الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«الأفلام القصيرة».. مساحة حرة للتعبير والتألق

«الأفلام القصيرة».. مساحة حرة للتعبير والتألق
19 أكتوبر 2019 00:06

أزهار البياتي (الشارقة)

شهد الشارقة السينمائي للأطفال والشباب، الذي اختتم فعاليات دورته السابعة مساء أمس، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، عرض مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة العربية والأجنبية، التي استعرضت تجارب وإبداعات نخبة من اليافعين والشباب في مجال صناعة السينما، من منطلق أن الفيلم القصير يعد مساحة حرة للتعبير والتألق من دون قيود، وبعيداً عن متطلبات سوق الإنتاج وتعقيداته، إذ تحمل هذه الفئة من الأفلام أفكاراً ورسائل اجتماعية وإنسانية هامة، تقدم وفق أساليب فنيّة وطرح مبتكر يتسم بالجرأة والإثارة.

تحد جديد
وعن سبب توجّه المخرجين الشباب إلى صناعة الأفلام القصيرة أكثر من الروائية الطويلة، تشير المخرجة الإماراتية نهلة الفهد عضو لجنة التحكيم في الشارقة السينمائي في دورته الحالية، قائلة: «لاشك أن هنالك متعة كبيرة في صناعة هذه النوعية من الأفلام خاصة بالنسبة للمواهب الصاعدة من فئتي اليافعين والشباب المهتمين بعالم السينما، ومن واقع تجربني الخاصة كمخرجة انطلقت من صناعة الأفلام القصيرة، عايشت هذه التجربة الإبداعية لسنوات، حيث يجد المخرج الشاب في كل مشروع سينمائي قصير ذاته أمام تحد جديد، لإنجاز فكرة متوقدة ونارية محصورة بمساحة زمنية قليلة، وتحمل رسالة وهدفاً مضيئاً يريد إرسالها للمتلقي وينال إعجابه».

منصات مجانية
وعن معاناة صناّع الأفلام القصيرة من صعوبات تسويقها وعرضها في دور السينما، تؤكد الفهد أن هنالك حالياً محاولات لبعض الجهات الإنتاجية والموزعين في الخليج والعالم العربي من المهتمين بالاستثمار في سينما الشباب، على غرار ما يحصل في الدول الأجنبية، إلا أن الأمر يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والدعم، خاصة ونحن نعاصر زمن انتشار السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحولت إلى منصات مجانية لعرض فئة الأفلام القصيرة ورواجها عالمياً، مما يشجع المعنيين بترقية وتطوير شؤون السينما الخليجية والعربية من الاهتمام بدعم وإنتاج هذه النوعية من الأفلام القصيرة الهادفة.

ثقافة سينمائية
ويتحدث المخرج الإماراتي الشاب عبدالرحمن مدني عن فنيّات صناعة الفيلم القصير وميزاته، موضحاً: «من وجهة نظري أن صناعة الأفلام القصيرة تعتبر من أصعب الصناعات الإبداعية، كونها تختصر كامل الحكاية والقصة في فترة زمنية قليلة، وصعوبتها بالنسبة للمخرج هي صغر المساحة الممنوحة لعرض فكرته بشكل واضح ومفهوم، مما يحتم عليه أن يتمتع بثقافة سينمائية عالية، وامتلاك خبرة ومعرفة بأساسيات لغة السينما وكافة أدواتها وتقنياتها الفنيّة، التي تمكنّه من إيجاد فكرة جديدة ونمط طرح خلاّق وجرئ، يصنع من خلاله فيلمه القصير، ليعكس هويته السينمائية وطرازه الفنّي».

