السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس «الاستثمارات الروسي»: 45 مشروعاً مـع «مبادلة» بملياري دولار

رئيس «الاستثمارات الروسي»: 45 مشروعاً مـع «مبادلة» بملياري دولار
15 أكتوبر 2019 03:32

ناصر الجابري (موسكو)

أعلن صندوق الاستثمارات الروسي، أن عدد المشاريع المشتركة مع شركة مبادلة، وصل إلى 45 مشروعاً في روسيا، تم من خلالها استثمار ملياري دولار من إجمالي 7 مليارات دولار تم تخصيصها للمشاريع الاستثمارية المشتركة منذ عام 2013 والتي تجاوزت عوائدها الاستثمارية المتوسط المالي للعوائد، وفقاً للمؤشرات الدولية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الصندوق بمقره في العاصمة الروسية موسكو، بحضور ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، لاستعراض أوجه الشراكة الاقتصادية الاستثمارية بين الصندوق والإمارات، والدور المتوقع لزيارة فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإمارات اليوم في تفعيل المزيد من المشاريع المشتركة بين الجانبين والخطط الاستثمارية تجاه المرحلة المقبلة.
وأكد كيريل ديميتريف، الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الروسي، أن الشراكة الاستراتيجية بين الصندوق ودولة الإمارات ممثلة بـ «مبادلة»، ستشهد مزيداً من التطور والتعاون والتنسيق، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث ساهم سموه في الدفع بالعلاقات الاقتصادية إلى الأمام، انطلاقاً من أهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد المشترك في تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين، ولما للاستثمار من دور في رفد كل من الإمارات وروسيا بالعوائد الاقتصادية اللازمة للمضي قدماً في المسارات التنموية.
وقال: منبهرون باحترافية المؤسسة الإماراتية سواء القيادة السياسية أو فرق العمل الاقتصادية وما تقدمه من جهود مستمرة لتحقيق النتائج المطلوبة؛ نظراً لوجود الخبراء والكفاءات من أبناء الإمارات الذين تخرجوا في أرقى الجامعات العلمية ولديهم فهم جيد بتفاصيل السوق التجاري الروسي، وهو أمر قلما نشاهده في المشاريع الاستثمارية المشتركة ويدلل على مستوى الوعي الكبير والإدراك بضرورة المعرفة الجيدة للبلد الذي يتم الاستثمار فيه، ولذلك استطعنا أن نكتب قصة نجاح لاتزال حاضرة اليوم بوجود 45 مشروعاً مشتركاً بين الصندوق و«مبادلة».
وحول الأثر المتوقع لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات، أوضح ديميتريف أن الصندوق الاستثماري المشترك بين روسيا والإمارات سيشهد نقطة تحول نوعية مع الزيارة، حيث من المتوقع الإعلان عن مجموعة من الصفقات في مجالات البيئة والرعاية الطبية والطاقة النووية وغيرها من المجالات الحيوية، وسيكون رئيس وكالة الطاقة النووية الروسية ضمن الوفد لبحث التعاون.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تشهد المرحلة المقبلة الإعلان عن مشاريع استثمارية روسية إماراتية مشتركة في كل من المملكة العربية السعودية والصين، نظراً لوجود الفرص الاستثمارية، حيث لن تتوقف الجهود الاقتصادية المشتركة في داخل السوق الروسي، بل هناك توجه وخطط عمل لاحقة لتحقيق الريادة العالمية في الأسواق التجارية الأخرى بوجود عوامل النجاح المتوقع من الاستثمار فيها، وهو ما قد يتم النقاش فيه خلال الزيارة.

تحديات صعبة
وأضاف: خلال الفترة الماضية، مر الاقتصاد الروسي بأزمة ركود؛ نظراً لوجود مجموعة من التحديات الصعبة، إلا أن ذلك لم يمنع الإمارات من مواصلة مشاريعها الاستثمارية بالتعاون مع الصندوق، خلال تلك الفترة الحرجة مالياً، حيث تم تجاوز المرحلة، وحققت «مبادلة» ربحاً جيداً، الأمر الذي يبرهن على مستوى الثقة بين الجانبين وحجم العلاقة الاقتصادية الصلبة والتي تستمر حتى في أصعب الأوقات؛ لذلك ننظر إلى العلاقة، باعتبارها شراكة دائمة ومتواصلة، ونتطلع لمزيد من التعاون في المراحل الزمنية المقبلة بوجود إمكانية الاستثمار في عدد من المشاريع الأخرى. وأشار إلى أن عدد المشاريع ارتفع خلال 5 سنوات فقط من 4 مشاريع إلى 45 مشروعاً مع منتصف شهر سبتمبر الماضي، حيث شملت مجالات التعاون عدداً من القطاعات الحيوية، منها قطاع النفط والغاز والرعاية الطبية والذكاء الاصطناعي والتسويق والرياضة والفضاء والتي شهدت إنفاق نحو ملياري دولار، وساهمت في توفير آلاف الوظائف، والوصول إلى المستويات التقنية العالية، وتحقيق أعلى العوائد في المجالات كافة، الأمر الذي ساهم في افتتاح المزيد من المشاريع بشكل دوري بعد النجاح اللافت لكل مشروع في تحقيق الريادة والمركز الأول بالقطاع.
ولفت إلى إعجابه ببرنامج الإمارات الفضائي وبالجهود التي قدمتها وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء خلال الفترة الماضية والتي نتج عنها الرحلة الناجحة لهزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وإطلاق مجموعة من الأقمار الاصطناعية ووجود برنامج واضح لتأهيل واستقطاب الكوادر الوطنية نحو دراسة علوم الفضاء، مما جعل الإمارات إحدى أبرز الدول عالمياً في الفضاء، بوجود شراكة استراتيجية مع روسيا تمثلت في دعم برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وحالياً هناك مباحثات للمزيد من أوجه الشراكة، ومنها بحث إمكانية إطلاق الأقمار الاصطناعية من دولة الإمارات باستخدام التكنولوجيا الروسية.
وبين أنه من المتوقع وجود تحديات اقتصادية خلال العام المقبل، ولكن المتابع جيداً للاقتصاد الإماراتي فإنه يلاحظ ثبات الاقتصاد، وعدم تأثره بالأزمات المالية المختلفة، فهو اقتصاد متوازن ومتعدد المصادر؛ ولذلك فإن الإمارات لن تتأثر بضعف الطلب على النفط بوجود النموذج الملهم للاقتصاد الوطني في الدولة، وباعتماده على الشراكات والتعاون الاقتصادي في إيجاد الحلول والفرص من التحديات.

