الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مجد يونايتد يتوقف قبل 6 سنوات.. و«ميلان 2011» ذهب مع الريح

مجد يونايتد يتوقف قبل 6 سنوات.. و«ميلان 2011» ذهب مع الريح
16 أكتوبر 2019 00:13

عمرو عبيد (القاهرة)

لم تعرف حقبة تسعينيات القرن العشرين، وكذلك العقد الأول من القرن الحالي، فرقاً امتلكت الشهرة والقوة مثل شياطين إنجلترا وإيطاليا، مانشستر يونايتد وإي سي ميلان، وتوهج الفريقان بشدة خلال هذه الفترة، على المستويين المحلي والقاري، حيث حصد كلاهما عشرات البطولات وجذب ملايين المشجعين من جميع بقاع العالم، وتوارت خلفهما أسماء فرق كبرى، وباتت الكرة الإيطالية والإنجليزية السبيل الأول للتعرّف والاقتراب من الكرة العالمية، لأجيال عشقت العملاقين، وما زالت تحافظ على العهد حتى الآن، رغم انهيار قلاع «الشياطين»! وتتشابه أوضاع الفريقين الحالية، محلياً وعالمياً، بدرجة كبيرة جداً، حيث ابتعد كلاهما عن منصات التتويج الكبرى منذ سنوات طوال، باستثناء اقتناص يونايتد لقب يوروبا ليج في موسم 2016/‏‏‏‏‏‏‏2017، بجانب فوزه بثلاث بطولات كؤوس إنجليزية، في آخر 5 سنوات، في حين حصد الروسونيري آخر بطولاته، في نسخة 2016 من كأس السوبر الإيطالية، قبل ما يزيد على 3 سنوات، وجاء آخر تتويج لعملاق أولد ترافورد بلقب «البريميرليج» في موسم 2012/‏‏‏‏‏‏‏2013، بينما اعتلى ميلان عرش «سيري آ» للمرة الأخيرة في نسخة 2010/‏‏‏‏‏‏‏2011، تاركاً السيطرة والصدارة لليوفي.
المثير أن الأرقام التاريخية الخالدة لكل منهما، باتت مهددة بشدة خلال السنوات الأخيرة، بعدما توقف مد البطولات التي صنعت أسطورة الفريقين، وانطلق «البلومون» في إنجلترا، ليحصد الأخضر واليابس، وكسى مدينة مانشستر بلونه الأزرق السماوي في العهد الظبياني، وشهدت آخر 6 سنوات، تتويج سيتي بنصف عدد ألقاب البريميرليج، بينما لم يحصد يونايتد أي بطولة، رغم أن الأخير مازال يمتلك الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري في ثوبه الحديث بـ 13 لقباً، منها 6 بطولات خلال تسعينيات القرن الماضي، ثم تُوّج بخمسة ألقاب أخرى خلال الفترة من 2001 حتى 2009، وتألق الشياطين الحُمر في هاتين الحقبتين أوروبياً أيضاً، بحصد لقب «شامبيونزليج» في 1999 و2008، وبلوغ النهائي القاري مرتين، في 2009 و2011. والغريب أن ميلان مرّ بالأمر ذاته، حيث بلغ أوج مجده الأوروبي في التسعينيات، بـ3 ألقاب في دوري الأبطال أعوام 1994،1990،1989، واستمر شياطين الأحمر والأسود في توهجهم مع بداية القرن 21، بالفوز مرتين باللقب في 2003 و2007، والوصيف في نسخة 2005، حتى اقترب كل من ليفربول وبرشلونة وبايرن ميونيخ من رصيد ميلان القاري، خاصة البلوجرانا الذي لمع نجمه بشدة بين 2006 و2015!

14 مدرباً ,في 6 سنوات
يعانى العملاقان حالة عدم الاستقرار الفنية، في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى أزمات كثيرة تتعلق باختيار وانتظام اللاعبين في صفوفهما، لاسيما ميلان الذي بات قبلة للاعبين من نجوم الصف الثاني، في حين أن كبار الأسماء في «يونايتد»، يحرصون على حصد أموال طائلة، من دون تقديم أي عطاء كروي حقيقي، والدليل الأبرز على حالة التخبط الإداري والفني، التي دمّرت القلعتين، أن عملاق أولد ترافورد، بعد الحقبة التاريخية للسير أليكس فيرجسون، جلب خمسة أسماء لتدريب الفريق، خلال 6 سنوات فقط، استمر أكثرهم استقراراً لمدة عامين فقط، في حين تعاقد الروسونيري مع 9 مدربين، في 5 سنوات، وهو معدل عجيب لفريق تاريخي مثل ميلان، قاد بعضهم الشياطين في مباريات قليلة جداً، كان آخرهم ماركو جيامباولو، الذي خاض 7 مباريات فقط مع الفريق، وهو ما يعكس سوء التخطيط وتخبُّط الاختيار، من جانب إدارة القلعتين.

القيمة التسويقية تتراجع
الأمر لم يقتصر على الابتعاد عن منصات التتويج، بل امتد ليشمل أزمات فنية وإدارية وتسويقية، كان آخرها تلويح إحدى شركات السيارات العالمية الكبرى، بإنهاء عقد رعاية قميص مانشستر يونايتد أو تقليل قيمة التعاقد، بسبب تراجع نتائج الفريق في الفترة الأخيرة، وعلى الجانب الآخر، ظل الروسونيري حريصاً على وضع شعار «النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب في العالم»، على جميع منتجاته التسويقية، وهو ما ضمن له وضعاً مميزاً ودخلاً مالياً كبيراً في فترة سابقة، إلا أنه دخل في نزاع إعلاني وتسويقي مع الأهلي المصري قبل 5 سنوات حول هذا الشعار، بعد هبوط حاد في معدلات الفوز بالبطولات من جانب ميلان.
وعند مراجعة القيمة التسويقية الحالية للعملاقين، تظهر حقيقة هذا الانهيار الكبير؛ لأن يونايتد لم يعُد الفريق الأول في إنجلترا، من حيث القيمة التسويقية، بل تراجع إلى المركز الخامس بـ 753.25 مليون يورو، مقابل تصدُّر البلومون المشهد الإنجليزي بالقيمة الأعلى التي بلغت 1.28 مليار يورو، يليه الريدز بـ1.07 مليار، ثم السبيرز بـ 987 مليوناً، مقابل 807 للبلوز، ولم يختلف وضع ميلان كثيراً؛ لأنه تراجع إلى المرتبة الرابعة بقيمة تسويقية حالية تبلغ 505 ملايين يورو، في حين أن اليوفي يأتي في الصدارة الإيطالية بـ 837.5، ثم نابولي بـ653.3، وبعدهما إنترناسيونالي بـ567.3!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©