عدد اليوم
يوسف البستنجي (أبوظبي)
أطلقت «مبادلة للاستثمارات المالية»، التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، صندوقين استثماريين للاستثمار في شركات التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بقيمة إجمالية تبلغ 250 مليون دولار أميركي «918 مليون درهم»، وذلك خلال افتتاح فعاليات الدورة الثالثة من منتدى أبوظبي للتكنولوجيا المالية «فينتك أبوظبي» التي بدأت أمس، برعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وتستثمر هذه الصناديق في قطاع الأعمال الناشئة المزدهرة في المنطقة، كما ستعمل على تمكين المواهب التكنولوجية في الإمارة ومختلف أنحاء المنطقة.
وقال إبراهيم عجمي رئيس «وحدة الاستثمار في الشركات الناشئة» لدى «مبادلة للاستثمارات المالية»: بعد عشر سنوات من الاستثمار في شركات التكنولوجيا حول العالم، بتنا نمتلك تجربة يمكننا توظيفها لخدمة وتطوير سوقنا المحلية.
وأضاف: سوف تسهم صناديقنا الاستثمارية في شركات التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في أبوظبي عن طريق حفز المزيد من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا.
وأكد أنه توجد إمكانيات هائلة وفرص غير مستغلة في دولة الإمارات وعلى مستوى المنطقة، لذا نعتبر إطلاق هذا الصندوق خطوة على الطريق الصحيح لتشجيع المزيد من الابتكارات المحلية، وجذب المواهب الاستثنائية، وتسريع وتيرة تطور القطاع التكنولوجي في أبوظبي.
التوسع والنمو
وأوضح العجمي في مداخلة له خلال الجلسة النقاشية الأولى في المنتدى، سيكون الصندوق الأول على شكل صندوق يستهدف الاستثمار في صناديق أخرى بقيمة 150 مليون دولار أميركي والذي سيستثمر في الصناديق الملتزمة بدعم منصة التكنولوجيا العالمية Hub71 التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، بما في ذلك الشركات التي تستفيد من المنصة لتحقق التوسع والنمو إقليمياً.
وكجزء من هذا البرنامج، أعلنت «مبادلة للاستثمارات» المالية التزامها بتمويل ثلاث شركات، وهي شركة «داتا كوليكتيف» في سان فرانسيسكو، وشركة «ميدل إيست فينتشر بارتنرز»، وشركة «جلوبال فينشترز». ويتضمن برنامج الاستثمار تخصيص صندوق بقيمة 100 مليون دولار أميركي (367 مليون درهم إماراتي) أيضاً، للاستثمار المباشر في شركات تكنولوجيا ناشئة تدار من قبل مؤسسيها وملتزمة بالعمل من خلال منصة التكنولوجيا العالمية Hub71.
وقال: يستثمر الصندوق في شركات يقودها مؤسسوها، في قطاع المشاريع أو القطاع الاستهلاكي، ولديها منتجات قابلة للتسويق. ويطمح الصندوق إلى تمويل 15 شركة مختلفة.
وقالت شركة مبادلة للاستثمار أمس، إن الاستثمار الأول من صندوق الاستثمار المباشر، كان في شركة «بيزات»، وهي شركة ناشئة مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتركز على توفير تجربة متميزة للموظفين لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة عبر منصة حوسبة سحابية مجانية.
وتتيح «بيزات» للشركات أتمتة إدارة مواردها البشرية، وعمليات دفع الرواتب، والضمان الصحي، وقد نجحت «بيزات»، وهي من أوائل الشركات التي انضمت إلى منصة Hub71، في جمع 16 مليون دولار أميركي (58 مليون درهم إماراتي) في جولة التمويل الثانية من مجموعة من المستثمرين الإقليميين والعالميين، من بينهم «مبادلة للاستثمارات المالية»، و«بوينت 72 فينتشرز»، وقد تمكنت الشركة حتى الآن من استقطاب ما يصل إلى 31 مليون دولار أميركي (113 مليون درهم اماراتي)، وهي تخطط لاستثمار رأس المال في تطوير التكنولوجيا وتجربة العملاء.
وتعتمد «وحدة الاستثمار في الشركات الناشئة، التابعة لمبادلة للاستثمارات المالية» في مشاريعها على خبرة شركة مبادلة للاستثمار الممتدة لعقد من الزمان كمستثمر نشط في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
ومن خلال مكاتبها في أبوظبي ولندن وسان فرانسيسكو، دخلت الوحدة في العديد من الاستثمارات عبر سلسلة القيمة لقطاع التكنولوجيا، بما في ذلك تخصيص 15 مليار دولار أميركي (55 مليار درهم إماراتي) لصندوق «سوفت بنك فيجن»، وفي الولايات المتحدة، تدير الوحدة «صندوق مبادلة للاستثمارات الناشئة 1» - وهو صندوق بقيمة 400 مليون دولار أميركي (1,47 مليار درهم إماراتي) والذي يركز على الاستثمار في سوق الولايات المتحدة، وصندوق صناديق يستهدف الشركات الكبيرة والواعدة في الولايات المتحدة.
