عدد اليوم
حسن الورفلي (القاهرة، بنغازي)
دعت الأطراف السياسية الليبية ممثلة في مجلس النواب الدول المشاركة في مؤتمر برلين إلى ضرورة احترام وسيادة الدولة الليبية ورفض أي إملاءات خارجية من أي من الأطراف الإقليمية والدولية المشاركة في الاجتماع.
وقال برلمانيون ليبيون لـ«الاتحاد»، خلال الاجتماع الثاني لأعضاء مجلس النواب الليبي في القاهرة، إن أعضاء مجلس النواب الليبي تنتابهم حالة من القلق بسبب غموض أهداف مؤتمر برلين، مؤكدين أن أعضاء البرلمان يخشون من فرض حلول ومواقف دولية على الدولة الليبية وهو ما يرفضه الشارع والبرلمان.
وكشف عضو مجلس النواب الليبي جاب الله الشيباني عن اتفاق أعضاء مجلس النواب في القاهرة على عقد جلسة داخل مدينة غات الليبية خلال أربعة أسابيع، مشيراً إلى أن الاجتماع سيشارك به كافة أعضاء البرلمان بعد توجيه الدعوة لهم.
وأكد الشيباني في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن فرض القوى الدولية للمجلس الرئاسي وأعضاء حكومة الوفاق سبب الأزمة الراهنة التي تعيشها الدولة الليبية، مؤكدة أن أعضاء البرلمان يرفض أي إملاءات أو فرض شخصيات ليبية دون رغبة الشعب الليبي.
بدوره قال عضو مجلس النواب الليبي سعيد امغيب في تصريحات لـ«الاتحاد» إن أعضاء البرلمان سيناقشون خلال جلسة مرتقبة لهم في مدينة غات تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد، مؤكدا أن الجلسة سيحضرها أعضاء البرلمان من مختلف المدن الليبية.
وأكد البيان الختامي للاجتماع الثاني لأعضاء البرلمان الليبي في القاهرة على ضرورة تشكيل لجنة للتواصل مع البعثة الأممية، لغرض الإعداد لجلسةٍ لمجلس النواب بمدينة غات أو أي مدينة أخرى، للعمل على مناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية وكذلك ما يستجد من أعمال.
وشدد النواب على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل الوصول إلى اتفاقٍ لحل الأزمة، مطالبين رئاسة مجلس النواب التواصل مع مختلف الأطراف المحلية والدولية، لتوضيح رؤية مجلس النواب ومناقشة مختلف المبادرات والمقترحات، والعمل على حشد أكبر توافق وطني حول رؤيةٍ موحدة للحل وصولاً لإجراء انتخاباتٍ في أقرب وقت.
ودعا النواب إلى إقامة ملتقى وطني موسع للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية لإعادة اللحمة والسلام والوئام بين جميع مكونات المجتمع الليبي.
فيما وجهت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية رسالة مباشرة إلى الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين، مؤكدة أنها تسعى لمد يد السلام من أجل ليبيا واستقرارها وأمنها، معربة عن ترحيبها بكافة المبادرات المحلية والدولية من أجل حلحلة الأزمة الليبية.
إلى ذلك، قال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، إن القيادة العامة تدعم أي جهد يحقق الاستمرار لتفكيك الميليشيات المسلحة والوصول لحكومات تسعى للشرعية وتكون ممثلة لكل الشعب الليبي، موضحا أن ليبيا تعاني من حكم الميليشيات في العاصمة طرابلس، وتقلد شخصيات منهم لمناصب في ظل أنها مصنفة إرهابيا.
وأشار إلى أن أي عملية لا تتوفر فيها الشروط الأمنية من العبث الحديث عنها، موضحا أن الوصول إلى توافق يحقق السلام ويقضي على الميليشيات المسلحة دون جدوى فكل مرة تُفشل الميلشيات كل الجهود الأمر الذي جعل من المحتم إزالة هذه العوائق.
وشدد المسماري على أن العملية العسكرية ليست غاية في حد ذاتها، ولكن الهدف هو القضاء على الميليشيات، داعية كل الأطراف المنخرطة في مؤتمر برلين، على ضرورة القضاء على الميليشيات ونزع سلاحها حتى يتمكن الليبيون من إيجاد حل سلمي.
وذكر المتحدث باسم القائد العام بضرورة التزام المؤسسات الاقتصادية بالحياد كونها مؤسسات لكل الليبيين ولا يقبل دعم طرف بعينه فيجب منع استخدامها لدعم الميليشيات، كما نذكر البعثة الأممية بالتزاماتها الصادقة بصدور مراجعة لحساب البنك المركزي وبيع العملة والتأكد من أن عائدات النفط وزعت بشكل عادل وهذا يفتح المجال لإصلاح هذه المؤسسات.
وأكد المسماري أن العالم يريد السلام لليبيا، لأن ليبيا كموقع وموارد مهمة جدا للمجتمع الدولي ودول الجوار، موضحا أن المجموعات الإرهابية المصنفة إرهابيا عربيا ودوليا لا يمكن التعايش معها فلا بد أن تكون في السجن وكل من أجرم في حق الشعب الليبي يجب أن ينال الردع.
عسكريا، نفذ سلاح الجو الليبي ضربات جوية دقيقة على تمركزات الميليشيات المسلحة في مصراتة، وتدمير عدد من المخازن التي بها أسلحة وآليات عسكرية تستخدمها الميليشيات لعرقلة تقدم قوات الجيش.
وقال مصدر عسكري ليبي لـ«الاتحاد» إن سلاح الجو نفذ غارات على منطقة طمينة التي يقع فيها معسكر الحامية بمدينة مصراتة وسلسلة من الانفجارات الهائلة وذلك على خلفية استهداف سلاح الجو التابع لقوات الجيش الليبي لمخازن الذخيرة التي تستخدمها الميليشيات المسلحة ضد القوات المسلحة الليبية.
