الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبي أنت قدوتي

6 يونيو 2006

الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع والأسرة تتكون من مجموعة من الأفراد والمجتمع يتكون من هذه الأسر، فإذا صلح الفرد صلحت الأسرة وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع·
فمن الأفراد من لهم دور ايجابي وبارز في الحياة فهم خير قدوة لابنائهم وأبناء غيرهم، وهم من يمتلكون مفاتيح السعادة والنجاح· والنوع الآخر تأثيره السلبي واضح على المجتمع بجميع فئاته ومكوناته ومن أهم مكونات المجتمع هو الأب·
ويعتبر الأب احدى الدعائم والركائز الأساسية لاصلاح الفرد والأسرة والمجتمع، والأب قدوة ومثل يحتذى به، وهو من أبرز شخصيات المجتمع فبه يقتدون وبه يتأثرون وعلى نهجه يمضون·
وسألت نفسي من هم الذين يقتدون ويتأثرون وعلى نهجه يمضون؟!
أليس هم الأبناء؟! فلذات أكبادنا والرجال الذين نبني عليهم الآمال والتطلعات، أليس هم حماة الوطن وعماد الأمة؟! ومستقبلها؟
أبي يا من عشت الستين والسبعين وخضت تجارب هذه الحياة بحلوها ومرها، أنت رافض لجيل ضاع في الهوى وأخذته ملذات الحياة ومصائبها·
أبي أنت نور الطريق الذي أستنير منه الهدى والتقى والايمان ومكارم الأخلاق وأجمل العبارات والكلمات، فأنت باختصار قدوتي ومثلي الأعلى·
قدوتي أنت النهر الجاري الذي أروي منه عطشي· يقال إن الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق·
فمن الذي أعد أو يعد هذه المدرسة؟! أليس أنت يا أبي؟ أبي أنت عطر الندى الذي يفوح منه عبق الماضي، بتاريخه الجميل واصالته الرائعة·
الماضي الذي حافظ آباؤنا على عاداتهم وتقاليدهم ومبادئهم الاصيلة وتمسكوا بالدين الحنيف، ورسموا لنا القيم النبيلة بأجمل حلة، وضربوا الأمثال الرائعة في الكرم والجود والعطاء والاخلاص وحب الوطن·
فكلنا نتفق على أن للأب دوراً أساسياً وبارزاً في الحفاظ على الابناء والحفاظ على سلامة المجتمع والتربية وانشاء جيل واع مدرك لأهمية وجوده ومدرك دوره في الحياة، جيل يضع أمام عينيه هدف ونظره مستقبله على أساسه يبني أحلامه وآماله وتطلعاته فللأب دور رئيسي وتأثير مباشر على سلوك الابناء·
فأنا هنا ليس بمدافع عن الآباء، وإنما لارسال رسالة للقلة من الآباء غير المدركين لدورهم ولتأثيرهم على سلوك وأخلاق الابناء·
وإن القلب ليحزن والعين لتدمع حين نرى آباءنا في الرذيلة والهاوية يرتعون، إذ رأيت أمام ناظري أحد الآباء فيما يقارب الستين من العمر وبجانبه فتيات في العشرين والثلاثين من الجالية الآسيوية يتبادلون كلام الحب والهوى والغزل في مكان عام وأمام أعين الجميع؟ فماذا نقول لابنائنا؟ لصناع مستقبلنا المشرق بإذن الله ولرجاله ولأصحاب الكلمة العليا في الغد القريب إن شاء الله؟
الرجال الذين تلاحقهم أعين الغرب أينما ذهبوا يمنة ويسرى، أهل الغرب الذين يروجون لعالمنا الاسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص أفكاراً هابطة وخططاً مدمرة، فلماذا نحن نساهم في تدمير أبنائنا؟
أب في الستين يلعب ويلهو مع فتيات بأعمار بناته؟! وفي مكان عام؟! هل نسي أنه في مكان عام؟ أم تناسى؟
نعم تظاهر بالنسيان ورمى واجبه خلف ظهره، والواجب أيها الأب أن تقوم بالالتزام بتعاليم الاسلام وعاداتنا وتقاليدنا، فعليك النظر والتركيز من قبل الصغير قبل الكبير فأنت قدوة لشريحة كبيرة من الأبناء في هذا المكان·
فماذا يكون موقف الشاب ضعيف الايمان في هذا المكان؟ وهو يشاهد رجلاً كبيراً بمثابة أبيه في هذا الحال، اللامبالاة، يلهو، يلعب ويتغزل في بنات يصغرونه بأعوام عديدة وسنوات كثيرة؟
هل سيظل على ضعفه؟ لا أشك لحظة أن الشاب عندما يرى هذا الموقف أنه يغير نظرته وسلوكه بل سيبقى على سلبيته وعلى حاله الذي لا يسر القريب ولا البعيد·
يا من تقرأ أسطري المتواضعة لنعش الصورة بعكس ما رويته لكم من سلبيات، رجل كبير ··· قوي الايمان صاحب مبدأ وهدف في الحياة، يخاف ربه في كل تصرفاته، وقد جعل في قرارة نفسه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت···) عندما يراه الشاب ضعيف الايمان ماذا سيكون موقفه؟ لا أشك لحظة أنه سيتأثر به، ومن داخله يحس براحة نفس وبال· والإنسان التقي دائماً صاحب هيبة واحترام، نعم القدوة، نعم الأب، نعم المثلى الأعلى·
فعندما اسمع منه النصيحة اتقبلها بصدر رحب وبسرور وفرحه···
يا آباءنا في ظل وجود هذا الانفتاح في مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، افتقدنا مثل هذه الشخصيات، آباء الجميع: قدوة لأبنائهم وأبناء غيرهم···
يا آباءنا: إن نشر الدين بأسلوب حضاري وبفن التعامل مع الجميع وحماية الأبناء من هذه المشاكل والآفات مسؤولية الجميع·
محمد مال الله محمد
الشارقة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©