مستويات جديدة
بدوره، قال مات أوكو، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة «داتا كوليكتيف»: «تربطنا فعلياً علاقة قوية بدولة الإمارات من خلال شركة مبادلة، ومن خلال الصناديق الاستثمارية الجديدة المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نرسخ هذه العلاقة، ونرتقي بها إلى مستويات جديدة».
من جهته، قال محمود عدي الرئيس التنفيذي لمنصة هب 71 في تصريحات للصحفيين على هامش فعاليات المنتدى أمس، إن عدد الشركات التي تم اعتمادها حتى الآن لدى منصة «هب 71» بلغ 18 شركة، فيما يتوقع انضمام نحو 100 شركة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، مبينا أنه منذ فتح المجال للشركات الراغبة بتقديم طلبات للاعتماد على منصة «هب71» الشهر الماضي، وصل عدد الطلبات المقدمة إلى 300 طلب في أقل من شهر.
وأوضح أن باب استقبال الطلبات سيبقى مفتوحاً حتى 17 نوفمبر 2019، ومن ثم تتم دراسة الطلبات المقدمة وتصنيفها ومن ثم اعتماد ما هو مناسب منها.
وقال: إن الشركات التي اعتمدت على منصة «هب 71» منذ الإعلان عن المنصة في مارس 2019 حتى الآن، استطاعت جمع تمويلاً إجمالياً يتجاوز 20 مليون دولار.
وأوضح أن الشركات المعتمدة تختلف في حجمها من حيث عدد الموظفين، إذ إن بعضها يوظف المخترع أو المالك فقط، في حين أن بعضها يوظف عدداً من الموظفين يصل إلى 30 شخصاً.
دعم مجاني
ولفت إلى أن منصة «هب 71» تقدم للشركات الناشئة الجديدة التي يتم اعتمادها دعماً مجانياً في مجال توفير المكاتب والسكن والتأمين الصحي للملاك والمستثمرين أو العاملين في تلك الشركات، أما الشركات القائمة مسبقاً والتي تأسيسها في مرحلة سابقة ولديها أكثر من 5 موظفين، فإن «هب71» تقدم لها دعماً بما يصل إلى 50%.
وتساعد منصة «هب71» الشركات المعتمدة لديها على الوصول إلى الشركاء المحتملين في الدولة سواء أولئك الذين يقدمون التمويل أو العملاء الذين يشترون منتجات تلك الشركات.
ولفت إلى أن هناك بعض شركات تكنولوجيا الطيران المعتمدة لدى المنصة، هي في مرحلة الاستعداد لتوقيع 3 أو 4 صفقات ضخمة مع بعض الشركات الكبرى التي تعمل في المجال نفسه بالدولة.
تنغ: أبوظبي مركز عالمي لشركات التكنولوجيا الناشئة
أشار ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي، في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش الفعاليات أمس، أن الدورة الحالية لمنتدى فينتك أبوظبي تعتبر الأكبر إطلاقاً، مبيناً أن أكثر من 5200 مشارك من أنحاء العالم كافة، يشاركون في المنتدى من الشركات المستثمرة والأشخاص المهتمين والمطورين والمبتكرين، مبيناً أن المنتدى سيعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لشركات التكنولوجيا الناشئة وكمركز للتمويل والابتكار.
ويقدم المنتدى الذي يستمر حتى 23 أكتوبر الجاري، مجموعة من الفعاليات، تركز على تطورات قطاع التكنولوجيا المالية، وجلسات نقاشية وحوارية وورش عمل يديرها مختصو القطاع، وتركز على مواضيع عدة، منها البلوك شين والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا التنظيمية والإشراقية والامتثال التنظيمي.
وقال محمد جواد شالوه مدير إدارة في سوق أبوظبي العالمي، إن منتدى فينتك أبوظبي لهذا العام، يعقد بمشاركة كبيرة من مسؤولين حكوميين ومستثمرين ورجال أعمال ومبتكرين من كافة أنحاء العالم، والجديد بهذه الدورة أنها تضم حلقة متخصصة حول تحديات الابتكار التكنولوجي، إضافة إلى حلقة للشباب للتكنولوجيا المالية والتحديات في هذا المجال.