شريك استثماري
وأوضح ديميتريف أن «مبادلة» تمثل الشريك الاستثماري الأكبر للصندوق الروسي للاستثمار الذي حقق فوائد ربحية تصل إلى 6% من إجمالي الناتح المحلي لروسيا، حيث يشكل الصندوق الروسي وشركاؤه نحو 90% من الاستثمارات المباشرة في روسيا بوجود 27 مليار دولار تم استثمارها خلال الفترة الماضية في 70 مشروعاً على مساحة جغرافية تشمل نحو 95% من المساحة الإجمالية لروسيا، بينما يعمل في الشركات التابعة للصندوق نحو 800 ألف موظف.
وأشار إلى وجود 6 آثار إيجابية للمشاريع الاستثمارية المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا في الاقتصاد الروسي وتشمل تحسين جودة الحياة وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الكفاءة الاقتصادية وتطوير المنطقة، إضافة إلى العمل على التطور التكنولوجي وتعزيز الصادرات وتقليل الواردات، حيث تقدم روسيا أفضل الفرص الاستثمارية للإمارات، بما تمتلكه روسيا من مؤشرات تتضمن نسبة الاقتراض الحكومي القليلة ونسبة البطالة التي لا تتجاوز 5% ووجود القوى العاملة التي أدت إلى إيجاد مناخ استثماري وبيئة متوقعة للنجاح. ولفت إلى أن المشاريع المشتركة تضمنت الاستثمار في شبكة تشخيص وعلاج مرض السرطان عام 2017 بقيمة 700 مليون دولار، والتي تعتمد على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الاكتشاف المبكر للأمراض المستعصية والعمل على علاجها في أقرب وقت، وهو ما نجحت فيه الشبكة عبر تشخيص 43 ألف شخص سنوياً، ورفع دقة التشخيص المبكر للسرطان إلى 80%، إضافة إلى تقديم العلاج المطلوب لنحو 5 آلاف شخص سنوياً، وهو ما أدى إلى تحسن جودة الرعاية الطبية للمستفيدين. وبين أن المشاريع تتضمن أكبر شركة في مجال البتروكيماويات والمشتقات النفطية ومحطات الشحن، كما تم الاستثمار في «اليو اف سي»، وهي الرياضة القتالية التي نالت شعبية كبرى خلال الفترة الماضية، بوجود الدعم والرعاية من قبل مبادلة لتسويقها في الأراضي الروسية.

حقــول النفــط
أشار كيريل ديميتريف إلى أنه تم تأسيس مشروع مشترك مع شركة «غازبروم» لتطوير عدد من حقول النفط في منطقتي «تومسك» و«ومسك» في سيبيريا، حيث استحوذت مبادلة للبترول والصندوق الروسي للاستثمار المباشر على حصة إجمالية قدرها 49% بشركة غازبروم نفط - فوستوك، وهي الجهة المشغلة للحقول، بحيث استحوذت مبادلة على 44%، فيما نال الصندوق الروسي للاستثمار المباشر على الحصة المتبقية وهي 5%.
ولفت إلى أن الفترة الماضية شهدت شراء «مبادلة» حصة من مجموعة «وورلد كلاس» الروسية لنوادي اللياقة البدنية التي تدير أكبر مجموعة من نوادي اللياقة البدنية تحت علامتها التجارية، حيث اشترت «مبادلة» وصندوق الاستثمار المباشر الروسي، 22.5% من الشركة الروسية من صندوق «في تي بي كابيتال»؛ بهدف زيادة نشر أسلوب الحياة الرياضي في روسيا، حيث تعتبر وورلد كلاس، أكبر شركة لإدارة نوادي اللياقة البدنية في روسيا، وتملك 39 نادياً للياقة البدنية، ومنحت توكيلات لإدارة 46 نادي لياقة بدنية تحت علامتها التجارية، في 34 مدينة في روسيا.
وأعلنت شركة مبادلة إنشاء صندوق للاستثمار المشترك بالشراكة مع صندوق الاستثمار الروسي؛ بهدف الاستثمار في روسيا، وذلك خلال ملتقى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي عام 2013.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©