السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المحتجون في لبنان يؤكدون استمرار التظاهر حتى إسقاط النظام

المحتجون في لبنان يؤكدون استمرار التظاهر حتى إسقاط النظام
22 أكتوبر 2019 00:16

بيروت (وكالات)

رد المتظاهرون في لبنان سريعاً على القرارات الإصلاحية التي أعلنها رئيس الوزراء سعد الحريري، أمس، لتهدئة الاحتجاجات التي دخلت يومها الخامس، ولم يكمل متظاهرون في وسط بيروت الاستماع لكلمة الحريري وسارعوا إلى ترديد هتافات ضده تصفه بـ«الكذب» وتدعوه إلى الرحيل، فيما أكد الحريري أن المتظاهرين حركوا مجلس الوزراء وأعادوا الهوية الوطنية وجعلوها فوق الهوية المذهبية، مبيناً أن قرار وقف المظاهرات يعود لهم وحدهم، واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير، ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي اعتداء مسلحين تابعين لـ«حركة أمل» على متظاهرين في قرية «بنت جبيل» جنوبي لبنان.
وعم الإضراب العام معظم مناطق البلاد، وذلك لليوم الخامس على التوالي من المظاهرات الاحتجاجية على الفساد وتدهور الأوضاع المعيشية وتردي الاقتصاد. وقطعت الطرقات الأساسية والفرعية وشلت الحركة بالكامل، تزامناً مع إغلاق المحال التجارية في الهرمل وشتورة والعين وبعلبك، مستخدمين الحواجز والإطارات.
وعقد ناشطون في التظاهرات مؤتمراً صحفياً في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، أكدوا فيه استمرار الاحتجاجات إلى حين تشكيل حكومة إنقاذ مستقلة ومتخصصة ومصغرة من خارج المنظومة الحاكمة، ذات صلاحيات استثنائية.
وقال مواطنون لبنانيون، إنهم فقدوا الثقة في كلام الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، مؤكدين أنهم سيبقون في الشوارع حتى إسقاط الحكومة والطبقة السياسية.
بدوره، قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عقب جلسة لمجلس الوزراء لإقرار الإصلاحات الاقتصادية، إن قرارات الإصلاحات قد لا تحقق مطالب المتظاهرين، لكن تحقق ما كنت أطالب به منذ سنتين وهي خطوة لتحقيق ما تطلبون وليست للمقايضة لتتوقفوا عن التظاهر. وأضاف أن «قرار وقف التظاهر أنتم من تتخذونه.. ولا أحد يعطيكم مهلة.. ولا أسمح لأحد بتهديدكم.. ومن واجب الدولة حمايتكم». وشدد على أن صوت المتظاهرين «مسموع، وإنْ كانت الانتخابات النيابية المبكرة مطلبكم، فأنا معكم، وما قمتم به كسر كل الحواجز وهز كل الأحزاب والقيادات». ولفت الحريري إلى أن اليأس دفع الشباب إلى النزول إلى الشارع وهم يطالبون باحترام كرامتهم، مبيناً أنه أعطى شركاءه في الحكومة مهلة 72 ساعة لإقرار الإصلاحات. واعتبر الحريري أن هذه القرارات ليست لإخراج الناس من الشارع، وأن على المسؤولين أن يكسبوا ثقة الناس، موضحاً أن الإجراءات المتخذة من شأنها أن تجمد التدهور الاقتصادي.
