الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«المدرسة فكر».. رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد

«المدرسة فكر».. رائعة شعرية جديدة لمحمد بن راشد
2 سبتمبر 2018 15:28

أهدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» طلاب وطالبات الإمارات قصيدة جديدة من روائعه الأدبية بعنوان «المدرسة فكر»، بمناسبة استقبال عامهم الدراسي الجديد، وفي هذه القصيدة، يشدنا العنوان الذي يوجه جيل المستقبل صوب المدرسة كمكان للعلم والإبداع والإنجاز حين يفتتح الحديث الأبوي معهم بقوله:

المدرسة ما هي ملاعب وجدران
المدرسة فكر وعلوم ومعاني

ومن هذه البؤرة تتولد المفردات وجمل النص الكبرى على مستوى الموضوع والصياغة، وكل شيء هنا يكتسب قوته من هوية المكان/‏‏ المدرسة التي يعتبرها صاحب السمو مركزاً لبناء الإنسان الصالح المنتمي في مواطنته وهويته، ويصفها بصانعة الإنسان، يقول في إطار صور فنية وصفية مستوفاة:

المدرسة فكر وعلوم ومعاني
هي تصنع الإنسان ويصير إنسان

لا يكاد القارئ يجد أي صعوبة في تعيين «الحالة الشعرية» في هذا النموذج الشعري، الذي يصلنا عبر سلسلة صور، تؤكد اتجاه القصيدة المنفتحة على معنى الفكر والثقافة الرصينة في حياة أبناء الغد رمز الوطن ومستقبله.. صور تؤكد اتجاه القصيدة التي تتمتع بوحدة موضوعية، يتوحد فيها أفق القراءة وأفق النص دون بلبلة أو غموض.
في نموذج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشاعر المرهف، نتأمل ظاهرة عميقة، يتحول فيها المكان الجامد/‏‏ المدرسة بمقاعدها وضجيج وحركة تلاميذها في الأركان إلى شيء للتأمل بعد إسقاط الشعور والوعي على وجوده، حيث تبدو المدرسة الطريق الأوحد والأجمل للمنفعة والتحصيل العلمي والمستقبل المرتقب والروح الجماعية التي هي سمة المكان، ولنستمع لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو يؤكد هذا المعنى بقوله:

ينفع بعلمه وينتفع ما يعاني
والفكر له تأسيس واضح وبنيان

ويعرج صاحب السمو في قصيدته على رأس هرم المدرسة ألا وهو المعلم الذي يبني العقول والشخصيات، وفي تكثيف عالي الدلالات، يتم تحقيقه عبر التكرار المقصود، يبني المشهد الشعري جزءاً جزءاً، ومن ذلك قوله:
ودور المعلم دور صانع وباني
والعلم رأس المال به رفعه وشان

في قصيدة «المدرسة فكر» تتبدى إرادة إيجابية قلما نجدها في مثل هذا النوع من القصائد التي تتمتع بقدر عال من الإيقاعات الداخلية، المميزة بالتقاط الموتيفات، وصولاً إلى النتيجة التي ينتظرها القارئ ليس من باب الوعظ والإرشاد، ولكن في إطار قصيدة نبطية حانية، هي أقرب إلى رسالة أبوية ممتلئة محبة وأملاً وإصراراً وتحدياً للانطلاق نحو فضاءات المستقبل الجميل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بالعلم.
الشعر عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو أبعد من الشعر، وهو بالنسبة له فضاءات متداخلة قد تبدو بسيطة من الخارج، ولكنها في الواقع من نوع السهل الممتنع، فاللغة عنده تكتسب قوتها الشعرية من قوة المعاني والصور والمفردات المزدوجة المعنى، وعلى هذا النحو يواصل رسالته الوطنية في الحديث عن مفهوم المدرسة التي بها ومن خلال محتواها، نكسب الجولة بيوم الرهان، وهذا التحدي به تقوم الأوطان، ويوصل الدولة لأعلى مكان.. فيما تكتسب الحالة الشعرية مداها من الحس الوطني والمسؤولية تجاه أبناء الجيل الجديد شباب وأمل الغد والمستقبل، حيث يطمئنهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومعه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بأنهما معهم قلباً وقالباً، حيث يقول:

وانا مع محمد معاكم يا شبان
نبذل وندعم جهدكم بامتنان

إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يؤكد من خلال هذه القصيدة معاني وطنية سامية، فلا مسافات بين القيادة والمواطنين، والرؤية هنا معرفة، والنشيد معرفة، والجميع في سعي دؤوب لتحقيق الرفعة للوطن تحت مظلة متخيل شعري جميل وبديع بمفرداته، والنشيد يتابع النشيد نحو الأعلى والأكثر رقياً، ولنستمع لقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في ختام قصيدته التي تستفيد من فكرة العناية بتحويل الأشياء الواقعية الصغيرة إلى عناصر دالة تضيء معنى التجربة الإنسانية والوطنية كقوله:

ونقول في اول يوم ونحط عنوان
العزم ع الأول ولا نريد ثاني

يطلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من الطلاب نيل شرف الريادة والتفوق، وأن يكونوا الأوائل وفي المقدمة تماماً مثلما هي الإمارات المتقدمة والريادية في المجالات كافة.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©