«ليمون» إماراتي
ويتابع مدني: «في نسخة هذا العام، شاركت بفيلم قصير حمل عنوان «ليمون»، بطولة منصور الفيلي، وهدى الغانم، وسارة العقيلي، والفيلم مدعوم بتمويل من مؤسسة الشارقة للفنون، حيث حاولت وعبر 15 دقيقة (مدة الفيلم)، تسليط الضوء على بعض الضغوط الاجتماعية المعاصرة التي تتعرض لها المرأة، من خلال مواجهة زوج تشغله حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، مهملاً شؤون بيته وأسرته، ومع ذلك تلام الزوجة في مجتمعنا وتطالب بإنقاذ العلاقة الأسرية بشكل فردي، مما حفزه لطرح هذه الفكرة سينمائياً لتلامس واقعنا المعاش».
ويضيف مدني: «لصناعة الأفلام القصيرة دور توعوي مهم في المجتمع، وأن صانعي هذه النوعية من الأفلام قليلة التكلفة، هم استثمار للمستقبل ومحترفون قادمون في عالم صناعة السينما».

صناعة السينما في زمن «السوشيال ميديا»
استضاف مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، جلسة نقاشية بعنوان «صناعة السينما في زمن السوشيال ميديا»، بمشاركة الفنان الشاب والإعلامي البحريني عمر فاروق، ونادر نهدي مؤسس قناة «بيني» على يوتيوب.
استهل عمر فاروق الجلسة بالحديث عن قناته الخاصة على «يوتيوب»، التي تحمل عنوان «عمر يجرب»، حيث استعرض تجاربه في تقديم المحتوى المرئي لمتابعيه من التجارب الشيقة والمميزة على القناة.
وقال عمر: «إن صناعة الفيلم على «يوتيوب» تحتاج إلى تقديم محتوى قريب من الناس يحاكي مشاكلهم وهمومهم وأفراحهم أيضا، فالرسالة هي الأساس لنجاح أي فيلم».
ومن جانبه، قال نادر النهدي: أثناء نشأتي في لندن لم تتح لي الفرصة للتعبير عن هويتي، والآن أجد الفرصة لأعبر عن ذاتي».

حقائق عن «بدايات السينما الإماراتية»
في اليوم الخامس من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، سافر المخرج والمؤلّف والممثّل السينمائي الإماراتي نواف الجناحي، بالحضور في رحلةٍ شائقة إلى بدايات الحركة السينمائية الإماراتية، آخذاً على عاتقه كشف مجموعة من الحقائق عن الحركة السينمائية الإماراتية، متحدّثاً عن بدايات الحركة، بالمجمع الثقافي في أبوظبي عام 2002، حيث كانت تقام فعاليات متنوّعة مثل مسابقة «أفلام من الإمارات». وقال الجناحي صاحب فيلم طريق (عام 2003)، إن هناك قصصاً شائقة عن السينما الإماراتية، بداياتها، نشاطاتها، وجهودها، وذكر مخرج فيلم «ظل البحر»، إلى أن أول فيلم إماراتي الصنع هو عابر سبيل (عام 1989) للمخرج علي العبدول، وأوّل فيلم روائي طويل محلي الصنع وزّع في صالات السينما التجارية في الإمارات هو «حلم» (عام 2005) لهاني الشيباني. وكشف الجناحي أن الإمارات، ومنذ عام 2010، تعتبر أكبر سوق سينمائية في العالم العربي، وأضاف أنّ هناك 400 شاشة عرض في الإمارات.

سينما عربية وأجنبية على شاشة المهرجان
استضافت شاشات المهرجان باقة متنوعة من الأفلام السينمائية العربية والأجنبية التي تُعرض للمرة الأولى في منطقة الخليج والشرق الأوسط، حيث قدم المهرجان الفيلم «منحوتة الحصان» للمخرجة المكسيكية سينثيا فرنانديز تريخو، والفيلم السعودي «المسافة صفر» للمخرج عبد الله الشلاحي، إضافة إلى «تقفي أثر عدي»، للمخرجة الألمانية استير نيميار، و«الجرذي» لمخرجه فيصل العامري، فضلاً عن فيلم المخرجة الكويتية مريم العباد «الوظيفة»، و«العم توماس: عبرة الأيام»، للبرتغالية ريجينا بيسوا، و«سعدية سابت سلطان» للسعودية جواهر العامري، وغيرها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©