وعدّد الحريري بعضاً من الإجراءات وما تم الاتفاق عليه من بنود، أبرزها إعداد مشروع قانون استعادة الأموال المنهوبة، مطالباً المحامين في المجتمع المدني بالتعاون مع الحكومة لإقرار أفضل قانون في هذا الصدد. كما قرر مجلس الوزراء خفض 50 بالمئة من رواتب الوزراء والنواب، وإصدار موازنة بعجز 0.6 بالمئة من دون ضرائب جديدة، بالإضافة إلى مساهمة مصرف لبنان والقطاع المصرفي بما يفوق ثلاثة مليارات دولار أميركي. كما تم إقرار المرحلة الأولى من مشاريع «سيدر» خلال ثلاثة أسابيع، ووضع أجهزة «سكانر» على المعابر الشرعية وضبط المعابر غير الشرعية. واتفق على خفض 60 بالمئة من عجز الكهرباء في لبنان وإلغاء وزارة الإعلام وعدد من المؤسسات الأخرى، ودمج عدد من المؤسسات العامة، وعدم إقرار أية ضريبة في الموازنة الجديدة.
وشملت قائمة البنود التي جرى إقرارها أيضاً:
- خفض موازنات مجالس المهجرين، الجنوب، الإنماء والإعمار بنسبة 70%.
- إقرار مشروع العفو العام وإقرار ضمان الشيخوخة قبل آخر السنة.
- 20 مليار ليرة إضافية لدعم الأسر الأكثر فقراً.
- إقرار قرض من البنك الدولي بـ100 مليون دولار لتمكين الأسر الأكثر فقراً، القرض بفائدة 1% على 30 سنة.
- 160 مليون دولار لدعم القروض السكنية.
- إنشاء الهيئة الوطنية لمحاربة الفساد.
- تعيين الهيئات الناظمة للكهرباء والطيران المدني والاتصالات.
- تسريع تلزيم معامل إنتاج الكهرباء خلال 4 أشهر.
- إطلاق مشاريع المداخل الجنوبية والشمالية لبيروت.
وما أن أنهى الحريري كلمته التي تابعها المتظاهرون في وسط بيروت، حتى بدأوا بالهتاف «ثورة، ثورة» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وقالت شانتال (40 عاماً) لفرانس برس «هذه الإجراءات كذبة، كلها كذب» متسائلة «ما الذي يضمن لنا أن هذه الإجراءات ستتحقق غداً؟». وأضافت «إنها ذرّ للرماد في العيون، فهم عاجزون عن قيادة البلد». وبينما كان يجلس مع رفاقه حول طاولة بلاستيكية وسط الساحة للعب الورق، قال الطالب بيتر صايغ «ما فعله ليس صحيحاً لأن الشعب كله في الشوارع ويحاول إسقاط الحكومة الفاسدة». واعتبر أن «أول خطأ ارتكبه الحريري أنه لم يستقل».
وفي أول تعليق له منذ بدء التظاهرات، قال الرئيس ميشال عون في مستهل جلسة الحكومة إن «ما يجري في الشارع يعبّر عن وجع الناس، ولكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير»، مقترحاً اعتماد رفع السرية المصرفية عن حسابات كل من يتولى مسؤولية وزارية حاضراً أو مستقبلاً.
وفي سياق متصل، وثقت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس، متظاهرين في قرية «بنت جبيل» التابعة لمحافظة النبطية جنوبي لبنان، وهم يركضون هرباً من مسلحين يعتدون عليهم، وقال ناشطون إنهم تابعون لـ«حركة أمل» التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقامت إحدى المتظاهرات بتوثيق حالة الهلع بين المحتجين وهم يركضون، وعلقت المصورة على الفيديو قائلة: «سأصور لأجعل العالم كله يرى ما حدث لنا، أنظروا إلى الناس كيف يركضون لأننا نتعرض لاعتداء». ثم تساءلت المتظاهرة عن طبيعة شيء يتم إلقاؤه على المحتجين، قائلة: «ما الذي يلقونه علينا؟»، وسمعت أخرى تقول إن المسلحين يطلقون النار. وكان مسلحون من «حركة أمل» قد اعتدوا قبل أيام على متظاهرين ومنعوهم من الاحتجاج في النبطية.
وفي سياق آخر، قال بيان من جمعية مصارف لبنان، إن أبواب المصارف ستبقى مقفلة اليوم الثلاثاء، في انتظار استتباب الأوضاع العامة في البلاد، كما كشف وزير التربية أكرم شهيب عن إقفال المدارس الخاصة والرسمية اليوم الثلاثاء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©