عدد اليوم
أبوظبي (وام)
اختتمت مساء أمس الأول مسابقة مزاينة كأس صاحب السمو رئيس الدولة للصقور 2019 التي نظمتها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، بالتعاون مع نادي أبوظبي للصقارين، بميدان نادي أبوظبي للصقارين في منطقة الفلاح.
وزار معالي اللواء فارس خلف المزروعي، رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، موقع المزاينة، واستمع إلى شرح من لجنة التحكيم حول آلية ودقة التحكيم في المسابقة، والتي يتم نشرها على اللوحات الإلكترونية بشكل مباشر أمام الجمهور.
وتفقد معاليه معرض صور «الصقار الأول»، والذي يضم أكثر من 40 صورة لـ«الصقار الأول» المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تؤكد مدى الاهتمام الكبير الذي كان يوليه المغفور له للصقور والصقارة، وكذلك مدى ارتباط الوالد المؤسس الوثيق بتراث وطنه، وإدراكه العميق لأهمية الحفاظ عليه وإحيائه.
وقال معالي اللواء فارس خلف المزروعي: «إن دولة الإمارات تؤمن بأن التراث هو مرآة ثقافة الشعوب، وتوثيق لحياة الأجداد والآباء، وأن الموروث الثقافي الإماراتي نبراس ينير طريق الأبناء»، مشيراً إلى حرص القيادة الرشيدة بشكل دائم على الاهتمام بتفاصيل التراث، ودعم الجهات والأنشطة التي تُعنى بإحيائه، حيث إن الثقافة والتراث هما رسالة قوامها التسامح والتعايش، وهذا ما تعلمناه من نهج ومسيرة الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
وأشاد بالدعم الذي يوليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، للمحافظة على الموروث الثقافي لدولة الإمارات، والرؤية الحكيمة والدعم الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الحثيثة من قبل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات.
وأضاف أن مزاينة الصقور تعتبر جزءًا من موروثنا الثقافي، وتنظيم اللجنة بالتعاون مع نادي أبوظبي للصقارين لهذه المسابقة يأتي تأكيداً على رؤية القيادة الرشيدة في الاهتمام بالموروث الثقافي، والذي تجاوز حدود الإطار المحلي، وبات اليوم ضمن النطاق العالمي، فلقد ساهمت الإمارات في تسجيل عدد من عناصر التراث المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، بالإضافة إلى إقامة المهرجانات والفعاليات الإقليمية والدولية المعنية بالتراث على أرضها، والمشاركة في عدد من المحافل والمهرجانات التراثية الدولية، بهدف التعريف بالموروث الثقافي للدولة.
شهد اليوم الأول من المزاينة انطلاق 4 أشواط، وتم تحديد 5 شروط للمشاركة في المزاينة التي شهدت مشاركات كبيرة وواسعة، واستقطاب أفضل أنواع الصقور، خصوصاً من دول الخليج.
رفيق درب الصحراء
أكد عبيد خلفان المزروعي، مدير إدارة التخطيط والمشاريع في اللجنة، أن الصقر هو رفيق درب في الصحراء، وأن هذه المسابقة مليئة بروح البداوة النابعة من الموروث الشعبي والمتجذرة فيه، وقد جاء تنظيم مسابقة مزاينة كأس رئيس الدولة للصقور 2019 للمحافظة على تراث الصقارة الأصيل والتعريف به، والعمل على استمراريته للأجيال المتعاقبة.
ولفت المزروعي إلى أن اللجنة المنظمة رصدت جوائز مادية قيّمة للفائزين في المراكز الأولى، لدعم عشاق اقتناء الصقور، كما تم تخصيص أشواط للصقور المكاثرة في الأسر، وذلك بهدف تعزيز استخدام هذا النوع من الصقور كبديل عن صقور البرية، وبالتالي ضمان استمرار هذا النوع النادر وتكاثره وبقائه في الطبيعة.
وأوضح أن الصقور لها مكانة خاصة لدى أبناء الإمارات والخليج بشكل خاص وأبناء البادية بشكل عام، فهي منذ قديم الزمان تعتبر جزءاً من حياة البداوة، وهي وسيلة من وسائل التي يعتمد عليها في جلب الطعام بعد أن يدرّبها على الصيد ويستخدمها في مطاردة وجلب الفرائس ولقد استمرت علاقة أبناء البادية بالصقور لتتحوّل إلى رياضته المفضلة وليتفاخر مالك الصقر بصقره من خلال المزاينات، فالصقر كان وما زال مثال القوة والإباء والعزة.
