الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

الوعي بما نسمع

الوعي بما نسمع
21 أكتوبر 2019 00:02

ما معنى أن نعي ما نسمع؟، لا بل وما نقرأ وما نشاهد كذلك، ذلك أن ما يدور حولنا من أحداث كثيرة تتطلب منّا كمتابعين أن نُعمل عقولنا، وأن ندير بوصلة الفهم إلى الوجهة التي ينبغي أن تذهب إليها ولا نستعجل تحديد الاتجاهات فقد نجد أنفسنا في جهة وما نرمي إليه في الجهة الأخرى البعيدة جداً عن مرمانا.
ما يحدث حولنا من مجريات سواء على صعيد الأسرة أم المجتمع أم مجالات العمل، أم تحولات في مناطق كثيرة عربية من حولنا تستدعي أن نقرأ الأحداث بشكل جيد وعميق ذي رؤية حاذقة، وبمعزل عن المؤثرات الجانبية التي لا تفهم طبيعة ما يحدث لذا تذهب باتجاه التنظير تارة، والكلام الفارغ تارة أخرى وأخطر.
وأقول أخطر ذلك أن بعضا ممن يتداولون الرسائل المعاد نشرها، أو التغريدات المُرهقَة ذات المضامين الخفيّة التي تنحو نحو الفرقة والتشتت أم الشتم والذام أم التطاول على الآخر يفعلون ذلك من دون وعيٍ منهم، ومن دون محاولة للفهم أو تفكيك السطور أو حتى البحث عن حقيقة ما ورد في تلك الرسائل أو المضامين الفجّة في محتواها ولغتها الركيكة والضعيفة.
كلنا تصلنا رسائل واتسية مذيلة بكلمات من نوع «كما وصلني، وانشر تؤجر، ولا تدعها تقف عندك» وكل تلك التهديدات ليست في نهاية الأمر إلا رسائل ذات محتوى من مصادر مجهولة نقلتها عن أخرى مجهولة كذلك وهكذا تم تداولها كمسلّمات على الجميع أن يتبعها وينشرها من دون وعي أو فهم وخارج منطق الإدراك بالطبع.
إن مشكلة اليوم التي لا يمكن اختزالها فقط في المحتوى الذي تحمله لنا وسائل التواصل الاجتماعي ولكنها تمتد في فهمنا لذواتنا وهذا الأشد خطورة، فنحن حينما نجهل شخصياتنا وذواتنا وما تحمل دواخلنا من أمنيات وتطلعات ومن خير وشر، ومن اكتمال أو تصدع، ومن رضاً نفسي وسلوك سويْ كل ذلك يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة وعظيمة تتقاطع مع حاجاتنا الإنسانية كبشر نرنو إلى أن نسير في الاتجاه الصحيح لنلتقي بالحدث والرفيق الصحيح كذلك وفي وقته المناسب.
وبما أننا نعيش في الزمن السريع ذي التحولات الراكضة بنا نحو ما نجهل مما تحمل الأيام فنحنُ إذن في حاجة إلى فهم ذواتنا والإجابة على تساؤلاتنا المُلحّة تلك التي تضعنا على طريق ربما لم نختره، وقد لا نكون قادرين على استيعابه بعيداً عن «كما وصلني» وأخواتها، وقريباً جداً من قيمنا وأخلاقنا وذواتنا التي لا تقبل إلا الفهم وتقبل الآخر بمحبة واحترام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©