات التركية الحثيثة لتغيير التركيبة الديموغرافية لمنطقة شمال شرق سوريا، تخلق هي الأخرى سابقة يمكن للأرمن والأكراد التذرع بها في المستقبل للقيام بالمثل مع الأتراك، إذا أصاب الوهن دولتهم.
وأشار إلى أن المنطق الذي يتبعه الرئيس التركي في تبريره لغزو سوريا، يمنح لدولة مثل قبرص الحق في المطالبة بـ«منطقة عازلة» لحماية نفسها من موانئ تركية قد تشكل خطراً عليها، ويستخدمها النظام التركي بالفعل لـ«إرسال سفنه لنهب الموارد الموجودة قبالة السواحل القبرصية».
